الكوليرا واحدة من الأمراض القاتلة التي سرعان ما تصيب جسد الانسان تهلكه وتسبب له الوفاة في اغلب الاحيان , كانت الحرب الاخيرة على عدن السبب الرئيسي في انتشار العديد من الامراض الخطيرة كحمى الضنك التي انهت حياة الكثير من البشر.
وحتى بعد تحرير عدن كان تردي الخدمات وتحديدا تكدس القمامة وطفح المجاري وتلوث ماء الشرب الثالوث الذي نتج عنه مرض آخر يدعى الكوليرا والذي اصبح وباءا انتشر بشكل كبير بين سكان المدينة التي انهكتها الازمات المتتالية والاوضاع المعيشية الصعبة وتدني مستوى الرعاية الصحية اللازمة لمحاربة الامراض أو توفير العلاج الكافي للقضاء علها.
اكتشاف حالات مصابة بالمرض خلق حالة رعب وهاجس بين المواطنين بكيفية الوقاية منه وتجنب الإصابة به , وما هي الاشياء التي قد تنقل لنا هذا المرض؟؟
مستشفيات عدن أعلنت حالة الطوارئ ووفرت أقساما خاصة لاستقبال المصابون بالكوليرا وعمل اللازم لإنقاذ حياتهم ومحاولة تفادي انتشار المرض ...
المبادرات الشبابية ووسائل الإعلام وبعض النشطاء والشخصيات الاجتماعية كانت حريصة على توعية المواطنين وإشراكهم في كيفية مكافحة المرض فجسدت حملات النظافة وشفط المجاري بدعم من الجهات المسئولة وكانت أكبر دليل على حرص ابناء عدن على محاربة هذا المرض والقضاء عليه.
لمعرفة تفاصيل أكثر اليكم التقرير التالي :
تقرير : دنيا حسين فرحان
المستشفيات والرعاية الصحية :
تقول الدكتورة منال محمد عبدالملك (رئيسة قسم الامراض المعدية ومسؤولة الترصد في مستشفى الجمهورية):
بدأنا باستقبال الحالات في بداية هذا الشهر ووصل إجمالي الحالات 48 بين نساء ورجال تزايد الحالات جعلنا نفتتح قسما خاصا لهم ونعاني من نقس في الأسرة , الكثير من الحالات يشتبه أنها مصابة بالكوليرا لكننا الاطباء لدينا تعريفا قياسيا للمرض أن يكون الاسهال مائي حاد يشبه ماء الرز مع حدوث جفاف ولا ضرورة لمصاحبته للقيئ ولا حمى تصيب المريض وبعد إجراء الفحوصات اللازمة نتأكد من إصابته او لا والبدء ببرنامج العلاج بإعطائهم محلول الإرواء والمضادات الحيوية حتى يشفى.
الحمدلله الأدوية والعلاجات متوفرة وبكميات كبيرة ونحرص على نظافة القسم والمرضى حتى لا تنتقل العدوى وأوجه كلمة لكل الأسر أن يهتموا بنظافة المنزل والإكثار من عصائر الليمون والبرتقال لأن الكوليرا تموت في القواعد الحمضية وعدم شراء الثلج من خارج المنزل لفترة مؤقتة وغسل وتقشير الفواكه قبل أكلها وتسخين الطعام دائما.
واناشد الجهات المسئولة بضرورة التحرك وتنظيف الشوارع ورش المبيدات في الهواء الذباب هو الناقل الرئيسي للمرض وتأمين ماء الشرب وشفط المجاري وان يكون العمل مستمر للقضاء على المرض تماما.
ويضيف الخضر ابراهيم مريض بالكوليرا في مستشفى الجمهورية من سكان منقطة الشيخ اسحاق بمديرية المعلا:
تراكم القمامة وطفح المجاري هو من سبب لنا المرض وتحديدا في الاحياء الشعبية المزدحمة منذ أن عرفت بإصابتي بالمرض جئت الى المستشفى وتلقيت العلاج حتى أصبحت بخير الان الرعاية الصحية هنا ممتازة وهناك اهتمام بالمرضى من قبل الاطباء والممرضين وينظف القسم يوميا وحتى هناك تعاون كبير من إدارة المستشفى للأسر الفقيرة ولكنني أتمنى أن تقوم الجهات المعنية بتنظيف الشوارع فنحن خرجنا من حرب لذلك يجب أن تكون النظافة والرعاية الصحية في المرتبة الاولى من حيث الاهتمام وأمل أن نتخلص من هذا المرض بأقرب وقت.
المبادرات الشبابية وحملات النظافة
شهدت مديريات عدن حملة النظافة الشاملة التي ينفذها صندوق النظافة والتحسين في عدد من الاحياء والمناطق وذلك في إطار حملة مكافحة وباء الكوليرا .
الشيخ عثمان\نحن الامل
دٌشنت حملة النظافة الشعبية (نحن الامل)بمشاركة عدد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والتي نظمها فريق نحن الأمل.
وتهدف الحملة الى خلق مبادرة شعبية تساند عمال النظافة في رفع المخلفات والقمامة من الشوارع وكذا ايجاد الحلول المناسبة لوقف طفح المجاري، وقد تم التنسيق مع مدراء المديريات والعمل المشترك للحفاظ على نظافة عموم مديريات عدن وللحد من تكدس القمامة وطفح المجاري الذي بات يشكل تهديد كبير للصحة العامة.
وتنطلق مبادرة حملة النظافة الشعبية بقيادة فريق نحن الامل من مديرية الشيخ عثمان لتأتي بعدها المراحل التالية التي ستعم جميع مديريات عدن.
صيرة \ قوة شباب
أقامت مؤسسة قوة شباب (YCR) بالتعاون مع السلطة المحلية في مديرية صيره حملة نظافة تم تدشينها في شارع المتحف وشارع الملك سليمان ، وذلك بتنظيف الشوارع ورفع مخلفات القمامة لمكافحة المرض وسيتمر العمل لمدة ثلاثة ايام حتى تنتهي الحملة.
كما تعهد مدير عام صيرة خالد سيدو بتوفير كل الامكانيات وتسخيرها لما يخدم نظافة المديرية والتوعية فيها من الأمراض والأوبئة والعمل على الحد من انتشارها.
خور مكسر\ واعمال الرقابة
أكد مدير عام مديرية خور مكسر عوض مشبح بان الإجراءات والتدابير الاحترازية لمواجهة انتشار وباء الكوليرا
أعمال النظافة مستمرة وبجهد كبير لا يستطيع احد انكاره ، وقام
تم توزيع الاشعارات والانذارات لبعض المطاعم والكافتيريات ومحلات بيع الخمير والافران بتصحيح بعض المخالفات الصحية خلال 48 ساعة مالم سيتم الاغلاق فورا لمحلاتهم.. ايضا استمرت أعمال الرش الضبابي والرذاذي.
المدارس وحملات التوعية
قامت مختلف مدارس محافظة عدن بتخصيص جزء من الحصص الدراسية لتوعية الطلاب بكيفية تجنب الاصابة بالمرض والحرص على النظافة والرقابة على دورات المياه والمقاصف أو إغلاقها لفترة مؤقتة وتوفير مشرفة صحية أو طبيبة في بعض المدرس لمراقبة الطلاب في حال الاشتباه بأي حاله واصدر مدير مكتب التربية الاستاذ رائد طه قرارا بمنع تواجد الباعة المتجولين أمام المدارس وانه سيتم الرش في مختلف المدارس للوقاية الكافية من المرض.
عدن المدينة التي لطالما حاربت كل من يحاول أن يحرمها من الاستمتاع بجمالها ها هي اليوم بفضل ابناءها تحارب الوباء الذي شكل خطرا كبيرا على حياتهم في الآونة الأخيرة واصبحت على مقربة من القضاء عليه وتأمل أن تستمر حملات النظافة والرعاية الصحية الجيدة حتى تعود كما عهدناها عدن العروس الجميلة.
