آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-06:17ص

أدب وثقافة


قصة عدني يشكو من قلة الكدافة!

الإثنين - 24 أكتوبر 2016 - 11:29 م بتوقيت عدن

قصة عدني يشكو من قلة الكدافة!

كتب / بدر قاسم محمد

قال لي صديقي العدني انه كل يوم يمر من أيام هذه الأشهر الثلاثة العجاف- اغسطس-سبتمبر-اكتوبر - من هذا العام عام -٢٠١٦م "وهو يرقب فيه عملية تناقص سريعة للكمية المعتادة من قمامة منزله اليومية(الله يعزكم)،القمامة التي يرفد بها برميل قمامة الحي كالمعتاد!" ،طبعا كان كلامه معي هكذا:

يابدر؟

قلت : أيوه!

قال : ياخي الكدافة؟!

قلت: مالها الكدافة؟!

خليك التجراش انته وين والكدافة وين !(في إشارة إلى سكنه البعيد عن كدافة الحي)

قال: ياخي مااقصدش كدافة الحي!

أقصد كدافة البيت؟!

ضحكت وقلت : أيش سويت في بيتك كدافة؟!

قال: اوووه ياخي لا لا..

أقصد الكدافة اللي يعطوك اياها البيت من شان تكدف به؟!

قلت: هاه ..خير مالها كدافة البيت؟!

قال : كيفهي معك هذه الأيام؟!

يعني مالاحظتش عليها حاجة؟!

ضحكت وقلت له ساخرا:- أيش..؟! شي قالت عني حاجة؟!

قال: اووووف انته مكانك بدوي وعقلك سليطي!

مكانك تتهابل، أنا أتكلم جد!

طيب من شان تفهم سيبك من كدافتك أنا الان باكلمك على كدافتي.. ،طيب؟!

قلت: طيب... مالها كدافتك؟!

قال : ياخي كل يوم تصغر تصغر هذه الأيام أخاف يجي يوم ما الاقيهاش !،اليوم ياخي صيحت في البيت : ياحرمه أنا خارج!

فين الكدافة؟!

قالت :عندك جنب الباب؟!

قال: جلست اتلفت يمين شمال ماحصلتهاش!

صيحت: ياحرمه فينها.. ماهليش؟!

شلت الحرمه نفسها و أجت لاعندي وأشرت بيدها على كيس علاقي صغير كان تحت رجلي!

يقول: رفعت رجلي وأخذت الكيس العلاقي الكتكوت ورميته في كدافة الحي وأنا مستحي!..

ثم قال: بس ما قلت لي كيف حال كدافتك معك؟!

ضحكت وقلت له : نفس حال كدافتك يوم عن يوم تصغر تصغر..حتى كدافة الحي صغرت كمان والناس يفتكروا ان الفضل يعود لعمال النظافة بينما يرجع الفضل لنظافة جيوب الناس من المرتبات!.. يعني تقدر تقول ان الحكومة تساعد أيضا في نظافة المدن عبر تنظيف جيوب الشعب! وهذا صندوق نظافة جديدة!

قال : اه رعى الله لما كنت أخرج من البيت محمل كداديف..!

بعد ان افترقنا أنا وصديقي تذكرت فصاحة العجوز الأعرابية التي قالت لأمير المؤمنين: أنني أشكو من قلة الفئران في بيتي!

ففهما أمير المؤمنين وفهم انها تشكو من قلة الطعام! فأمر بتزويدها بالطعام

وصديقي العدني الذي شكى قلة الكدافة في بيته أين أمير المؤمنين كي يفهمه ويأمر من يزوده بالمعاش!

ربما لو سنحت لصديقي العدني فرصة ملاقاة الرئيس هادي واستخدم أسلوب المواراة العربي وشكى لهادي قلة الكدافة، لأمر الرئيس هادي فورا بتحويل بيت العدني إلى مكب نفايات!