آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-11:36م

ملفات وتحقيقات


تقرير : الجوع يهدد الطبقة المتوسطة باليمن

الجمعة - 25 نوفمبر 2016 - 10:52 م بتوقيت عدن

تقرير : الجوع يهدد الطبقة المتوسطة باليمن

(( عدن الغد )) خاص :

تقرير / حسام الخرباش

مع استمرار الصراع في اليمن ازدادت الأوضاع الإنسانية والاقتصادية تدهوراً ، وأتسعت رقعة الجوع في البلد الفقير أصلاً ، والذي دمرته وتدمره الحرب المستمرة منذ 19 شهر اً .

وتفجرت مجاعة في المديريات الساحلية بالحديدة - غرب اليمن - بالتزامن مع تفشي الجوع بشكلٍ غير مسبوق ، هكذا يحصد أمراء الحرب الثروة على حساب ضحايا الحرب ، والبطون الجائعة والمنازل المدمرة .

فلم تكتفِ الحرب بما أنتجته من مآسي ودمار ، وتشريد عدد كبير من الناس ، بل توجهت إلى تعذيب اليمنيين بالجوع ، وقد امتزجت أنات الشعب بأصوات المدافع ، ما جعل الآنيين غير مسموع ، واختلطت الدماء بالدموع .

فالحرب من رحم الأحقاد تُولد ، وأينما وُجد الفقر والجهل والسلاح توجد ، وبدماء الأغبياء توقد ، والبريء فيها يُقتل أو يجوع ويُشرد ، وفي أرضها شيطان الموت بالنار يُعبد ، والشعب من كل حقوقه يُجرد ، ويتحول الواقع إلى نار وآثار دخان أسود ، والمآسي وحدها من تبقى وتُخلد .

- نتائج الصراع

ونتيجة الحرب المدمرة التي تسببت بخسائر مدنية واقتصادية هائلة في اليمن، كشف البنك الدولي،  أن عدد الفقراء زاد من 12 مليون نسمة في أبريل/نيسان 2015 إلى أكثر من 20 مليوناً حالياً ، فيما تؤكد اليونيسيف أن  1.5 مليون طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية العام ، وأن 370 آلاف طفل منهم على الأقل يعانون من سوء التغذية الحاد الذي قد يعرضهم للوفاة .

وأشارت اليونيسيف، إلى وفاة أكثر من 10 آلاف طفل يمنى بسبب انخفاض الرعاية الصحية ، وتفشي الأمراض ، وتدهور الخدمات ، وتوقف نحو 600 مرفق صحي عن العمل ، وإغلاق 5 من مراكز التطعيم.

وأوضحت الأمم المتحدة ، أن 10 ألف مدني لقوا مصرعهم بالحرب الدائرة في اليمن ، وذكرت أن النزاع في اليمن تسبب بتدهور شديد في الاقتصاد ، وتسريح 70% من العمالة لدى شركات القطاع الخاص .

- مأساة الحرب

وقالت "بلقيس ألسلامي" رئيسة منظمة مروج للحقوق، أن اليمن أصبح بلداً منكوباً بسبب الحرب ، وقد بدأ الجوع يضرب الطبقة المتوسطة ، فقد خسر ثلاثة مليون موظف بالقطاع الخاص وظائفهم ؛ بسبب الحرب ، وتوقف الشركات ودمار عددٍ من المنشآت ، وكل من فقد وظيفة بلا شك ينفق على أسرة ، واستمرار الحرب جرد الطبقة المتوسطة من مدخراتها التي أنفقتها طوال فترة الحرب ، ودخلت هذه الطبقة مربع الجوع .

وأشارت ألسلامي، أن الحرب شردت ثلاثة ملايين مدني ، ويحتاجون إلى مساعدات ومعظمهم فقدوا مصادر دخلهم ، واستقرارهم وأنضموا لدائرة الأشد احتياجاً ، منوهةً بأن مساعدتهم تتطلب مبالغ هائلة ، والمنظمات غير قادرة على تقديم المساعدات للفقراء والمتضررين والنازحين بشكلٍ كاملٍ ؛ بسبب عددهم الكبير .

ولفتت ألسلامي، أن المديريات الساحلية في الحديدة غرب اليمن شهدت مجاعة  كون سكانها كانوا يعتمدون على الأعمال بالأجر اليومي والصيد ، وقد توقفت أعمالهم ؛ بسبب الحرب ما تسبب بحدوث مجاعة .

وحذرت ألسلامي ،من ظهور مجاعات بأماكن جديدة وعديدة في اليمن ، يصعب السيطرة عليها ، فقد اقتربت ساعة الصفر من مجاعةٍ واسعةً ؛ وهذا ما تؤكده المعطيات التي يجب على العالم أن ينظر إليها بعين الاعتبار ،ولا يتجاهلها .

وأكدت ألسلامي أن المساعدة الحقيقية للشعب اليمني هي وقف الحرب وعودة الاستقرار ، وعملية إعادة إعمار  وتأهيل شامل للمصانع والمنشأت والمنازل المتضررة من الحرب ، إضافة إلى استمرار تدفق المساعدات حتى يتم تفادي مرحلة الخطر في الوضع الإنساني .

- حقائق اقتصادية مؤلمة

من جانبه يقول "صادق مذكور" المحلل الاقتصادي اليمني ،أن الاقتصاد اليمني انهار وهذا الأمر الذي ترفض الاعتراف به سلطات الحوثيين بصنعاء ، وسلطات الرئيس عبدربه منصور هادي بعدن ، لافتاً بأن الطرفين غير قادرين على سداد رواتب موظفي القطاعات الحكومية ، والتي لم يتسلموها منذ ثلاثة أشهر في كافة المرافق الحكومية ما يدل على إفلاس البنك المركزي .

ويشير مذكور، بأن ثلاثة ملايين موظف بالقطاع الخاص فقدوا وظائفهم منذ اندلاع الحرب ؛ بسبب توقف نشاط معظم الشركات ، ومغادرة أخريات من اليمن ، وتدمير مصانع بنيران الحرب ، مؤكداً أن فئة العاملين بالأجر اليومي تضررت بشكل كبير ، ودخلت مربع الأشد فقراً ، لاسيما في المحافظات التي تشهد معارك برية .

وحول حجم الأضرار التي خلفتها الحرب بالقطاع الاقتصادي، أوضح مذكور، بأن الحرب دمرت 98 مصنعاً  في مختلف محافظات اليمن ، وتقدر قيمة الأضرار بنحو 75.89 مليار دولار، موضحاً بأن 8 مليارات دولار من رأس المال الوطني خرجت خارج اليمن ؛ بسبب الحرب و 8مليار دولار من رأس المال الوطني غادرت اليمن ؛ بسبب الأزمات السياسية قبل الحرب .

ووفقا ً لمذكور، فإن توقف تصدير النفط ومغادرة كمية هائلة من رأس المال الوطني إلى خارج اليمن ، وتدمير وتوقف عدد كبير من مصانع وشركات ، كان سبب رئيسي للانهيار الاقتصادي  ،مشيراً أن الشعب يدفع  وسيدفع ثمن هذه الحرب وما خلفته بالمستقبل ، وكلما طالت الحرب كلما زاد ثمن الأضرار والدمار على حساب الأبرياء .