آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-09:26ص

فن


فبراير الحزين يوم رحيل الفنانين العملاقين (علوي والمرشدي)

الأربعاء - 08 فبراير 2017 - 12:39 م بتوقيت عدن

فبراير الحزين يوم رحيل الفنانين العملاقين (علوي والمرشدي)

عدن الغد/ كتب- جهاد محسن:

صادف أمس الثلاثاء - 7 فبراير- يوم مرور الذكرى المشتركة لرحيل القامتين الفنيتين الكبيرتين فيصل علوي، ومحمد مرشد ناجي، اللذين شاء القدر أن يقترن يوم وفاتهما في ذات التاريخ الحزين الذي عمد على مضاعفة الألم والوجع في نفوس محبيهما، وعمق من أحزان وطن سيظل يرثيهما لسنوات ويخلد سيرتهما بذكريات يصعب نسيانها.

-          (1) الفنان محمد مرشد ناجي.

ولد الفنان المرشدي في الـ6 من نوفمبر من عام 1929م بمديرية الشيخ عثمان- محافظة عـدن، وتلقى بدايات تعليمه في حفظ "القران الكريم" وهو في سن مبكرة على يد الفقيه أحمد الجبلي، وكان ذلك في ما يسمى بـ(المعلامة) الكائن بحارة (القحم) بذات المديرية.

دلف المدرسة الابتدائية الحكومية في الشيخ عثمان، وأتم المرحلة الابتدائية بتفوق، لكنه لم يحالفه الحظ بالالتحاق بالمدرسة المتوسطة بمدينة كريتر والتي كانت تُعرف آنذاك بمدرسة (ريسدنسي) لأوائل الطلاب، بسبب ظروف أسرته الصعبة.

لكن راهنه على مواصلة التعليم جعله يلتحق بمدرسة في الشيخ عثمان، معنية بتعليم الطلاب من أبناء العائلات الفقيرة، غير أن فرحته لم تدم طويلاً بعدما أعلنت المدرسة إفلاسها، وقرر مجدداً الالتحاق بمدرسة في مدينة كريتر التي كانت تُعرف باسم مدرسة (البادري) ليتجه بعدها إلى (الكتاتيب) لدراسة اللغة الانجليزية على يد مدرسه السيد صالح حسن تركي.

* بدايته مع الغناء

بدأ حياته الفنية من منزل والده الذي كان يجيد الغناء ويمارسه بصفة يومية، لذا وجد المرشدي نفسه منشداً إلى صوت أبيه حتى تأثر به كثيراً، ومنه تعلم كيفية ترديد الألحان ذات النغمة "الحجرية"، إلى جانب استفادته من خبرة أخيه "أحمد" الذي كان عازفاً على آلة تسمى "السمسمية".

كان المرشدي يمارس الغناء منذ دراسته الابتدائية، وقد حُظي بالكثير من التشجيع من قبل مدرسيه وعلى رأسهم الأستاذ أحمد حسن عبداللطيف، حتى بدأ يغني في حفلات الأعراس (المخادر) بصحبة فرقة تعزف له، لكن ولعه بالغناء جعله يفكر في تعلم العزف بمفرده على آلة العود.

لم يستغرق الوقت طويلاً حتى تمكن من إتقان مهارة العزف بسرعة متناهية، وقرر الاعتماد على ذاته بالغناء والعزف معاً، حتى أصبح فناناً معروفاً في الوسط الفني، وعضواً مميزاً في (الندوة الموسيقية العدنية) التي أنضم إليها بطلب من الشاعر إدريس حنبلة، وكانت (الندوة العدنية) الذي يعد أبرز أعمدتها الفنان خليل محمد خليل، تهتم بالهاوين للأغنية العدنية، ومقرها مدينة كريتر، حيث استمر المرشدي يشارك ضمن فعالياتها بترديد الأغان المحلية والمصرية، وموطداً علاقته بأعضائها.

في ذات يوم زار مجلس الندوة الشاعر الكبير محمد سعيد جرادة، وأعجب بأداء المرشدي وهو يشدو بصوته الشجي، وشجعه على أن يخوض إلى جانب الغناء تجربة التلحين، فكتب له قصيدة بعنوان (وقفة) فأخذها المرشدي وقام بصياغة لها لحن أعتبر من أجمل وأنجح ألحانه، وباكورة أول أعماله، حتى ذاع صوته وأصبح فناناً معروفاً للجماهير في اليمن والوطن العربي.

ساهمت إذاعة عـدن منذ تأسيسها عام 1954م في تقديمه للجمهور، وساعدته منذ -منتصف الستينيات- على الانتشار الواسع في حدود اليمن حتى بلغت شهرته دول الخليج العربي، والتي لعب فيها دوراً هاماً في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني، وتقديم خصائص الألوان الأغنية اليمنية (الحضرمية واللحجية واليافعية)، بالإضافة إلى إسهامه في إخراج الأغنية (الصنعانية) من نطاقها الضيق، والتعريف بالأغنية (التهامية) خارجياً.

* خصائصه الفنية

يعد الفنان محمد مرشد ناجي، من أهم دعائم وركائز الغناء "التجديدي الحديث" بالإضافة إلى دوره البارز والهام والمؤثر بتقديم "الموروث الغنائي اليمني" بكل تلاوينه المتعددة وإيقاعاته المختلفة.

كما يعد أيضاُ من الفنانين اليمنيين القلائل الذين تمكنوا ببراعة قدراتهم من تقديم عطاءات ونتاجات إبداعية، استندت على محاكاة التراث والفلكلور اليمني برؤيته المستقلة ومنهاجه المتعددة، معتمداً بذلك على عذوبة صوته وقدرته الفائقة على التغيير والتنويع بخلق جمل موسيقية ومقامات لحنية مصحوبة بثراء العاطفة المرتبطة بجذور التربة اليمنية المتأصلة بأعماق الأرض والتاريخ وروح الأصالة والحضارة اليمنية المترامية بامتدادها واتساعها في كل أرجاء الجزيرة العربية.

لهذا ظلت أغانيه خالدة ومتأججة في وجدان الجماهير الفنية التي لازالت تتذكرها، على سبيل المثال لا الحصر: (أراك طروباً- زمان الصبا- ساكني صنعاء- صادت فؤادي- يامن سلب نوم عيني- الفل والورد- ياساري البرق- يحيي عمر قال- قطفت لك- يا مكحل عيوني بالسهر- قال أبو زيد- أنا من ناظري- المُعنى يقول- عظيم الشأن- يا غارة الله- عليك سموني- أخضر جهيش)، وغيرها من الأغنيات التي مزجها بتلك الحداثة الغنائية، وبتلك الأصول الموسيقية التي نجح بتوظيفها في أعماله عبر إجادته بالتعامل مع مقامات (البيان، الأصد، الهزام، السيكا، النهوند، الحجاز، والحجاز كار كورد).

وليؤكد لنا جدارته الإبداعية على توصيل كل تلكم السمات الفنية والتفاصيل التاريخية المتكئة على مرجعية الثقافة والعلم والاطلاع والبحث عن المعرفة.

* (المرشدي) والأغنية الحديثة

تميز المرشدي عن غيره من زملائه بعد أن زود له إضافات متميزة حسبت له في مسار تطور الأغنية اليمنية الحديثة، وذلك بفضل وثباته الفنية المبتكرة برؤى جمالية مدعمة باشتغالات إبداعية بالغة التميز والخصوصية، ومتجانسة مع حالة التدفق النغمي الوجداني المنغمس مع روح القصيدة التي ظل يتعاطاها بدلالات فنية وموسيقية متفردة محلقاً بها كل جبال وهضاب وسهول ووديان اليمن.

وتعد أبرز الأعمال والقصائد الحديثة التي قدمها المرشدي بصوته للشاعر الكبير محمد سعيد جرادة، واللذين اشتركا معاً بتقديم ثنائيات غنائية رائعة، أبرزها: "وقفة- ذات الخال- لقـاء- هجرت وأبعدتني- شبابك ندي ريان"، بالإضافة إلى الثنائية التي جمعته مع الشاعر الخلاق لطفي جعفر آمان، في أعمال وأغنيات عظيمة، منها: "إلى متى- ظبي من شمسان- عرفت الحُب- ودعت حُبك- مش مصدق".

كما أن للمرشدي بصماته الخاصة في تطوير الأغنية اليمنية، والتي جلاها بأبهى صورها الحديثة والمعاصرة، وعبر أغنيات كان أبرزها: "بيني وبينك- خلاني وراح- على ذكراها- مع السلامة- ذا كان زمان ياصاح- ضناني الشوق- يا للي أنكرت الحُب- اللقاء العظيم- نظرة من مقلتيها- لا تخجلي- مازلت أهواك- غنوا معي غنوا- طلعت بدرية- بغينا الحُب دائم بالتفاهم- اشتقت لك- تاج النهار- بروحي وقلبي- لم يندمل"، بالإضافة إلى أعمال (أراك طروباً- خذوا بدمي ذات الوشاح- ومش مصدق- والقائد البريطاني إرتبش- على مسيري على مسيري).

ساهمت هذه الأعمال والتجارب الغنائية التي قدمها المرشدي ضمن إيقاعات متنوعة ومقامات موسيقية توفرت فيها كل المعطيات والمقومات اللحنية، في إبراز المزيد من الأغنيات الناجحة، كتلك التي حملت عناوين (حبيبي جاني- يأبن الناس حبيتك- ياسائلي عن هوى المحبوب- لقيته يا أماه- ليه يابوي- يانجم ياسامر- غزير الحُب- يا عيدوه.. يا عيدوه- ياحبايب لوين- بانجناه بانجناه- يابوي أنا شي لله) وغيرها.

* أعماله الفكرية وأنشطته السياسية

برزت للمرشدي عدد من الكتب والمؤلفات التي تناولت الهم الفني وذات المواضيع المتصلة بخصوصية الغناء اليمني، أهمهما: (أغنيات شعبية) و(الغناء اليمني ومشاهيره)، واللذين أكدا على قدراته كفنان مبدع ومشبع بالثقافة المعرفية التي جعلت منه باحث ومؤرخ للغناء اليمني القديم، ثم تلاهما بإصدارين هما: (صفحات من الذكريات) و(أغنيات وحكايات).

تقلد عدة مواقع فيما كان يُعرف باليمن الجنوبي، منها: عضوية مجلس الشعب طوال فترة الثمانينات، ورئاسة اتحاد الفنانين اليمنيين.

وعقب تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م، أصبح مستشاراً لوزير الثقافة، وفي عام 1997م تم انتخابه عضواً في مجلس النواب اليمني.

توفي الفنان محمد مرشد ناجي، في يوم الخميس الموافق 7 فبراير 2013م في مدينة عـدن، عن عمر ناهز الـ85 عاماً، إثر عودته من رحلة علاجية في العاصمة اللبنانية – بيروت-.

رحم الله زعيم فن الغناء اليمني الحديث، الذي ظل محافظاً على مكانته أمام جمهوره ومحبيه لستة عقود حافلة بالعطاء والإبداع، ومتربعاً على عرشه بشموخ يضاهي شموخ أغنيته الوطنية المدوية (أنا الشعب)..

-          (2) الفنان فيصل علوي

ولد الفنان فيصل علوي عام 1951م في قرية "القشعة" بمحافظة لحج، برزت موهبته الفنية حين بلغ من العمر 8 سنوات، وتمكن من امتلاك مهارة العزف على آلة العود وهو في سن الـ13 عاماً، وعندما شاهده لأول مره الموسيقار الراحل أحمد بن أحمد قاسم، يعزف بإتقان وبراعة على أوتار العود، وبروح حميمية ومنسجمة مع دندنته، أعجب به على الفور وساعده على التسجيل في إذاعة عـدن مطلع ستينيات القرن الآفل.

بدأ عام 1967م استقلاله الفني عقب أن تشبع من نبع التراث اللحجي الأصيل، وكان السبب في نجاحه جماهيرياً هو تألقه في إبراز خصائص ومكونات الأصالة لتراث الأمير الشاعر "القمندان" والذي كانت لأعماله الأثر الأكبر في اكتمال شخصية فيصل علوي عام 1969م، كفنان ماهر ومحترف عشق آلة العود منذ صباه، وظل حتى رمقه الأخير يعزف على أوتاره عبر أنامله الذهبية، ويدندن معه بكل جوارحه وأحاسيسه، حتى تمكن من تأسيس وإنتاج مدرسة فنية مستقلة لذاته استوعبت فيها العديد من الفنانين والمواهب الشابة.

* أبرز أعماله

غنى علوي لأكثر من 52 شاعراً، ولعدد كبير من الملحنين البارعين، وكانت أول أغنية له بعنوان (أسألك بالحُب يا فاتن جميل) والتي سجلها لإذاعة عـدن عام 1958م، وهي من كلمات الشاعر أحمد عباد الحسيني، وألحان الفنان صلاح ناصر كرد، ليضيف بعدها أغنيته الثانية (ورى ذي العين ذي تدمع سنين) للشاعر عوض كريشة، وألحان صلاح كرد.

من أبرز الشعراء الذين تعاون معهم وغنى من كلماتهم: محسن أحمد مهدي، عبده عبدالكريم، صالح نصيب، مهدي صالح حمدون، محمود السلامي، سالم علي حجيري، أحمد علي النصري، أحمد سيف ثابت، مسرور مبروك، محمد العراشة، عبدالله باجهل، عوض كريشة، حتى وصل عددهم إلى 52 شاعراً.

تغنى بألحان كبار الملحنين، أبرزهم: الأمير أحمد فضل القمندان، والأمير عبده عبدالكريم، وفضل محمد اللحجي، وفضل ماطر، ومحمد سعد الصنعاني، وصلاح ناصر كرد، وأحمد سالم مهيد، وأحمد محمد عباد، وعلي حسين الكيلة، إلى جانب الشاعر والملحن عبدالله هادي سبيت، رحمهم الله جميعاً.

كما أنه ساعد بقدراته الفنية المرموقة على إحياء تراثاً فنياً جميلاً كاد أن يندثر، بعد أن نجح في تطويع أغاني الأمير الشاعر أحمد فضل القمندان.

وبشهادة أهل الطرب والموسيقى، فأن الفنان علوي إلى جانب غنائه بألوان غنائية مختلفة كاللون الحضرمي والصنعاني، أعتبر أفضل من قدم تراث القمندان، ولعب من خلاله دوراً بارزاً ومؤثراً في التعريف بالأغنية اللحجية، بل وتمكن من إضافة لروائع القمندان جملاً لحنية متميزة، ونسقها بشكل يتماشى مع العصر، وإيصالها إلى دول الخليج العربي من خلال مشاركاته الخارجية.

* تجربته في التلحين

شكل الفنان علوي ظاهرة فنية غير عادية، ليس فقط بتميزه وإجادته للعزف على كل الآلات الموسيقية، بل زادها في خوض تجربة التلحين بنجاح، محققاً رصيداً كبيراً بعد أن تمكن من تلحين أكثر من 1000 نص شعري.

حيث استهل بداية تجربته في مجال التلحين، بثلاث أغانٍ عاطفية من كلمات الشاعر عوض أحمد كريشة، وهي بعناوين (فوش له قلبي صبر- من يوم إلى يوم- يا ناسي المعروف).

برزت أول ألحانه في الأعمال الوطنية بعنوان (صوت الهون يشجيني عاد البرن) من كلمات الشاعر أحمد صالح عيسى، إلى جانب أغنيته الوطنية الثانية والتي لحنها بنفسه (على عبدالنبي الجيد المكرم)، بالإضافة إلى أشهر أغانيه الوطنية (سرت ليلة على الغيران حية) والأغنيتين هما للشاعر أحمد عباد الحسيني.

عاد بعدها إلى مسقط رأسه محافظة لحج، وأنظم إلى فرقة "تبن" بقيادة الفنان فضل محمد اللحجي، والذي كان يصاحبه بالضرب على الإيقاع، حين كان فيصل يقدم عدداً من أغانيه المشهورة، مشكلاً معه بُعداً وجدانياً، وذلك قبل انفصاله عن الفرقة عام 1967م، ليبدأ بعدها بتشكيل فرقة خاصة به برفقة عازف الإيقاع الفنان فضل ميزر.

يذكر أن الفنان علوي كان قد التحق بالفرقة الموسيقية اللحجية عام 1959م حين كان عمره 8 أعوام، وكان يقود الفرقة الفنان صلاح كرد، وهي الفرقة التي سبقه إليها الفنانين القديرين عبدالكريم توفيق ومحمد صالح حمدون.

وكثيراً ما كان يتحدث فيصل علوي عن الذكريات التي عايشها أثناء نشاطه مع هذه الفرقة، وأكثر ما كان يقوله: (إنه كلما فكر بالانسحاب منها تدخل - صلاح كرد- لإثنائه عن ذلك، بوعده له بشراء "سيكل" ليبقى مستمراً فيها).

ويضيف: (وبالرغم من أن صلاح لم يفي بوعده، لكنه كان يعطيني حق "العواف" لكني في الأخير كرهت الفرقة، وغادرت إلى محافظة أبين، عام 1962م).

في أبين أنظم إلى الفرقة "الفضلية" بقيادة الفنان علي حسين الكيلة، وفيها أنتج العديد من الأعمال التي بلغ عددها 15 أغنية، أبرزها: "جيت ثاني بعد هجرك جيتني" من كلمات إبراهيم شيخ، وألحان علي الكيلة.

* رحلاته الخارجية

كانت أولى رحلاته الخارجية إلى دولة الكويت، والتي سجل فيها للإذاعة الكويتية ثلاث أغانيات هي: "قفيت يا ناعس القامة- وقعت في حُب أعمى- مش معقول ينساني"، ومثلت هذه الرحلة أهم المحطات التي ساعدته في اكتساب رصيد جماهيري واسع على مستوى دول الخليج العربي، لدرجة دفعت بالموسيقار الكويتي أحمد باقر "عميد المعهد الموسيقي الكويتي" إلى وصفه في تلكم الفترة بأنه (أقوى صوت في الجزيرة والخليج).

في عام 1970م توالت سفرياته الخارجية إلى عدة دول عربية وغربية، وكانت أول وجهاته للعواصم الأوربية العاصمة البريطانية –لندن-، والتي أحيا فيها حفلة فنية للجالية اليمنية، وأستطاع أن يسجل فيها عدداً من أغانيه للإذاعة البريطانية، لتشمل بعد ذلك زياراته الخارجية لأكثر من 30 دولة عربية وأجنبية، ساهم خلالها على إيصال روح الطرب والأغنية اليمنية، وإبراز مكامن الفرادة والثراء في لون الغناء اللحجي.

* أصالة فنه

دائماً ما كان علوي يصف الأغنية اللحجية بـ(الأغنية الشعبية) التي لها وقع مؤثر على الآذان والفؤاد، التي حين يغنيها أي فنان يشعرك بأنه يبكي من روعة تميز إيقاعاتها الشعبية الراقصة على وقع خرير المياه، وحفيف الأشجار، وأناشيد الفلاح، وتغاريد العصافير، ويراقص بأصدائها زهور الفل والكادي وبساتين الحسيني.

لهذا كانت جميع أعماله متميزة بخصوبة الكلمات وعذوبة الألحان التي ظل يشدوا بها منذ بداية عهده على سيمفونية الإيقاع اللحجي المترجم لقيم التراث الفني العريق.

رحم الله فقيدنا الفنان الشعبي الكبير فيصل علوي، والذي وافته المنية صباح الأحد، الموافق 7 فبراير من عام 2010م، في مستشفى الجمهورية بمحافظة عـدن، بعد مسيرة عطاء امتدت لأربعة عقود.