آخر تحديث :الجمعة-10 مايو 2024-02:37ص

أخبار وتقارير


مؤتمر حضرموت الجامع .. إرهاصات الحلحلة والتمترس بالفراغ (1-2)

الثلاثاء - 31 يناير 2017 - 10:11 ص بتوقيت عدن

مؤتمر حضرموت الجامع .. إرهاصات الحلحلة والتمترس بالفراغ (1-2)

بقلم / يحيى بامحفوظ

تمهيد :-

 تشخص هذه الأيام أنظار الحضارمة في شتى بقاع المعمورة صوب أرضهم, ارض الخير والعطاء - حضرموت - فالمجتمع الحضرمي الذي تصدعت أركان بيته الكبير جراء منعطفات تاريخية مرت بها حضرموت بحاجة ماسة لوحدة صف حقيقية تلبي طوح كل حضرمي, وهو الهاجس الذي سيطر على الشارع الحضرمي خلال الفترة الماضية.

لقد تنامت وبشكل مضطرد, خلال الفترة القلية الماضية موجة انتقادات واسعة النطاق, ولم تقتصر تلك الانتقادات على الداخل الحضرمي بل امتدت للمهجر حيث أُعلن عن ذلك في الخليج وشرق آسيا حيث الكثافة للهجرة الحضرمية إذ وجِّهت تلك الانتقادات في مجملها صوب القائمين على مؤتمر حضرموت الجامع و كان لنخب سياسية وأكاديمية وثقافية واجتماعية في المحافظة حضور لافت في توجيه تلك الانتقادات، معتبرين ما يحدث عبث لا يمكن تبريره خاصة وان الطريقة التي اعتمدت للتحضير للمؤتمر, بها من الضبابية والإقصاء والتهميش، ما لا يمكن إغفاله أو السكوت عنه, علاوة على اعتماد سياسة فرض الأمر الواقع كمنهاج وظّف لتمرير الهدف الخفي للمؤتمر.

وجهة نظر القائمون على الجامع :-

 رغم صعوبة الحصول على رأي محدد بغية إدراجه هنا كان لابد من البحث عن وجهة نظر القائمون على المؤتمر إلا انه وللأسف لم نجد سوى نزق بعض المفيسبكين والتي لا ترقى منشوراتهم إلى تمكيننا من ان نوردها هنا ولكي نكون منصفين وجدنا هناك بعض الكتابات نشرها بعض الكتاب الحضارمة ولكنها أيضا لا تحمل رؤية معينة وإنما تم حشوها بالعموميات وتأكيدات على ضرورة هذا العمل وهو أمر لا خلاف عليه.. وجدنا أيضا تصريحات قيلت في مناسبات عدة وكل ما خلصنا إليه من تلك التصريحات لا تختلف في فحواها عن دعوات من يدعون إلى إصلاح مساره ... إذن أين الاختلاف ..!؟

يتكئ البعض في نظرته لأسس انعقاد المؤتمر على صلح 1937م بين القبائل الحضرمية التي رعاه واشرف عليه المندوب السامي البريطاني "انجرامس" والذي يعتبرونه أسس لقاعدة اجتماعية مغايرة لما عرفته جنوب الجزيرة العربية على مدى ثلاثة قرون ماضية عاشتها بين قوة وضعف للسلطنات القعيطية والكثيرية, وتناسى أولائك ان مؤتمر اليوم ليس الأول بل سبقته مؤتمرين جرى التحضير لهما في عشرينيات القرن الماضي وتحت نفس المسمى, فالمؤتمر الحضرمي الجامع الأول بالشحر 1927م والجامع الثاني في سنغافورا 1928م, والاثنين فشلا لإمعان القائمين عليهما في تهميش شرائح مجتمعية مهمة وهو ذات الأمر الذي يتم العمل عليه اليوم في المؤتمر الحالي بالإضافة إلى الكثير من الأمور الفنية التي تؤكد بأن المؤتمر الحالي مصيره كسابقيه, ولا أدل على ذلك من الإصرار الغير مبرر لعدم الإنصات للدعوات التي أُطلقت لإصلاح مساره.

 وجهات نظر محايدة :-

 ينظر البعض من العامة للمؤتمر بسلبية و(يفضل فضه عن الاستمرار فيه كونه سيجر حضرموت للأسوأ - حسب اعتقادهم - خاصة بعد ظهرت مؤشرات لفشله , وبنبرة بها الكثير من الإحباط يقول البعض لقد فرحنا جميعا و تفاعلنا و كتبنا و تكلمنا و بذلت جهود في كل مكان تواجد فيه الحضارمة .. بدا للجميع ان الحلم سيأخذ أولى خطواته للتحقيق, إلا ان الظواهر المعتادة في السياسة المقيتة التي خبرنا مساوئها, سرعان ما أخذت في التسلل إلى جنبات المؤتمر, فكان الانغلاق بدلا عن الانفتاح .. الهيمنة بدلا عن المشاركة الواسعة .. فرض الرأي بدلا عن الديمقراطية و الغموض بدلا عن الشفافية), مع ان البعض الآخر ينظرون للمؤتمر بأنه (ضرورة تاريخية وسياسية ملحة في المرحلة الراهنة) مؤكدين على انه ( لا ينبغي أن تكون الأعمال التحضيرية للمؤتمر شبيهة بالإعداد لمؤتمر حزب سياسي أو لتجمع قبلي، إذ لا يجوز خلط الأمور في أعمال التحضير سواء كان التفكير بعقلية الأحزاب السياسية أو الفكر والعرف القبلي، ذلك أن المؤتمر الحضرمي الجامع إنما هو اجتماع شعبي عام لممثلين عن كافة مكونات الشعب وشرائحه المجتمعية لإيجاد توافق وموقف حضرمي شامل في مجمل العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لذا يجب العمل على توسيع رقعة المشاركة لتشمل كافة شرائح المجتمع، كي تشق طريقها نحو تغيير سياسة الأمر الواقع والعبثية والمعاناة التي تضرب أطنابها في البلاد، وابتكار حلول من شأنها تنمية وبناء وإعمار حضرموت.

كان ذلك هو استخلاص لوجهة نظر القائمون على الجامع بالإضافة إلى وجهات نظر محايدة, وفي الجزء الثاني سوف نتناول وجهة نظر تيار إصلاح المسار و الخلاصة التي خرجنا بها, وغدا بإذن الله نلتقي لنستكمل.

 

 

ستخلاص لوجهة نظر القائمون على الجامع بالإضافة إلى وجهات نظر محايدة, وفي الجزء الثاني سوف نتناول وجهة نظر تيار إصلاح المسار و الخلاصة التي خرجنا بها, وغدا بإذن الله نلتقي لنستكمل.