آخر تحديث :الجمعة-10 مايو 2024-07:25م

ملفات وتحقيقات


محلج قطن أبين .. سبحان الذي أحياه وهو رميم !!

الأحد - 01 يناير 2017 - 11:27 م بتوقيت عدن

محلج قطن أبين .. سبحان الذي أحياه وهو رميم !!

تقرير / نظير كندح

محلج القطن بأبين طالته أيادي العبث والتخريب أبان الحروب العبثية التي أشعل فتيلها الانقلابيون الحوثيون وزعيمهم المخلوع/ علي عبدالله صالح .. سرقت الكثير من آلاته ومعداته لتباع بثمن بخس ممن لا يعلمون قيمتها المكلفة .. كيف لا وهم أصحاب الفكر العابث والعقول الخاوية التي لا تعي أنها تخرب بيوتها بأيديها كبني إسرائيل ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين )..

 

حين حلت الكارثة بالمحلج اضطر العاملين فيه للبحث عن مصدر عيش يعيلون منه أسرا كانت تحيا حياة الكرماء في ظلال المحلج الذي كان مصدرا ثابتا لإعاشتها فأصبح أثرا بعد عين ، وأصبحت حياتهم المعيشية في مهب الريح ..

 

(عدن الغد) أول وسيلة إعلامية زارت المحلج ونقلت صورة وافية عن المحلج فكان صدى كلماتها مع الصور قد وصل إلى مسامع أولي الأمر ليرتد الصدى فعلا إيجابيا بعودة الحياة للمحلج بعد أن كان مواتا فسبحان من يحي العظام وهي رميم ..

 

 حين غاب الكثيرون عن الفعل حضر عبدالله الفضلي - مدير أمن أبين - الذي بادر مشكورا لإعادة المحلج إلى العمل بعد توفير متطلباته .. نعم لقد كان فعلا إيجابياً وطنياً بامتياز جعل الكثير من العاملين في المحلج لا يصدقون ما رأوه من سرعة الإنجاز ، وحين باشروا عملهم - صباح اليوم الأحد - بعد تجهيز المحلج انهمرت دموع الفرح من مأقيهم .. كيف لا وهم يشهدون عودة الحياة إلى المحلج وبها تعود الحياة إلى مصدر عيشهم الذي افتقدوه منذ أحداث عام 2011م ..

 

(عدن الغد) التقت صباح يوم الأحد ببعض مسؤولي المحلج - والعاملين فيه - وكان أولهم أ/ محمد المنصري - القائم بأعمال مدير محلج القطن بأبين - الذي شكر الصحيفة كونها أول وسيلة إعلامية حركت قضية المحلج ، كما شكر مدير أمن أبين العميد / عبدالله الفضلي على جهوده الطيبة التي بذلها لإعادة تشغيل المحلج ..

 

 داعياً رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء د/ أحمد عبيد بن دغر ووزير الزراعة م/ أحمد بن أحمد الميسري بالاهتمام بالمحلج ودعمه حتى يستمر كمؤسسة وطنية انتاجية ذات قيمة وطنية لا يستهان بها ..

 

من جهته قال أ/ سمير الحاج - مشرف الإنتاج بمحلج القطن بأبين :"نشكر (عدن الغد) كونها كانت سباقة إلى نشر واقع المحلج وكيف كان عرضة للأيادي العابثة التي أخرجته عن الجاهزية منذ 6 أعوام واليوم عاد إلى العمل بفضل الله تعالى وجهود الأخوة الكرماء العميد/ عبدالله الفضلي - مدير أمن أبين - والعقيد/ أحمد القبيلي - قائد اللجان الشعبية بمنطقة الكود - الذين حركوا قضية المحلج فتكللت جهودهم بالنجاح في إعادة تشغيل المحلج".

 

 ودعا السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة د/ الخضر السعيدي للاهتمام بالمحلج كونه من أهم المؤسسات الإنتاجية في المحافظة .. كما دعا المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية والمحلية إلى الالتفات لهذا الصرح الإنتاجي الكبير ..

 

الجدير بالذكر أن محلج أبين للقطن هو أول محلج في جنوب الجزيرة العربية والخليج أسس عام 1952م تحت إشراف لجنة أبين الخاصة بمنطقة الدلتا الخصيبة ..

 

 ويقوم المزارعون بتسليم إنتاجهم من القطن إلى إدارة المحلج وبدوره يقوم بتصدير القطن بعد حلجه وتنقيته من البذور ووضعه في قوالب خاصة يصدر من خلالها إلى الخارج ليعود بالعملة الصعبة (الدولار) ليرفد الاقتصاد الوطني كأحد الأعمدة الاقتصادية السيادية في الجنوب ما قبل الوحدة ..

 

 إلى جانب حلج القطن - الذهب الأبيض - وتصديره يقوم المحلج بالاستفادة من بذرة القطن لاستخراج منها الزيوت المفيدة ومشتقات أخرى لا تقل أهمية عن الزيت ..

 

استمر المصنع في نشاطه تحت إشراف لجنة دلتا أبين التي شكلت من قبل حكومة الاتحاد الجنوب العربي أبان حكم الاستعمار البريطاني حتى عام 1974م فقام نظام الحزب الاشتراكي اليمني - آنذاك - بإلغاء لجنة أبين وضم المحلج إلى وزارة الزراعة وكان ذلك من القرارات الارتجالية التي أثرت على سير إنتاج المحلج لكنه تجاوزها بعد حصوله على تسهيلات لاستمرار نشاطه كمؤسسة مستقلة ، وظل يرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة من عائدات القطن بعد تصديره إلى الخارج ..

 

 كان كل موسم إنتاج يقوم المحلج بتشغيل المئات من العمال بالأجر اليومي نظرا لكثافة العمل ويكفل أسر كثيرة ليس لها دخل ثابت ويعتمد أربابها على هذا المحلج .. ناهيك عن الموظفين الثابتين في المحلج وهم بالعشرات أيضا ..

 

في عام 2000م تم اتخاذ قرار من مجلس الوزراء اليمني بخصخصة المحلج ولكن المزارعين رفضوا الخصخصة وطالبوا بعودتها إليهم ، فأعادها مجلس الوزراء واستمر العمل فيها حتى عام 2011م حيث قامت ثورة 11 فبراير - الثورة الشبابية الشعبية اليمنية - والتي استغلتها الثورة المضادة والدولة العميقة فانفلتت الأوضاع العامة في وطننا الحبيب ليجد ضعفاء النفوس فرصة سانحة للانقضاض على هذه المؤسسة وينهبوا محتوياتها من مكائن وآلات عمل ومستودعات وحراثات وسيارات لتصبح الإدارة خاوية على عروشها ، بل تعدى ذلك إلى التخريب المتعمد لمكائن محلج القطن وأخذ منها قطع نحاسية صغيرة قيمتها زهيدة جدا ولكنها خربت مكائن وآلات قيمتها ملايين الريالات ..