آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

أخبار وتقارير


ترامب في عدن؟!

الخميس - 10 نوفمبر 2016 - 08:55 م بتوقيت عدن

ترامب في عدن؟!

كتب / د يوسف سعيد - استاذ الاقتصاد بجامعة عدن

خدمة الكهرباء بعدن تنقطع عن المواطنين   "للمرة  "115" تقريبا منذ يوليو 2015 "وفق  إحصائية  أحد المواطنين".  حاليا المؤسسة  تعمل بنسبة 20 % من طاقتها المتاحة،  وستتناقص النسبة و سيزداد الوضع سوءا خلال الأيام القادمة وقد تتوقف الكهرباء في عدن نهائيا عن الخدمة  حسب مصدر رسمي في المؤسسة والسبب نفاذ الديزل وقد ينفذ المازوت.

 هذه المعاناة وهذا  العدد التاريخي من توقف خدمة الكهرباء  لساعات طويلة وانخفاضها إلى مستويات قياسية ربما لم  يحدث في أي دولة في العالم  توصف بأنها دولة فاشلة،  بما في ذلك مدينة مقديشو عاصمة الصومال  الشقيق. " في صنعاء الخدمة متوقفة على  طول منذ سنوات لكن  في جو صنعاء الجميل الناس أصبحوا يعتمدون  على أنفسهم باستخدام الطاقة الشمسية ".

  في عدن بعد كل عملية انقطاع،  هناك 4 جهات تتنابز فيما بينها،  كل جهة تخلي مسؤوليتها وتحمل الجهة الأخرى المسؤولية في  نفاذ مدخلات  الديزل أو المازوت..  عن محطات الكهرباء ، وهذه الجهات هي بالترتيب "شركة عرب جولف،  شركة النفط،  المصافي والمؤسسة العامة للكهرباء" والفساد هو القاسم المشترك بين مختلف هذه الجهات.

الفساد هو من أبقى "شركة  عرب جولف المملوكة للملياردير أحمد صالح العيسي  وشركاءه" من المتنفذين هي المحتكر الوحيد  الاوحد لاستيراد  النفط ومشتقاته وكذلك عمليات نقله حيث تمتلك الشركة  أسطول من بواخر النقل "بعد ان تم التصرف بالبواخر التي كانت مملوكة لمصافي عدن"   حيث لا يسمح لأي جهة أخرى من القطاع الخاص القيام باستيراد النفط كما هو الحال في الداخل والخارج"استيراد النفط في حضرموت يتم بطريقة تنافسية ".  

في عدن  المناقصات الحكومية وبموجب توجيهات رئاسية أو حكومية  لاترسي إلا على شركة العيسي "  عرب جولف ".

بينما استيراد النفط و الديزل ك سلعة إستراتيجية  يفترض  بل ينبغي ان يتم عبر طرق شفافة و مناقصات تنافسية،  يشترك فيها القطاع الخاص والحكومي.

لذلك المسئول الأول  عن استمرار معاناة الناس في انقطاع الكهرباء ومايستتبعه من انقطاع المياه  في عدن هو الفساد الذي أبقى على احتكار استيراد المشتقات النفطية.

  في كل دول العالم  يشكل الاحتكار العدو الأول للمستهلك وعلى وجه الخصوص الفقراء منهم لذلك شرعت هذه الدول القوانين التي تمنع  الاحتكار وتحرمه وتدعم عملية  المنافسة وتحمي المستهلك.

  هنا يمكن القول ان  مانلاحظه من توحش للفساد الذي يحدث في قلب الرأسمالية وأطرافها من خلال ما  بات يعرف بالظاهرة الترامبية"نسبتا  إلى الملياردير  دونالد  ترامب" الرئيس المنتخب  للولايات المتحدة،  هذه الظاهرة   تتكرر في عدن "في صورة شركة عدن جولف"   وهذه مفارقة لأنها تحدث في بلد  يوصف بأنه الأفقر في العالم.