آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-09:06ص

اليمن في الصحافة


“كوابيس” القاعدة.. وجه الانقلاب الآخر الذي يقض مضاجع سكان أبين اليمنية

السبت - 04 فبراير 2017 - 06:15 م بتوقيت عدن

“كوابيس” القاعدة.. وجه الانقلاب الآخر الذي يقض مضاجع سكان أبين اليمنية

(عدن الغد) ارم نيوز

رغم كل الهزائم التي مني بها تنظيم القاعدة في اليمن مؤخرًا في عدد من المحافظات، التي كانت عناصره تتمركز فيها، يحرص التنظيم بين الفينة والأخرى على القيام بعمليات تشبه الإعلان بأنه ما زال نشطًا وبإمكانه زعزعة استقرار تلك المناطق، وتحديدًا في عدة بلدات وقرى تابعة لمحافظة أبين اليمنية.

وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام محلية في اليمن، الخميس الماضي، أن تنظيم القاعدة  أعاد سيطرته على مدينة لودر المتاخمة لبلدة مكيراس، التي ما زال الحوثيون يسيطرون عليها، وكذا شقرة الساحلية. وأرجعت المصادر سبب سيطرة القاعدة على المدن إلى انسحاب قوة أمنية كانت تتولى مهام حماية وتأمين المدينة جراء إهمال طالها من القيادة العليا وعدم تسلمهم لمرتباتهم لعدة أشهر.

ولكن تلك الأخبار لم تؤكدها مصادر رسمية، في حين أكد شهود عيان في المنطقة أن عناصر متشددة نصبت نقطة تفتيش واحدة بالقرب من بلدة لودر عقب انسحاب القوة الأمنية التابعة للجيش اليمني.

وجاء تحرك عناصر القاعدة، بعد عدة أشهر من إطلاق قوات الجيش اليمني عملية عسكرية كبرى لتطهير محافظة أبين من عناصر القاعدة، وذلك في أغسطس / آب عام 2016، حيث اندلعت اشتباكات في عدد من مديرياتها، لكن القوات سرعان ما وصلت الى آخر بلدة شرقية من المحافظة، وهو ما أكدته تقارير محلية، وذكرت أن عناصر التنظيم انسحبوا بشكل مفاجئ، منهم من غادر المحافظة صوب البيضاء ومنهم من أبناء المحافظة من تحصن في عدد من مرتفعاتها وجبالها .

ولم تحكم قوات الجيش والأمن سيطرتها على كامل بلدات المحافظة بشكل كلي، حيث كانت تتعرض لكمائن وتفجيرات وحوادث اغتيالات عديدة بين الفينة والأخرى.

حرب استنزاف

وبخصوص ما حدث يوم الخميس الماضي، يقول الصحفي اليمني والمهتم بشؤون تنظيم القاعدة “عبدالخالق الحود” في حديث خاص لـ “إرم نيوز” إن تنظيم القاعدة في أبين بالذات لم يعد بذات القوّة التي كان عليها قبل سنوات وبات يعاني شحًّا على المستوى القيادي والدعوي، مشيرًا إلى أنه لن يدع أفراده عرضة لضربات الطائرات في مناطق مفتوحة .

وأكد الحود أن تنظيم القاعدة يرى بأن جر قوات الجيش والأمن الى حرب عصابات “حرب استنزاف” طويلة، شبيهة بالنموذج الأفغاني، أجدى وأنجع وأقل كلفة بشرية ومادية، مشيرًا إلى أن هناك خلافًا بين مجاميع التنظيم وتباينًا فيما يتعلّق بمضمون السيطرة، والغلبة تميل لرأي القائلين بعدم جدوى ذلك الآن على الأقل .

وأوضح الكاتب اليمني أن ذلك يؤكد أن عناصر تنظيم القاعدة لن تنتشر في بلدات محافظة أبين مجددًا ولن تتعرض المحافظة لضربات أمريكية من طائرات بدون طيار لتلك الأسباب ، ويرى أن ما سيحدث هو إعطاء الحرية لهذه العناصر المتشددة للتحرك أكثر داخل بلدات وقرى نائية في المحافظة .

ولفت الحود، إلى أن بعض عناصر “القاعدة” هم من أبناء تلك المناطق ورفضوا تنفيذ أوامر قياداتهم بالانسحاب من أبين إلى مناطق في محافظات الشمال، وهم أيضًا من واجهوا قوات الحزام الأمني في أبين أثناء تطهيرها قبل أشهر، وتمركزوا في المناطق الجبلية تحديدًا في المحفد ومناطق لودر ومودية وأحور.

وأضاف أن عملية تطهير أبين كانت في بدايتها ناجعة وقويّة، وفي حال استمرت بذات الوتيرة فإنها كانت ستتمكن من تطهير كامل المحافظة، لكن هناك بعض الإخفاقات حدثت أثناء سير الحملة جعلت قوات التحالف العربي تراجع العملية برمتها، وهذا ما أدى إلى عدم تحقيق الحملة أهدافها كاملة .

وأشار إلى  أن انسحاب وحدات الحزام الأمني قبل يومين، كان ضروريًا بعد أن أصبحت تلك القوات عرضة لعمليات القاعدة بشكل متواصل، مؤكدًا في ختام حديثه أن عدد عناصر التنظيم في أبين لا يتجاوز 80 شخصًا .

إهمال الحكومة

في غضون ذلك، يرى القيادي في المقاومة الجنوبية وقائد الحملة الأمنية في بلدة المحفد بمحافظة أبين “علي الذيب الكازمي”، في حديث خاص لـ “إرم نيوز”، أن الحملة العسكرية الأخيرة كانت ناجحة وتمكنت من تطهير كامل المحافظة، لكن الإهمال الحكومي ونقص الدعم الكافي أديا إلى ارتباك المشهد وظهور العناصر المتشددة مؤخرًا .

وأكد أن محافظة أبين ليست بؤرة للإرهاب، لكن المخلوع صالح عمل منذ سنوات على زرع مثل هذه التنظيمات داخلها لأنها تمثل البوابة الشرقية الرئيسية لعدن، مشيرًا إلى أن إهمال الحكومة وخذلانها لما سمي حينها باللجان الشعبية أدى إلى مقتل معظم قياداتها برصاص تلك الجماعات المتشددة .

وطالب الكازمي، في حديثه، الرئيس هادي، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة في اليمن وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، بإرسال المزيد من الدعم والإسناد لقوات الجيش والأمن بأبين ، لافتًا إلى أن أبين تحتاج إلى ثلاثة ألوية عسكرية لتكون في مأمن من تلك العناصر .

وأوضح أن العناصر المتشددة في المنطقة تتبع المخلوع صالح وبعض الأحزاب الأخرى، مشيرًا إلى أن المسلحين هاجموا قوات الأمن في لودر، بينما تركوا قوات الحوثي في عقبة ثرة التي لا تبعد سوى كيلومترات عن لودر .

واختتم حديثه بالقول، إن قوات الأمن والحزام في أبين لم تتسلم رواتبها منذ ثلاثة أشهر ولم تصلها الإمدادات، مؤكدًا أن محاربة الإرهاب تحتاج إلى المزيد من الدعم .