آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

أدب وثقافة


( أميرة الحوريات )-قصة قصيرة

الثلاثاء - 22 نوفمبر 2016 - 01:40 م بتوقيت عدن

( أميرة الحوريات )-قصة قصيرة

كتبها/ شمس الدين البكيلي

الأهدأ : -
الى التي تربعت عرش الجمال بجمالها الأسر النظر .. بهية الوجة مشرقة جمحت كانها المهر ، ليس كطلعتها طالع لا الشمس ولا القمر ، ولا النجوم مجمعة .. ولا الكون والبشر ، أشرقت بنورها الشمس وهي تعانق الفجر، عيون ألوانها البحر ساهمة الطرف والحور.. شعر كالاصيل خيوطه .. يكسو الصدر والنحر ، تدلى بشوق ولهفة ليعانق خدودها الحمر فاضفى عليها رونقا وجمالا كلة سحر ..

.. قبل ان يلوح في الأفق نسيج الفجر .. كان الليل يلملم عتمتة ، وهو يجر من ورائة أطياف الظلام .. حيث تنتحب العتمة خلف الأسوار ..
وها انا الان أحدق الى هذا الكون وأغور في اعماقة اذا ارى ومضات رقيقة متلالئة تهمس برقة وشفافية متناهية ، حولت كل ما حولها من نجوم ومجرات الى بلورات مضيئة ومتراقصة أضفت لهذا الكون مسحة من الجمال الرائع ذات ألوان.
براقة براقة ، تسلب العقل والروح معا .
ما اروع هذة النجوم المتلألئة وهي تحلق بين تلك النجوم المختلف بألوانها ، وأشكالها ، وروعتها .. هناك حيث ترئ كل شي مختلف ، فتظل روحي تجوب في الفضاء بين تلك النجوم المكسوة بالألوان الذهبية البراقة والأحجار الكريمة الزاهية المتناثرة في مساحات شاسعة في أعماق ذلك الفضاء الشاسع والمدى البعيد ، حيث الألماس الحرة ، والزمرد ، والياقوت والكهرمان بألوانه البديعة الرائعة .. وكدت احسب ان الوحشة سوف تغزو روحي وكياني ، لكني أحسست براحة وطمأنينة ، وسعادة لاتوصف وانا ارئ أميرةالحوريات
وهي محاطة بتلك النجوم وكانها قطرات الندى التي تسكبها أجفان الصباح على المروج الخضراء ، وقد جذبتني وكانها حديقة غناء فيها أميرة غانية حسناء مغمورة بالورد والأزهار هوائها وماؤها دواء .. في ليلتها رايتها جميلة حوراء كانها ضوء القمر تجاوز حسنها الجوزاء ،
ونورها كالنجم لامعة براقة كانها الزهراء ، وحدثتني بعيونها الزرقاء ، فاطرقتُ خجلا متمتما سبحان خالق الضواء ، فتصببت عرقا وكانها لؤلؤة محارها الماء .. فهمست لفاتنة الأهواء أأنت مهرة ؟ .. قالت : نعم
قلت : انت اجمل الاسماء ، وماء انزلتة السماء .. فضمتني الى صدرها العاجي الرقيق بلطف وحنان .. وداعبت أنفاسنا خدودنا الملتهبة .. حتى نهضت من مكانها وقد اختفت فجاءة خلف الغيوم الرمادية الكثيفة ومعها اختفت كل النجوم ..
.. كانت الارض تزداد روعة ورونقا وتألقا كلما اقتربت روحي منها حتى لامست سطحها الناعم لأجد نفسي على رمل رمل كأنة من الديباج المطرز بالجوخ الزاهي الرقيق الذي عكس لون البحر .. وعلى شاطئه كانت الأمواج تصطفق عند الفجر..
حيث رأيت ذات الحسن الباهر الفائق الجمال ( أميرة الحوريات ) تضللها غيمة بيضاء كانها وردة ربيعية تفتقت لتنثر حبات المطر البلورية على مساحات واسعة من رمل ذلك الشاطئ.. حيث حوريات البحر ترتخي أجسادهن علية .. وعى صدورهن تتراقص حبيبات الكرستال الرملية ، التي عكست ضؤ الفجر ببريقها ولمعانها .. هبت نسمات رقيقة جمعت الورد والزهر ، فتلملمت قطرات الندى وعانقت حبات المطر .. فتجمعت وكانها ماسة بين الخدين والثغر .. لها بريق مشع من اروع الدرر .. وجيد لا يضاهيه جيد المها السمر .. ولؤلؤ تضمه شفاه من الياقوت الأحمر الحر .. دنوت منها بكل رقة .. ولهفة الشوق
تختمر ورايتها ممشوق القد .. تسير مقبله بخطى كالمهر .. كساها الله بلون أبهي من الثلج .. نسمات من نفحات الربيع كانت تنثر عطرها .. بذات الوشاح من زهر ومن ورد .. يالروعة المروج اذا اشتاقت الى مطر ، وزينتة بنهر وشلال من جنة الخلد .. لها شعر حرير تدلى كالموج بطلعتة .. كانه من نسيج الفجر وحمرة الخدي .. ترى لعينيها بريقا اذا التفتت .. وصوبتة سهما الى القلب برقة الشهد.. واذا تبسمت كشفت عن لؤلؤٍ مرصوص .. صانته الشفاه الحمر والوجنات من الحسد.. حنطية اللون صانها الله وزينها .. باروع ما ابدع وغيرها لم تلد .. نظرت اليها بشوق ولهفة عاشق .. ضناه الشوق كاد يموت من الوجد .. ضممتها برقة الى صدري وحنان عاشق .. استبد به العشق دوما وقلبة يتقد .. بكيت كما لو كنت قد أحببت البكاء .. وشكونا عذاب البعد والوجد ولوعة السهد..
ونسينا عذاب الأمس وان عذبنا الجوى .. وان لقاء اليوم والله احب ما عندي .. تعاهدنا واقسمنا على الحب والود والوفاء وعلى ان يتوج هذا الحب ....... بالعقد.