آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-07:26م

مجتمع مدني


في بادرة هي الأولى من نوعها وبدعم سخي.. مدرسة العين تكسر حاجز المُحال وتسعد طلابها ( مصور)

الخميس - 17 نوفمبر 2016 - 10:58 م بتوقيت عدن

في بادرة هي الأولى من نوعها وبدعم سخي.. مدرسة العين تكسر حاجز المُحال وتسعد طلابها ( مصور)

العين (عدن الغد) خاص:

تقرير – فهد البرشاء

برعاية كريمة من شركة العمقي للصرافة, وبدعم سخي من كلٌ من مؤسسة قشاش التجارية, ومحلات صالح عبدالله اليافعي, مؤسسة السماحة الخيرية, مؤسسة الجوهرة الذهبية, وفاعلي خير آخرين, وبحضور مميز لكل من مكتب تربية لودر ممثل بمديره الأستاذ/ ناصر عوض موسى, ومجلس أباء مدرسة العين ممثل برئيسه الأستاذ/ علوي قاسم الطلي, ولفيف من الجماهير والمحبين للتعليم والعلم, ومع إطلالة صباح يومنا هذا الخميس وبزوغ شميه الدافئة, أقيم في مدرسة العين حفل توزيع الزي المدرسي لبعض الطلاب المعدمين والمحتاجين, وكذلك اللوازم المدرسية من دفاتر وأقلام وملحقاته لعدد1200 طالب وطالبة ..

 

الحفل الذي بُدأ بآي من الذكر الحكيم تخطى الحدود والتوقعات وكسر حاجز المستحيل في ظل هذا الوضع المعيشي والأقتصادي الكارثي, وأستطاع بعد فضل الله جل في علاه أن يساهم إلى حد كبير في رسم الإبتسامة على شفاه الطلاب الذين لم يدر في خلدهم يوما أن تزدان أجسادهم بالزي المدرسي الذي حُرموا منه بسبب الأزمة القاتلة التي القت بظلالها على كل شيء وأهلكت الحرث والنسل..

 

وحاز هذا المشروع والمبادرة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى محافظة أبين, إعجاب الكل وأستحسانهم ورضاهم, وذلك لما تحمله في طياتها من معاني المسئولية والمحبة والتلاحم الإنساني الذي بات يتلاشى شيئا فشيء, وأكدت للجميع أن الأيادي البيضاء والقلوب السخية الكريمة لم يغلفها الواقع المزري ولم يدمرها, لتثبت للكل أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..

 

كلمة مدير مدرسة العين الأستاذ/ جلال السعيدي أفتتحت هذا الحفل ورحبت بالحاضرين وعلى رأسهم هرم تربية لودر لمشاركتهم المدرسة حفلها الخيري المتواضع, ومؤكدا أن المدرسة لم تكن لتنجح في هذه المبادرة لولا الله ثم أولئك الجنود وأهل الخير الذين جادوا بأموالهم لرسم الإبتسامة على وجوه الطلاب وتشجيعهم على مواصلة تعليمهم رغم هذا الواقع وتبعاته التي لا ترحم..

 

بعد ذلك ألقى مدير تربية لودر الأستاذ/ ناصر عوض موسى خطبته العصماء, وكلماته التي حملت الكثير من الإنبهار والإعجاب والإجلال لهذه الخطوة الجبارة التي أتت في وقت مفصلي وهام لاسيما وان الطلاب يعانون المرار والحرمان والحاجة والعوز بعد ان وصل حال المتناحرين في البلد إلى طريق مسدود, وكان البارود والنار هو سيد الموقف وله كلمة الفصل ليدمر كل شيء..

موسى الذي آثر حضور هذا الحفل رغم إنشغالاته وضع النقاط على الحروف للكثير من المشاكل وعزف على الوتر الحساس, وتحدث عن واقع التعليم والصعوبات التي يواجهها التعليم, إلا أنه لم يفقد الأمل وأكد للجميع أنهم جنبا إلى جنب مع كل من يسهم أو يساهم في رفع مستوى التعليم في المديرية..

ولم يفت على موسى وهو يسرد معاناة التعليم أن يناشد كل المنظمات الخيرية العاملة في حقل التعليم وعلى رأسها الهلال الأحمر الإماراتي, والكويتي, للوقوف إلى جانب طلاب وطالبات أبين لاسيما في ظل إنقطاع مرتبات المعلمين وتأرجح عملية صرفها..

 

أما مجلس الأباء الذي القى كلمته رئيس مجلسه الأستاذ/ علوي قاسم الطلي فقد شكر القائمين على هذه المبادرة وكل المساهمين فيها والتي لها دلالات كبيرة في معنى التآخي والتلاحم والتراحم, ومرحبا بقناة صوت الجنوب التي كانت حاضرة وبقوة في كل الفعاليات التي تقيمها المدرسة..

الحاضرون على إختلاف مشاربهم أبدوا إرتياحا كبير من هذه الخطوة التي تسهم في رفع معنويات الطلاب وتشجعهم على المضي قدما في مواصل التعليم مهما كانت العراقيل, وتمنوا أن تُعمم على باقي المدارس وأن تكون بشكل دوري ومتكرر ليس فقط في مجال الزي المدرسي ولوازمه ولكن في مجال الدورات التدريبية والتأهيلية لرفع من مستوى الطالب والمعلم على حد سوأ..

 

وفي ختام الحفل شرع الحاضرون بتوزيع الزي المدرسي واللوازم المدرسية على الطلاب المعدمين الذين كان صمتهم أبلغ من أي كلمات, وكان الصمت هو سيد الموقف في هكذا أعمال تأتي من خلف المحال وفي ظل أوضاع معيشية وإقتصادية يجاهد فيها المرء ليطعم أمعاءه فكيف بمن يسعون لأن يسعدوا الآخرين وينتشلونهم من جب المعاناة والحاجة والحرمان والعوز..

همسة: كلمات الثناء والشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع لن تكون كافية, ولن تصل إلى حجم مانحمله لهم في دواخلنا من إعتزاز وتقدير, ولكن يكفيهم فخرا وفرحة أن السعادة كانت حاضرة على وجوه المعدمين والفقراء والجميع, وهذه بحد ذاتها هي لغة لا يفهما إلا من يعرفون المعنى الحقيقي لفعل الخير وتأثيره..