آخر تحديث :السبت-25 مايو 2024-11:29ص

أخبار المحافظات


لحج تشهد فعالية تأبين مهيبة لفقيد الوطن السلطان الثائر " علي عبدالكريم العبدلي"

الإثنين - 02 يناير 2017 - 09:56 م بتوقيت عدن

لحج تشهد فعالية تأبين مهيبة لفقيد الوطن السلطان الثائر " علي عبدالكريم العبدلي"

لحج (عدن الغد) خاص:

شهدت مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، يوم الاثنين 2 يناير 2016م، فعالية تأبين مهيبة، لفقيد الوطن السلطان الثائر  " علي عبدالكريم العبدلي"، حضرها قيادات السلطة المحلية، وشخصيات وكتاب ومؤرخين واكاديين من محافظتي لحج وعدن.

وفي الفعالية، التي اقيمت برعاية محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي، القيت عدد من الكلمات التي ذكر فيها مناقب الفقيد السلطان العبدلي، وانجازاته ومواقفه الوطنية، الى جانب فيلم خاص عن السلطان العبدلي، واقوال نخبة من الشخصيات فيه، وفي مواقفه ونضالاته ومراحل حياته.

كما تم في الفعالية، توزيع كتاب خاص، بحياة السلطان العبدلي، والذي تكون من خمسة ابواب، و226 صفحة، كانت مقدمته، كلمة محافظ لحج الدكتور ناصر الخبجي.

وابتدأت الفعالية، بآي من الذكر الحكيم، ثم تلتها قراءة الفاتحة على روح فقيد الوطن العبدلي، ومن ثم القيت كلمة اللجنة التحضيرية القاها، رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية، الامين العام للمجلس المحلي " عوض بن عوض الصلاحي "، رحب خلالها بالحاضرين جميعاً، مجددا التعازي لكل الوطن بفقد هامة وطنية من العيار الثقيل.

وتحدث الصلاحي، عن مناقب الفقيد العبدلي، وما قدمه للحج، وللوطن، من نهضة لا تزال بصماتها، شاهدة على انجازاته حتى اليوم.

واضاف، اننا البلد الوحيد الذي دائما ما يتأسف على ماضية دون منافس وربما غدا سنتأسف على يومنا هذا الذي نحن فيه بكل ارهاصاته وتعقيداته ومآسيه، بما احدثته من جرح نازف للحج لم يندمل حتى اللحظة الامر الذي يستدعي تكاتف الجميع، واصلاح الاخطاء، كي لا نصل الى التأسف على يومنا هذا في المستقبل . مؤكدا ان التاريخ هو التاريخ وهو ملك للشعوب وهاماتها الوطنية والتاريخية وفي بلدنا دائما يتم تجييره لخدمة الحاكم ونجدها مناسبة لدعوة المختصين لترشيد وتنقيح وصياغته بشكل واقعي ومنطقي وعادل يعطي كل ذي حق حقه.

من جانبها القت السيدة "مريم صالح مهدي العبدلي" كلمة عن اسرة السلطان الثائر علي عبدالكريم العبدلي اكدت فيها ان اسم السلطان ارتبط بالكثير من  المنجزات في سلطنة لحج فهو من شجع التعليم باعتباره الركيزة الاساسية لأي تطور في المجتمع وهو من شجع تعليم الفتاة وفتح مدرسة لذلك ليس في لحج بل وفي عدن  وشجع ووفر الامكانيات لالتحاق الفتيات بالتعليم   .

واضافت، في عهده انتقلت السلطنة العبدلية الى مصاف السلطنات المتطورة وكانت لحج حاضرة الجنوب العربي وكان مثالا يحتذى به من قبل سلاطين وامراء وشائخ الجنوب .

وقدمت السيدة مريم، شكرها لكل من اهتم بإقامة هذ التأبين، وعلى راسهم محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي، ونائبه عوض الصلاحي، وكل الشخصيات والقيادات من ابناء محافظة لحج.

كما القيت في الفعالية، كلمة مطولة من قبل اللواء احمد مهدي المنتصر، صديق الفقيد ومرافقه الشخصي تناول فيها، فيها مناقب وادوار السلطان الثائر، وسرد مواقف بطولية للسلطان العبدلي، وكيف نجح في النهوض بلحج، والارتقاء بالتعليم والزراعة، ومختلف مجالات الحياة.

واكد المنتصر في كلمته، على ضرورة ترجمة احلام السلطان وطموحاته على ارض الواقع وانتشال لحج من واقعها بأيادي شبابها وعدم التهاون مع المفسدين والمخربين، داعيا السلطة المحلية للضرب بيد من حديد لكل من يريد العبث بلحج، ويفسد فيها، او يحرمها من تنميتها.

 وفي الختام، القى محافظ المحافظة، الدكتور ناصر الخبجي، كلمة السلطة المحلية،  اكد فيها، إننا ونحن نقف هنا، في تأبين السلطان الثائر، المناضل علي عبدالكريم العبدلي، علينا ان نعرف جيداً، اننا في حضرة مناضل كبير، وشخصية ثائرة، ورجل استثنائي، سجل موقفاً تأريخياً، لا يسجله إلا الابطال، فإنتصر للإدارة الحرة، التي جُبل عليها شعبنا، وورثتها أجيالنا أبّاً عن جد. خاصة في مرحلة كان يتعايش فيها الكثيرين، وبعض الحكام عادة مع مقتضيات المرحلة، إلا من يحملون هدفاً يناضلون من أجله، فيقررون مصيرهم، إيمانا منهم بالحرية الشخصية والجمعية والوطنية، وهو ما فعله السلطان العبدلي، عندما قرر الوقوف بوجه الاستعمار، رافضاً سياساته بحق المناضلين وكوادر الحركة الوطنية الجنوبية أنذاك. وهو ما فعله السلطان العبدلي عندما قرر الوقوف بوجه الاستعمار رافضا سياساته بحق المناضلين وكوادر الحركة الوطنية الجنوبية آنذاك . داعيا الباحثين والمؤرخين والاكاديميين، الى توثيق تأريخ وأدوار السلطان العبدلي، ورفاقه من الرعيل الأول.

واضاف الخبجي،  إن هذا التأبين اليوم، ليس تأبيناً عادياً، بل هو ايضاً تجسيداً لرد الاعتبار لتأريخ هذا الثائر ورفاقه، والاعتراف بالآخر، وهذا يعد نهج السلطة المحلية في محافظة لحج، وما ستكون عليه، انطلاقاً من تعزيز قيم التصالح والتسامح الجنوبي، وتجاوز أخطاء الماضي والعمل المشترك على بناء الحاضر والمستقبل.

واشار، نقولها اليوم، أننا نعيش في مرحلة جديدة، وبأفكار حديدة، يجب ان تتجسد واقعاً، يلمسه الجميع، بإعتبار التصالح والتسامح، مبدأ وطني، لا حياد عنه، وركيزة النهوض والتقدم والازدهار لهذه المحافظة والوطن عموماً.  وعلينا، ان نعرف ان السلطان العبدلي، قدم لنا نموذجا وطنياً، ودروسا عظيمة، بمواقفه الوطنية، يجب ان نتعلم منها، بأن الحياة وقفة عز وإباء وتضحية، وروح تحدي وصمود، ونكران للذات والمصالح، وان الحكم والجاه لا يساوي شيئاً، أمام الكرامة والحرية للفرد وللوطن.

 

نص كلمة محافظ لحج الدكتور الخبجي، بيوم تأبين السلطان علي عبدالكريم العبدلي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم..

بادئاً ذي بدء..

ومن هنا، من الحوطة المحروسة، حاضرة لحج، وعاصمتها الأبدية، نجدد تعازينا بكل ألم وحزن، لأنفسنا ولكل " آل العبدلي"، وابناء لحج، ولكافة ابناء شعبنا في الداخل والخارج، وكافة محبي المناضل الراحل، السلطان " علي عبدالكريم العبدلي ".  الذي تتوشح لحج اليوم حزناً كبيراً، في يوم تأبينه، بعده رحيله المؤلم عنا، خارج الوطن، سائلاً المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وان يخلده في جنات النعيم، ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، وإنا لله وانا اليه راجعون.

 

لقد آلمنا كثيراً، رحيل السلطان العبدلي، وهو خارج الوطن،  خاصة وانه رحيل جاء في ظل مرحلة استثنائية، شهد فيها وطننا حرب طاحنة، شنتها عليه قوى المليشيات الحوثية وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، ولا يزال يناضل شعبنا، للتخلص الكامل من بقايا الاحتلال، لأرضنا ووطنا الجنوبي، بعد طرده وتلقينه درسا تأريخياً، بأن الجنوب، ارضاً وإنسانا لا يقبل الاحتلال، ومثلما رحلت إمبراطورية الاستعمار الأول، الذي لا تغيب عنه الشمس، رحل الاحتلال اليمني الشمالي ، يجر أذيال الخيبة والعار.

 

أيها الحاضرون جميعاً:

إننا ونحن نقف هنا، في تأبين السلطان الثائر، المناضل علي عبدالكريم العبدلي، علينا ان نعرف جيداً، اننا في حضرة مناضل كبير، وشخصية ثائرة، ورجل استثنائي، سجل موقفاً تأريخياً، لا يسجله إلا الابطال، فإنتصر للإدارة الحرة، التي جُبل عليها شعبنا، وورثتها أجيالنا أبّاً عن جد. خاصة في مرحلة كان يتعايش فيها الكثيرين، وبعض الحكام عادة مع مقتضيات المرحلة، إلا من يحملون هدفاً يناضلون من أجله، فيقررون مصيرهم، إيمانا منهم بالحرية الشخصية والجمعية والوطنية، وهو ما فعله السلطان العبدلي، عندما قرر الوقوف بوجه الاستعمار، رافضاً سياساته بحق المناضلين وكوادر الحركة الوطنية الجنوبية أنذاك.

 

إن هذا التأبين اليوم، ليس تأبيناً عادياً، بل هو ايضاً تجسيداً لرد الاعتبار لتأريخ هذا الثائر ورفاقه، والاعتراف بالآخر، وهذا يعد نهج السلطة المحلية في محافظة لحج، وما ستكون عليه، انطلاقاً من تعزيز قيم التصالح والتسامح الجنوبي، وتجاوز أخطاء الماضي والعمل المشترك لبناء الحاضر والمستقبل.

ونقولها اليوم، أننا نعيش في مرحلة جديدة، وبأفكار حديدة، يجب ان تتجسد واقعاً، يلمسه الجميع، باعتبار التصالح والتسامح، مبدأ وطني، لا حياد عنه، وركيزة النهوض والتقدم والازدهار لهذه المحافظة والوطن عموماً. 

وعلينا، ان نعرف ان السلطان العبدلي، قدم لنا نموذجا وطنياً، ودروسا عظيمة، بمواقفه الوطنية، يجب ان نتعلم منها، بأن الحياة وقفة عز وإباء وتضحية، وروح تحدي وصمود، ونكران للذات والمصالح، وان الحكم والجاه لا يساوي شيئاً، أمام الكرامة والحرية للفرد وللوطن.

 وايضاً نتعلم منها، في نفس الوقت، ان العمل من اجل النهوض بالحكم،  يبدأ من المواطن نفسه، من خلال العمل المشترك بين الحاكم والمحكوم، وبناء الوطن والارض والدفاع عنها معاً، وكسر كل الحواجز والروتين، لتحقيق النجاح والنهوض.

لقد استطاع السلطان العبدلي، صنع النهوض في لحج، بدءاً من التعليم والثقافة، ومن زراعة الارض، التي اولاها السلطان العبدلي، اهمية للنهوض بالقطاع الزراعي في لحج، فحقق انجازات كبيرة، حتى اضحت لحج، هي ارض البساتين والزراعة والتصدير لمنتجات زراعية، شكلت نهضة عملية، وارتباط الناس بحب الارض وزراعتها، والنيل من خيراتها، فأعطوها جهودا واعطتهم عيش كريم. ومهما تعرضت ارض لحج للتدمير والتخريب الممنهج، بسياسة طبقها الاحتلال خلال الـ25 سنة الماضية، ودمر الاراضي الزراعية، لمنع ارتباط ابناء لحج بأرضهم، إلا ان لحج يجب ان تستعيد اليوم نهضتها الزراعية ولحمة الارض بابناءها.

 

 

أيها الأعزاء ،،،

ونحن نعيش الأيام الأولي للعام 2017، عام جديد، سيكون انشاء الله، عام العمل وإعادة البناء والتنمية وتأهيل المؤسسات وتطويرها والحد من الفساد نحو القضاء عليه، ورص الصفوف، والعمل معاً نحو البناء والرقي، ونبذ الفرقة والشتات، وتجاوز سفاسف الأمور من القول والفعل، والارتقاء الى حجم المسؤوليات الكبيرة، والتحولات الايجابية التي يجب ان تكون مفخرة للأجيال القادمة.

وهي فرصة، اليوم لنجدد الوفاء والعزم، لكل المناضلين والابطال، ولكل شهدائنا الأبرار، بأننا على دربهم سائرون، ولشعبنا الباسل، بأننا باقون، وعلى الهدف ماضون، من أجل وطن لا يرجف فيه الامل، ولا يذبل من أجله العمل، تحترم فيه آدمية الانسان، وتعطى حقوقه، وتحفظ كرامته، كما شرعتها الاديان السماوية، والمواثيق والقوانين الدولية. 

ومن هذا المكان، يطيب لنا أن نؤكد، بأن شعبنا الذي إنتفض من أجل الحياة بكرامة، لن يركع او ينهزم، ويشهد له التأريخ بأنه شعب أبي لا يقبل الهزيمة، ينتفض كلما وصل تراكم القهر والظلم، وعبث العابثين، الى مرحلة الانفجار، بعد ان يظن الواهمين أنه هدأ وخمد،  وعلى المعنيين الذين لم يتعلموا من رحيل أعتى امبراطورية عالمية من ارض الجنوب،  ان يتعلموا جيداً، وأضنهم عرفوا ذلك جيداً مؤخراً،  بأن تأريخ شعبنا الجنوبي البطل، الذي وإن سكت مؤقتاً، إلا أنه لن يقبل بغير تحقيق هدفه ومبتغاه، وصنع حريته وكرامته مهما كان الثمن .

إننا ندرك جميعاً، تلك التغييرات والتطورات التي جرت سريعاً، في الجنوب ومحيطه، وكانت عاملاً مساعدا للتخلص من الإحتلال والغزو الأول والثاني، وغيرت موازين المعادلة، داخليا وخارجياً، وانتقلت بنا من مربعات نضالية سابقة، الى مربعات نضالية جديدة، جعلتنا في تحدي ورهان من أجل الوطن، فأخترنا التحدي، لخوض المعترك الجديد، بإرادة لا تلين، حاملين أرواحنا على أكفنا، في ظل مرحلة تتخطف فيها الاغتيالات والمفخخات، الرقاب والأجساد، مُتحدّين الأوضاع الامنية، والاقتصادية المنهارة، من اجل إعادة الحياة لمحافظاتنا ووطننا، واضعين نصب أعيننا هدفنا السامي في استعادة وطننا الكامل، وتحقيق تطلعاتنا جميعا، والذي لا تراجع عنها ولو قيد انملة.

إن ما تمر به محافظة لحج، والجنوب عامة، وشعبنا ككل، هي مرحلة ليست سهلة  ( فإما ان نكون أو لا نكون)، وأمامنا تحديات كبيرة، ومرحلة استثنائية تأريخية، نحتاج فيها للعمل وإثبات وجود، وترتيب الكثير مما عبث به نظام الاحتلال، وإستعادة مكانة شعبنا ومجده وثقافته وثرواته، ومكانة وثقافة ومجد لحج على وجه الخصوص، وإعادة بناء ما دمروه، وتهيئة أنفسنا لمراحل قادمة،  يجب ان نستكمل خلالها فعلياً انتزاع حقنا الكامل، الذي سيأتي متى ما تمكنا من بناء قواعد متينة، وأركان واعمدة قوية.. 

إننا لم نكن يوماً نحلم او نتطلع إلى مناصب، او جاه، او سلطة، وقد تركناها مبكراً، لنختار طريق الثورة والتضحية، من اجل إنقاذ شعبنا، من جحيم القهر والتهميش والاستعمار، وسنواصل ما بدأناه، ونكون دوما وأبداً الى جانب شعبنا، حتى نحقق لشبعنا ما يتوق إليه من حرية وعيش كريم في وطن حر ومستقل..

 

وفي نهاية حديثي، لا أقول وداعاً،،،  للثائر السلطان ( علي عبدالكريم العبدلي)، في يوم  تأبينه، بل أقول له إن أثركم الطيب باق فينا، كنبض الفؤاد، يطوف ارجاء لحج والوطن عامة، حاملاً طيب سمعتكم، وبياض تأريخكم، ومجد مواقفكم المشرفة.

وندعو من هنا، الباحثين والمؤرخين والاكاديميين، الى توثيق تأريخ وأدوار السلطان العبدلي، ورفاقه من الرعيل الأول.

ولا يسعني هنا، إلا ان اقول،  أننا ماضون بكل عزم وإرادة، لخدمة اهلنا وشعبنا، واعادة بناء ما دمرته الايادي الآثمة، مهما كلفنا ذلك من ثمن، وإن غداً لناضره قريب

 

رحم الله السلطان الثائر علي عبدالكريم العبدلي.

رحم الله شهداءنا الابطال جميعاً

وشفى جرحانا وفك أسرانا..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

محافظ محافظة لحج

د. ناصر الخبجي

2 يناير 2017