انتهت واحدة من أهم المباريات في تاريخ الكرة الأوروبية، وتمكن برشلونة من الرد على المشككين بقدراته عن طريق انتفاضة مذهلة تغلب فيها على باريس سان جيرمان الفرنسي 6-1 على ملعب "كامب نو"، بعدما تأخر مع انتهاء مباراة الذهاب برباعية نظيفة.
هذا الانتصار المدهش لم يكن ليتحقق لولا مجموعة من العوامل الذي اجتمعت ليلة الأربعاء، ووضعت برشلونة في الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا بطريقة دراماتيكية، ونوجز لكم هذه العوامل في التقرير التالي:
1- الريمونتادا
هي كلمة إسبانية تعني التعافي أو العودة، وتستخدم في القاموس الكروي عند انتفاضة فريق ما وعودته من بعيد بعد تأخره في النتيجة، وهو ما حدث تماما مع برشلونة الذي وضع كل الخطط والفنيات جانبا، واعتمد على معنويات لاعبيه ورغبته في تحقيق المستحيل.
2- خطة إنريكي الجريئة
لجأ المدرب إنريكي إلى خطة اللعب 4-3-3 دون إشراك أي من الظهيرين، من أجل زيادة الكثافة العددية في وسط الملعب وعمق الدفاع لمنع باريس سان جيرمان من شن الهجمات المرتدة، وهذه الخطة أربكت حسابات الفريق الفرنسي الذي لم يتعامل كما يجب مع المعطيات الجديدة.
3- إعلان رحيل إنريكي
ساهم الإعلان المبكر عن رحيل إنريكي بنهاية الموسم، في تخليص الجهاز الفني من الضغوط الملقاة على عاتقه، فتم تجهيز اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة، وأراد الفريق كمجموعة أن يرد الجميل لمدربه الذي قاده لإنجازات عديدة.
4- نجومية نيمار
كان نيمار بطلا فعليا لهذه المباراة، فقد سجل هدفين وصنع هدفا وتسبب في ركلة جزاء، وكان أخطر لاعبيه من الناحية الهجومية، في ظل تأخر مركز ليونيل ميسي وراء رأس الحربة.
5- صخب "كامب نو"
لعب أنصار الفريق الذين احتشدوا في ملعب "كامب نو" دورا كبيرا في هذا الانتصار، فلم يتوقف الجمهور عن التشجيع الصاخب طوال 90 دقيقة، ولم يفقد الأمل بعد تسجيل كافاني هدف فريقه الوحيد الذي كان كفيلا بإنهاء حلم برشلونة.
6- التعلم من الأخطاء
وضع برشلونة في اعتباره الأخطاء التكتيكية الكارثية التي ارتكبها في لقاء الذهاب، خصوصًا فيما يتعلق بمنح ثلاثي الوسط حرية التحرك في منطقة المناورة، فتجمد نشاط بليز ماتويدي وأدريان رابيو بفضل مشاكسات إيفان راكيتيتش وحركته المستمرة بدون كرة.
7- ارتباك سان جيرمان
ظهر واضحا أن باريس سان جيرمان افتقد لرباطة جأشه وهو يسمع هتافات برشلونة الصاخبة من المدرجات، فتوتر لاعبوه، خصوصا الجناحين لوكاس مورا ودراكسلر، ولم يتمكن الفريق الفرنسي من تشكيل خطورة تذكر على مرمى برشلونة في الشوط الأول.
8- ضعف إيمري
تعامل المدرب أوناي إيمري مع المعطيات بصورة عشوائية كأنه لا يملك خبرة البطولات الكبيرة، كان مترددا في تبديلاته وتغيير خطة لعبه، وساهم بشكل غير مباشر في توتر لاعبيه من خلال التأخر في إجراء التبديلات.
وأخفق إيمري في وضع التشكيلة المناسبة، خصوصا وأن هذه المباراة كانت تحتاج للاعب مهاري في عمليات المناورة مثل باستوري.
9- دفاع كارثي
أحسن سان جيرمان التعامل مع هجوم برشلونة في مباراة الذهاب، بعكس لقاء الأمس الذي شارك فيه القائد تياجو سيلفا على حساب كيمبيمبي، وأثبت سيلفا أنه بعيد جدا عن ذلك اللاعب الذي كان يعتبر واحدا من أفضل مدافعي العالم، نضيف إلى ذلك اختفاء تأثير كورزاو وتومتي مونييه، رغم عدم تركيز برشلونة على الأطراف إطلاقا.
10- احترام مبالغ فيه
كان سان جيرمان يعلم أن برشلونة هو الفريق الوحيد القادر على قلب نتيجة 4-0 إلى فوز لمصلحته، لكن التسليم بحقيقة أنه قد يتعرض لانتفاضة مثيرة أضره كثيرا وأفقده ثقته بإمكانياته، فاحترم الفريق الفرنسي خصمه بطريقة مبالغ فيها، مما ساهم في عدم توازنهم ذهنيًا.
