آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-06:39م

اليمن في الصحافة


عدن تغلي احتجاجًا على الاستهداف الصاروخي لقبلة المسلمين

الإثنين - 31 أكتوبر 2016 - 09:48 ص بتوقيت عدن

عدن تغلي احتجاجًا على الاستهداف الصاروخي لقبلة المسلمين

/ عدن الغد /الشرق الأوسط/ بسام القاضي /

شهدت عدن العاصمة المؤقتة لليمن أمس مسيرة حاشدة، إضافة إلى وقفة احتجاجية على إطلاق الانقلابيين (الحوثي وصالح) الخميس الماضي صاروخًا باليستيًا باتجاه مكة المكرمة. وطالب اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن، في كلمة ألقاها أمام المشاركين في الوقفة المنددة باستهداف الميليشيات لمكة المكرمة، وسط شارع المعلا العريق، الجميع بتحمل مسؤوليتهم التاريخية تجاه ما حصل من اعتداء غاشم بالصواريخ الباليستية على أطهر بقاع الأرض (مكة المكرمة)، مؤكدًا أن هذا الإجرام الخبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من الإيمان بالله وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

 



وأكد الزبيدي في كلمته أن الإقدام على تلك الجريمة ليس سوى محاولة يائسة تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالأخص الأراضي المقدسة ولإجهاض جميع الجهود السياسية المبذولة بالطرق السلمية. وأضاف أننا «نجدد رفضنا وإدانتنا الشديدة لهذا التجاوز الخطير الذي استهدف قلب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم. إننا على أتم الاستعداد لحماية أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومدينة الرسل والأنبياء».

 



وكانت مسيرة راجلة تضم المئات من أهالي عدن يتقدمهم المحافظ الزبيدي، ومدير أمنها اللواء شلال شائع، وقيادات السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني، قد جابت أمس الشارع الرئيس في مدينة المعلا بالعاصمة المؤقتة بجنوب البلاد للتنديد والاستنكار باستهداف الميليشيات لمكة المكرمة بصاروخ باليستي.

 



ورفع المشاركون في الوقفة التضامنية أعلام السعودية، وصور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إضافة إلى صور قادة دول التحالف العربي، وساروا في مسيرة راجلة مرددين عبارات التنديد والاستنكار لجريمة استهداف الانقلابيين لبيت الله الحرام، كما عبروا عن تضامنهم المطلق مع السعودية ودول التحالف العربي في مواجهة ذلك التعدي الإجرامي الصارخ.

 



وقال بيان صحافي صادر عن الوقفة التضامنية إنه «في سياق حربها الخبيثة ضد الإسلام ومقدساته، وفي تطور خطير وهستيري، أقدمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، على استهداف أقدس بقاع الأرض مدينة مكة حيث بيت الله الحرام، قبلة المسلمين التي تهفو إليها القلوب محبة ويحج إليها أكثر من مليار مسلم». وأكد البيان أن هذا العمل الإجرامي الخطير، الذي لا يقره دين، ولا عقل، ولا أخلاق، ولا منطق، إنما يؤكد أن حرب المشروع الصفوي الذي تنفذه جماعة الحوثي، بدعم من إيران، إنما هو مشروع يستهدف الإسلام والمسلمين ومقدساتهم وفي مقدمتها بيت الله الحرام في استجرار لأسوأ جرائم التاريخ، عندما حاول أبرهة الأشرم هدم الكعبة، فأرسل الله عليه طيرًا أبابيل لتبيده وجنوده».

 

وأضاف البيان أن في هذا التناغم والتشابه في العداء للإسلام ومقدساته بين أبرهة بالأمس، والحوثي والمخلوع صالح اليوم، تأكيد على أن الحرب ضد الإسلام قديمة ولكنها تتجدد، وأن حرب هذه الميليشيات قد انتقلت من محاربة شعبنا المسالم وأشقائنا في العروبة والإسلام، إلى حرب ضد الله جل علاه وتقدست أسماؤه».

 

وجاء في البيان أننا وأهلنا في العاصمة المسالمة والمسلمة عدن ما زلنا نستشعر هول الصدمة من إقدام هذه الميليشيات على هذا العمل الإجرامي الشنيع، ولذلك فإننا ندينه ونستنكره بأشد العبارات، وعليه نؤكد تضامننا مع إخوتنا وأهلنا في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ملكًا وحكومة وشعبًا، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما نمد أيادينا إلى إخوة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، مبدين استعدادنا للدفاع معهم عن مقدسات الأمة وفي مقدمتها بيت الله الحرام، كما ندعو كل مسلمي المعمورة لإدانة وردع هذا التصرف الفج الذي إن تم التجاوز عنه اليوم فإن غدًا قد يكون أشد وأخطر». وقال البيان أيضًا إن العملية الإجرامية تلك، إنما تؤكد، أن جماعة مجرمة لم تتورع عن استهداف بيت الله الحرام، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتورع عن ارتكاب جرائمها بحق شعب أعزل مسالم، وهذا ما تجسد في جرائمها ضد شعبنا، لا سيما في مدينة عدن، في حرب ما زالت مستمرة وبأدوات مختلفة رغم طرد هذه الميليشيات بفضل تضحيات الشهداء الأبطال وإخلاص مقاومتنا الجنوبية الباسلة وبدعم سخي من الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.



وجدد المحتشدون في بيانهم إدانتهم للجريمة، محذرين جماعة الانقلابيين، من التمادي في جرائمها، التي ستدفع ثمنها غاليا، كما دفعتها أثناء عدوانها على عدن، وباقي المحافظات اليمنية. كما دعوا المجتمع الدولي إلى القيام بواجبه لردع تلك الميليشيات الانقلابية والتي أصبحت مصدر تهديد للأمن والسلام وللدين الإسلامي، مطالبين في الوقت نفسه منظمة المؤتمر الإسلامي باتخاذ موقف عاجل لإدانة هذا الفعل الإجرامي الذي يستهدف مهبط الوحي الإسلامي.


وأكد باسم الشعبي، الناشط السياسي ورئيس مركز مسارات، أن الوقفة التي شهدتها عدن تأتي تضامنًا مع مكة المكرمة التي تعد أشرف بقعة في الأرض ومهبط الوحي، وهي تحمل رسائل كثيرة أولها تجريم السلوك الحوثي وإدانته، ومن ثم مواجهته دفاعًا عن حياض مكة المكرمة، وثانيًا ضرورة التوحد بين المسلمين والتآزر بينهم، دفاعًا عن المقدسات الإسلامية التي تحاول إيران وأتباعها في المنطقة المساس بها. وتابع الشعبي في معرض حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن عدن تنتفض لتؤكد أنها قادرة على المواجهة وحشد النفوس ورص الصفوف لمواجهة هذا العدوان السافر، وليس بغريب عن عدن وهي التي هزمت المشروع الفارسي شر هزيمة، على حد تعبيره.



وبدورها قالت الناشطة نهاد عبد الله إن مشاركتها في الوقفة التضامنية جاء لإيصال رسالتها للمجتمع الدولي والجماعات الإرهابية من ميليشيات الحوثي وصالح المدعومة من إيران بأن استهداف مكة المكرمة مدينة الرسل والأنبياء هو استهداف لمليار ونصف المليار مسلم وأن الاعتداء على قبلة المسلمين خطر أحمر، وأن عدن تدين وتستهجن ذلك الفعل الإجرامي المشين، مؤكدة أن بقاء ميليشيات الحوثي وصالح دون نزع سلاحهم وتصنيفهم كجماعة إرهابية، يعد خطرًا على الأمة والمنطقة والإقليم.