آخر تحديث :السبت-25 مايو 2024-04:05م

أدب وثقافة


قصة : انطفاء شمعة

الإثنين - 03 أبريل 2017 - 11:12 ص بتوقيت عدن

قصة : انطفاء شمعة

كتب / أيوب العمودي:

انطفات شمعة حلمي بك

لقد كنتَ انت الضياء الذي يرسم دربي كنت امل حياة كنتُ دائماً ابحر في عينيك ألمس السماء بمجرد النظر إلى وجهك كنتَ دائماً ترفدني بطموحاتي كنت بوابة عبور لي نحو العالم الجميل أحسستُ بسعادة تجعلني اتوقد شوقاً للقائك احسست أن الدنيا حكاية بدأتها عيناك وانتهت بهما؛ .

 

 تلخصت جل اهتماماتي بكيفية ربط مصيرري بك ، اهملت العواصف التي تدور حولي ولكني لم اغض الطرف عن صفاء السماء حولك ، كنتُ أتالم بفرح وأنا اشتاق إليك ، كنتَ بمثابة مشعل دائم التوقد في قلبي ، كنتُ دائماً اجعل من قلبي حطباً ليستمر مشعلك بالتوهج .

 

أحياناً أحس بأن الدنيا تضيق علي فألج الى مخيلتي وأبدأ بنسج صورتك- لقد كذبتُ عليك فصورتك كانت في عينيَّ كغشاوة تغطي تفكيري .

 

فأسبح في فضائك وفي سحرك الرائع لقد أحببتُ كل تفاصيل حياتك بل عشقت اللغة العربية لأن حروف اسمك منها بل نسجت من أحرفك اللغة العربية .

 

حقاً أفتقد تلك الأيام كنت أمر في الليالي المظلمة وأنا منتظر نسمة تأتي من اتجاهك فأروي بها تفكيري المفعم بالحيوية لك، لقد سخّرتُ كل إمكانياتي الفكرية لك كنت أحصر حياتي وأمنياتي وفرحي ودموعي وآهاتي وأيامي ولياليَّ وساعاتي ولحظاتي وحتى طرفة عيني - ولا أبالغ - حصرتُها كلها في نظرة إلى وجهك المشرق كشمس لايستطيع المرء النظر إليه .

 عشقت تفاصيل  وجهك وتقاسيمه عشقَ ابتسامة البراءة والنظرة القاتلة التي تجرح فؤادي الجريح أصلاً ... إن قصتي باختصار انتهت .

 

لأني لم أحسب يومًاً للأقدار

لم أمتلك يومها الظروف المناسبة كي ابوح ببعض مشاعري التي كتمتها في قلبي حتى أصبحت كخناجر تدمي فؤادي المسكين إلى الآن فقد آثرتُ التخلي عنكِ لأجلكِ .

 

أعلم أنك لم تعلمي بشيء وأنك لم تعرفي إنسانًا يحمل اسمي ولاصفاتي ولكن كنت أراقبك من بعيد ، أسترق بعض النظرات التي تجعلني دائمًاً أنشئ حوارًاً مع ذاتي .

 

فضلت أن أخبئ مشاعري التي جعلت مني شخصاً فارغاً من الداخل

نعم شخص فارغ تجرد وتنصل من حبك لأجلك .

 

 أعلم أنك لم تعلم بي ولاتدري من أنا ؟

أنا باختصار شخص فضّل بيع قلبه لمصلحة قلبه

لا يدري أحد أني كنت آكل الطعام جمرًاً ، وأحتسي القهوة سمًا ، وقعت بين سيفين : سيف ظروفي و سيف حبك ! ولكن فضلت أن أموت بالسيفين كليهما فلم ولن أتخلى يوماً او ساعةً اولحظةً عن حبك .

 

أكتب هذه الكلمات الآن وقد تخلصتُ من سيف ظروفي ، ولكن بقي سيف حبك الذي يقطع في فؤادي ويدميه ، لن اخبرك ولن تصلك هذه الكلمات ، ولن افكر في لقائك أبدًا ، ولن أبحر في عينيك مجددًا .

باختصـــــــــار انطفأت شمعة عمري

لقد ذهبت واختارت حياتها ،

ولكن من يطفئ مشعل حبها في قلبي ؟!

انتهى كل شيء : أحلامي ، امألي وطموحاتي ، فقدتُ إحساسي بالحياة ، كل شيء يحاربني حتى نبضات قلبي أصبحت سكاكين أتمنى أن تقف وأنأتخلص من معاناتي .

 

لم تعلمي من أنا ولن تعلمي ...

 

انا هنالك فردً في الكون اسمه أنا

وداعًا يا أغلى وأجمل قصة حب عاشت وماتت ودفنت في قلبي .