وتبرز إيران، ووكلاؤها في المنطقة، بوصفها التهديد الأكبر والأخطر على تلك الممرات المائية التي تعتبر من أهم الممرات للعالم من الناحية الاقتصادية، خصوصا وأن المنطقة تشكل أهم مورد للنفط في العالم.

والتهديد الإيراني للملاحة قد يكون مباشرا كما هو الحال في الخليج العربي أو عبر وكلاء، مثلما هو الحال في التهديد الذي يشكله المتمردون الحوثيون في اليمن.

التهديد في البحر الأحمر

يشكل الهجوم الأخير الذي استهدف الفرقاطة السعودية غربي ميناء الحديدة اليمني، المطل على البحر الأحمر، أحدث تهديد إيراني للملاحة البحرية، من خلال العملاء الحوثيين الذين تدعمهم إيران وتسعى من خلالهم لزعزعة الاستقرار في اليمن والملاحة البحرية.

وكانت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أعلنت في بيان عن تعرض فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غربي ميناء الحديدة لهجوم إرهابي من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة للحوثيين، مشيرة إلى استشهاد 2 من أفراد الطاقم وإصابة 3 آخرين.

ونوه البيان إلى أن "قيادة التحالف تؤكد أن استمرار المليشيات الحوثية في استخدام ميناء الحديدة قاعدة انطلاق للعمليات الإرهابية يعد تطورا خطيرا من شأنه التأثير على الملاحة الدولية وعلى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية للميناء وللمواطنين اليمنيين".

والهجوم الإرهابي ضد الفرقاطة السعودية ليس الأخير في سلسلة الهجمات الإرهابية التي يقوم بها الحوثيون بهدف تهديد الملاحة في البحر الأحمر، فقد سبق لهم أن هاجموا سفينة المساعدات الإماراتية "سويفت"، مستخدمين صاروخا من طراز سي-802، وهو صاروخ إيراني معدل عن صاروخ صيني مضاد للسفن، ويبلغ مداه 120 كيلومترا.

وبالتالي فإن بإمكان هذا الصاروخ تهديد الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب والسواحل الغربية لليمن.

وحيث أن الإيرانيين هم من زودوا الحوثيين على الأرجح بهذا الصاروخ، فإنهم يواصلون بذلك تهديد الملاحة البحرية في المنطقة.

كذلك سبق للحوثيين أن هاجموا سفنا حربية أميركية قبالة السواحل اليمنية، رغم أن هجماتهم باءت بالفشل.

ففي أكتوبر الماضي، أعلن الجيش الأميركي الأحد أن 3 سفن حربية أميركية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية تعرضت لقصف صاروخي من دون تعرض أي منها لأذى.

وأوضح مسؤول عسكري أميركي أنه تم إطلاق عدد من الصواريخ، لم يحدده المتحدث، باتجاه المدمرات "يو إس إس مايسون" و"يو إس إس بونس" و"يو إس إس نيتز"، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس".

وكانت المدمرة مايسون تعرضت يومي 10 و12 أكتوبر 2016 لهجمات صاروخية فاشلة، في حين ردت القوات الأميركية بتدمير 3 مواقع رادار على السواحل اليمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين بواسطة صواريخ توماهوك.