آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-03:39م

اليمن في الصحافة


الإمارات.. جهود إنسانية تعيد الأمل إلى شعب اليمن في مستقبل أفضل

السبت - 18 مارس 2017 - 03:05 م بتوقيت عدن

الإمارات.. جهود إنسانية تعيد الأمل إلى شعب اليمن في مستقبل أفضل

(عدن الغد)الخليج

برزت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل لافت بمساهمتها الفاعلة في جهود دعم اليمن على جبهات عدّة، وفيما تفضل الآلة الإعلامية إتباع صخب وضجيج العمليات العسكرية في حرب استعادة السلطات الشرعية ومواجهة جماعة الحوثي الموالية لإيران، فإن هناك جهوداً أكبر تبذل على المستوى الإنساني وعمليات أخرى أقل صخباً، لكنها أكثر وقعاً وتأثيراً وهي تلك المتعلقة بخطط إعمار اليمن، وإعادة «سعادته» إليه.
جهود الإمارات في إعادة إعمار اليمن جعلت الأمم المتحدة تصنفها في المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات لليمنيين، وإن كانت هذه الصدارة ليست ما يبغيه الإماراتيون من حملات الإغاثة التي يقودونها في اليمن، والتي سبقت مشاركتهم ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن؛ بل يسعون إلى وقف النزيف وتضميد جروح اليمن وشعبه الشقيق.
يأتي الدور الإنساني في اليمن انطلاقاً من إيمان رسّخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قلوب الإماراتيين، قولاً وفعلاً، بشأن ضرورة الاهتمام باليمن، في عسره ويسره؛ وهي الوصية التي يسير على نهجها أبناء الإمارات اليوم، وتترجمها المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية وإعادة تأهيل المستشفيات وعمليات إجلاء الجرحى للعلاج في الخارج، وإعادة بناء المقرات والمراكز الحكومية.
عندما أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاج إليها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة، كانت الإمارات في صدارة الدول الداعمة، وتبوأت المرتبة الأولى كأكبر مانح مساعدات لليمن بقيمة بلغت مليارين و853 مليون درهم.
وفاء لقيم دولة الإمارات وثوابتها فيما يتعلق باليمن، وفلسفتها الإنسانية الراسخة التي أصبحت نهج عمل حكومتها ومؤسساتها وهيئاتها الإنسانية والخيرية، أكدت الإمارات أنها تتبنى مقاربة شاملة في دعم اليمن للتخفيف من عمق المأساة ومن عذابات اليمنيين، خصوصاً النساء والأطفال.
ومن بين المشروعات الإنسانية التي تركت بصمتها على الأطفال أساساً، افتتاح حديقة الشعب بمدينة البريقة بعدن؛ وهي إحدى أكبر الحدائق بعدن، وقامت بدعم وتمويل هذا المشروع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها من أجل الارتقاء بمستوى الحياة في المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها من قبل القوات الشرعية،
تدخل في ذات التوجه الخاص بإحاطة المرأة والطفل، مبادرة «أم الإمارات» ، لتحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن، حيث تتضمن المبادرة توفير الدعم اللازم ل 15 مشروعاً في عدن والمحافظات المجاورة تشمل المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمياه والكهرباء والطاقة إلى جانب دعم المرأة وتأهيل ذوي الإعاقة وتحسين خدمات المأوى في المناطق النائية، ومنها دعم مركزي التواهي للولادة وكريتر للنساء وكلية علوم المجتمع والمعهد التجاري في خور مكسر، والمعهد المهني الصناعي، إضافة إلى إطلاق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أكبر حملة لإغاثة 10 ملايين متضرر يمني.
في إطار إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 الخاصة باليمن من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أكد عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن الإمارات تتبنى مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصاديا وإنسانيا ولوجستيا، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، من خلال عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار.
وضمن الجهد الإماراتي المتكامل لدعم اليمن، أطلقت عدة حملات منها حملة «عونك يا يمن» من قبل الهلال الأحمر الإماراتي والتي تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني .وتم تسيير جسر مساعدات جوي وبحري للشعب اليمني، حيث أرسلت العشرات من طائرات الشحن والسفن والبواخر لتوفير المواد الإغاثية للشعب اليمني تم تأمين توزيعها ووصولها إلى المحتاجين والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة، وتوفير طرود غذائية للأسر والتي يقدر عددها بعشرات الآلاف.
لا يقتصر الدور الإنساني الإماراتي في اليمن فقط على تقديم المساعدات من أغذية وأدوية، وإنما ينصرف أيضا إلى مساعدة اليمن في إعادة بناء وإعمار ما خلفته الحرب، ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية، وتبلور هذا الدور بوضوح بعد استعادة عدن.
وتعمل هيئة الهلال الأحمر على ترميم 154 مدرسة في المحافظة اليمنية، ضمن مشاريع المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني، وتم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظات الجنوبية بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي.
في القطاع الصحي حرصت الإمارات على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها 5 مستشفيات كبيرة و9 عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليوناً و500 ألف درهم، ورصدت الهيئة 4 ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى، إلى جانب مبلغ 5 ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. واستقبلت مستشفيات الإمارات عدداً كبيراً من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج.
تدرك الإمارات أن نجاح عملية استعادة اليمن من الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم ينبغي أن تسير بالتوازي مع عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل.