آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-11:35ص

أخبار وتقارير


تحليل خاص :ما أهمية تحرير مدينة وميناء المخاء الاستراتيجي

الثلاثاء - 17 يناير 2017 - 07:18 م بتوقيت عدن

تحليل خاص :ما أهمية تحرير مدينة وميناء المخاء الاستراتيجي
ميناء المخاء

المخاء (عدن الغد) خاص:

مع اقتراب قوات الحكومة الشرعية اليمنية من مدينة المخاء الساحلية تزيد حدة الخلافات بين طرفي التمرد باليمن "الحوثي وصالح" وهو ما يدل على حجم الخسائر التي تلقوها بمعركة الرمح الذهبي على السواحل الغربية لليمن كما يبين حرص الانقلابيين على عدم التفريط بمدينة المخاء لما تمثله من أهمية لديهم.

موقع مدينة المخاء:

مدينة" المخاء" هي إحدى المدن الساحلية وتتبع محافظة تعز، وتقع غرب المحافظة على بعد حوالي "94 كيلو مترا" من مركز المحافظة، وتطل على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن مضيق باب المندب الاستراتيجي "60 كيلو مترا"، وهي نقطة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية.

ميناء المخاء:

وفيها يقع ميناء" المخاء" وهو من أهم موانئ اليمن قديماً حيث كان تصدر منه مادة البُن (القهوة) التي تشتهر اليمن بزراعتها وهو ما ساهم بشهرة الميناء، وهو قناة تصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي وبين أوروبا وشرقي إفريقيا وجنوبي آسيا والشرق الأوسط، وهو ما ضاعف من أهميته الاستراتيجية.

يُعد ميناء" المخاء" من أقدم الموانئ اليمنية والعربية على الإطلاق، وكان الرافد البحري المهم للكثير من الدول اليمنية القديمة، قبل الميلاد وقبل الإسلام .

ولعب الميناء دورا كبيرا في قيام الدول اليمنية التاريخية وحتى العصر الحديث، حيث كان بوابة العثمانيين إلى اليمن؛ لتأمينها من الغزو الخارجي البرتغالي أو الإيطالي أو البريطاني، واكتسب الميناء شهرته، نتيجة لتصديره القهوة(البُن) بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، إضافة إلى أنه كان يقوم بدور حيوي أيام الدولة العثمانية التي كانت تطالب جميع السفن بأن ترسوا فيه، وتدفع الضرائب للمرور إلى البحر الأحمر.

وفي عام 1978 تم تشييد الميناء الجديد، إلا أنه كان قد بدأ يفقد أهميته منذ أواخر القرن التاسع عشر، مع ازدهار ميناء عدن، وميناء الحديدة، وتراجع إنتاج البن في اليمن، وكذا ما عانته مدينة" المخاء" جراء الحرب العثمانية الإيطالية، والحرب العالمية الأولى، وتهميش الحكومات السابقة لها.

أهمية مدينة المخاء:

تمثل مدينة المخاء ومينائها أهمية كبيرة لكلا طرفي النزاع باليمن "الانقلابيين والشرعية" بسبب الموقع الاستراتيجي للمدينة وقربها من مضيق باب المندب.

يستخدم المتمردين الحوثيين ميناء المخاء في عمليات تهريب السلاح والوقود عبر قوارب صغيرة، حيث يعتبر الميناء شريان الحياة الذي يغذي الانقلابيين.

يُذكر أن الحوثيين سيطروا على" المخاء" في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، لكن القوات الشرعية مدعومة من التحالف، تمكنت من استعادة المضيق في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وسيطر الحوثيين على "المخاء" رغبة في التأثير على باب المندب، للعب دور أبرز، يُمكنهم من الخروج بمكاسب سياسية كبرى، وعملت هذه المليشيات على تعطيل حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب حيث قامت باستهداف عدة سفن بالمضيق وكانت إحداها سفينة الاغاثة الاماراتية سويفيت.

تحرص الحكومة الشرعية ومعها التحالف العربي على إعادة مدينة المخاء ومينائها لسيطرتها لقطع خط التهريب الرئيسي للمليشيات وتأمين مضيق باب المندب من مخاطر استهدافه من قبل المتمردين.

أطلقت الحكومة الشرعية والتحالف العربي عملية كبيرة لاستعادة السواحل الغربية لليمن ومنها مدينة وميناء المخاء الاستراتيجي، حيث تخوض للأسبوع الثاني على التوالي وحدات من المقاومة الجنوبية والجيش الوطني وباسناد من التحالف العربي حرب ضروس في السواحل الغربية تمكنت من خلالها من السيطرة على مدينة ذُباب والجبال المحيطة بها وعدد من المواقع العسكرية في محيط معسكر العمري ومديرية الوازعية بتعز.

وبالسيطرة على المخاء ستتمكن القوات الشرعية من قطع طريق الامداد على المليشيات المتمركزة بتعز والتي تحاصر مئات الالاف من المواطنين، كما سيمكن من فك الحصار عن عن المدينة، وسيمثل تحرير مدينة المخاء ومينائها الاستراتيجي ضربة موجعة للانقلابيين ويعزز من قوة معسكر الشرعية. 

* القسم السياسي بصحيفة عدن الغد