آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-12:13ص

أخبار وتقارير


الكوليرا.. خطر يهدد الحياة في يمن لا تنقصه الجراح

الإثنين - 26 ديسمبر 2016 - 09:36 ص بتوقيت عدن

الكوليرا.. خطر يهدد الحياة في يمن لا تنقصه الجراح

(عدن الغد)الخليج

يعيش سكان اليمن منذ قرابة العامين أزمات ومشاكل جمة، فمن دائرة «وأخطار» القتل والتشريد والجوع، التي عصفت بحياة 26 مليون نسمة، إلى خطر آخر، لا يقل قبحاً عنها، يتمثل في خطر «الكوليرا»، الذي بات يقض مضاجع أكثر من 20 مليوناً و800 ألف، وهم سكان المحافظات التي اكتشف فيها الوباء حتى منتصف شهر ديسمبر 2016.
وإذا كان عشرة آلاف قتيل قد لقوا حتفهم، جراء الحرب في البلد، بحسب تقرير صادر للأمم المتحدة مؤخراً، فإن 10,184 حالة اشتباه بالكوليرا، منها 92 حالة وفاة، سجلتها منظمة الصحة العالمية، في آخر إحصائية لها، على حسابها في «تويتر»، منتصف الشهر الحالي، بينما ارتفع عدد حالات الكوليرا المؤكدة مخبرياً إلى 156 حالة في 15 محافظة.
قد تكون الإحصائيات دقيقة، وقد لا تكون، لكنها في المحصلة النهائية تحمل أرقاماً مهولة لشعب يعاني أيضاً ظروفاً اقتصادية صعبة وغلاء في المعيشة، تزامناً مع عجز الحكومة عن دفع رواتب الموظفين بانتظام خلال الأشهر الماضية.
أرقام منظمة الصحة العالمية، بدت مختلفة تماماً عن الإحصائيات التي قدمتها وزارة الصحة اليمنية، والتي تشير إلى «أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا بلغت 7730 حتى نهاية شهر نوفمبر المنصرم، منها 122 حالة مؤكدة مختبرياً، بحسب الدكتور علي الوليدي، وكيل وزارة الصحة اليمنية، وهو ما يعزز حقيقة أن «الإحصائيات» الدقيقة من الصعوبة بمكان الإمساك بها؛ ربما لصعوبة وصول فرق الطوارئ إلى بعض المناطق، خاصة المناطق الملتهبة كمحافظتي تعز وصعدة.
ويقول الوليدي، في حديثه مع «الخليج»، «إن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا، وصلت إلى 7730 حالة، مشيراً إلى أن «الأوضاع المتفاقمة في البلد» سياسياً وعسكرياً ساعدت على انتشار المرض، وعدم تمكن فرق الطوارئ والمنظمات الصحية، وحتى الإغاثية من ممارسة مهامها ونشاطها بشكل جيد».
ولفت الوليدي إلى «أن الوزارة عملت خلال الشهرين الأخيرين، على احتواء تفشي المرض، بدعم وتنسيق مشترك مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف».
وقال، إن أهم عناصر الخطة المشتركة لمواجهة الكوليرا، تمثلت في الاكتشاف المبكر لحالات الإصابة بالكوليرا، وتقوية نظام الترصد الوبائي، وتعزيز إمكانات مختبرات التشخيص في كل المحافظات التي تم اكتشاف المرض فيها، والبالغة 15 محافظة. وأضاف: «تم في عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، تشكيل فريق طوارئ، يتولى متابعة ورصد الوباء في كل المحافظات، فضلاً عن فرق طوارئ فرعية في عدد من المحافظات». وأكد «أن المرض في حالة انحسار كبير، بعد أن سجلت المستشفيات المختلفة وصول 5 6 حالات يومياً، وهي أرقام متواضعة جداً، مقارنة بعدد الحالات التي كانت تصل، عند بدء ظهور المرض في صنعاء وتعز وعدن».
في وقت سابق أشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن أكثر من 7.6 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا/‏‏الإسهال المائي الحاد، كما أن أكثر من 3 ملايين نازح معرضون لخطر الإصابة، لافتة إلى أن الظروف الصحية للسكان تفاقمت؛ نتيجة نقص الغذاء، وازدياد حالات سوء التغذية.
وباتت محافظات «صنعاء وتعز وعدن والحديدة وصعدة» الأكثر اكتشافاً لمرض الكوليرا، وبهذا الخصوص تقول الدكتورة منال عبدالملك، رئيس قسم الإسهالات في مستشفى الجمهورية بمحافظة عدن: «الحرب سهّلت انتشار أوبئة كالكوليرا؛ نظراً لضعف القطاع الصحي ومؤسسات الدولة والاقتصاد، وانخفاض مستوى دخل الأسرة».
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة اليمنية، ممثلة بوازرة الصحة والسكان، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لتوفير المحاليل الوريدية ومحاليل الإرواء والأدوية اللازمة لعلاج مرضى الكوليرا، وتزويد المستشفيات بالمواد كاملة، ورفع حالة الطوارئ في جميع المرافق الصحية العامة والخاصة، وفي جميع المحافظات اليمنية، بما فيها تلك التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، والحد من انتشاره بنسبة كبيرة، إلا أن كابوس المرض، شكل «غولاً» مرعباً وخطراً حقيقياً يهدد حياة السكان هناك، ويزيد من مساحة آلامه، في بلد لا ينقصه المزيد من الجراح.