آخر تحديث :الخميس-16 مايو 2024-07:25م

أخبار وتقارير


تحليل : مشروع الأقاليم هل يفرض على الجنوبيين بالقوة ؟

الإثنين - 17 أكتوبر 2016 - 08:00 م بتوقيت عدن

تحليل : مشروع الأقاليم هل يفرض على الجنوبيين بالقوة ؟

القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية حدة الخطاب السياسي حول مشروع الأقاليم وهو احد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن .

غادر رئيس الوزراء اليمني احمد عبيد بن دغر قبل أسبوع إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت حيث أعلن من هناك عن تدشين كحضرموت كإقليم مستقل .

قال بن دغر انه بهذه الخطوة يكون قد دشن رسميا مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن .

في محافظة مأرب شمال اليمن أقر محافظو محافظات مأرب والبيضاء والجوف ، الاثنين، تكليف محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، بمهام رئاسة إقليم "سبأ" لمتابعة شؤون الإقليم حتى يتم الاستفتاء على الدستور الجديد. جاء ذلك في اجتماع ضم محافظي مأرب والبيضاء والجوف سلطان العرادة ونايف القيسي وأمين العكيمي على الترتيب، بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبد العزيز جباري.

وبموجب قرار التكليف، فسيكون سلطان العرادة حاكما لإقليم سبأ حتى يتم اختيار حاكم جديد للإقليم.

والى الغرب من اليمن بدأت السلطات التي تعيش في المنفى وتمثل محافظة الحديدة والمحافظات المجاورة لها والتي تعرف بإقليم تهامة جهودها لتشكيل إقليم تهامة .

لماذا التحرك الآن ؟

انتهى مؤتمر الحوار الوطني في اليمن في نهاية شهر يناير من العام 2014 بحضور المئات من الأشخاص الذين شاركوا فيه واقر في ختامه تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم .

ورغم ان مخرجات مؤتمر الحوار  تمت في أوائل العام 2014 إلا انه وبعد عامين من ذلك لم يتم تطبيق هذه المخرجات .

اندلعت في اليمن حرب طاحنة في الشهور الأولى من العام 2015 ، كانت قيادات عسكرية من إقليم أزال الرافض الأول لهذه المخرجات وقادت حرب ضروس ضد المناطق الأخرى عبر جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح .

تواصلت الحرب لأكثر من عام ونصف جمدت خلالها الأحاديث حول مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن .

ومع انتهاء الحرب في محافظات الجنوب في يوليو من العام 2015 بدأ الحديث الحكومي يعود مجددا إلى الواجهة عن ضرورة تطبيق نظام الأقاليم .

هل ستفرض دولة الأقاليم على الجنوبيين ؟

مع بدء فعاليات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن خرج عشرات الآلاف من الجنوبيين في فعاليات مركزية ضخمة أعلنوا خلالها رفضهم القبول بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن .

أكدت الفعاليات الضخمة للحراك الجنوبي الرفض المطلق لهذه المخرجات ودعوا لوضع حلول سياسية حقيقية لقضية الجنوب .

تعود احدثا القضية الجنوبية إلى العام 1994 حينما اجتاحت قوات شمالية مدن الجنوب وأرغمت حكومة جنوبية على الخروج .

مارس نظام المخلوع صالح عقب حرب صيف 1994 سياسات تمييزية ضد الجنوب الأمر الذي تسبب باندلاع ثورة سلمية في العام 2007 .

واصلت الثورة السلمية اندلاعها حتى اندلاع الحرب الأخيرة في العام 2015 والتي يرى فيها الجنوبيين أنها أنهت ماتبقى من أثار للوحدة مع الشمال أو أي شكل من الأشكال الحكم الفيدرالية .

واقع مابعد حرب 2015 .

أنتجت حرب 2015 واقعا جديدا عقب سقوط كافة المعسكرات والألوية التابعة للجيش اليمني في مناطق الجنوب وظهرت إلى العلن قوة عسكرية جديدة باتت تعرف بالمقاومة الجنوبية .

أكدت هذه المقاومة في عشرات البيانات تمسكها بمطالب الجنوبيين في استقلال بلادهم عن الشمال لكنها في نفس الوقت باتت حليفا مشتركا لما بات يعرف بالحكومة الشرعية في اليمن.

دخلت عدد من قيادات المقاومة الجنوبية السلطة في محافظات الجنوب كلحج وعدن وابين وشبوة وحضرموت وباتت جزء من السلطات الحاكمة .

أكدت هذه القيادات كثيرا أنها لن تكون إلا جزء من مشروع دولة جنوبية مستقلة ومنذ ذلك الحين لايزال علم الجنوب يرفع في هذه المناطق ويتحدث الجميع عن دولة جنوبية مستقلة .

في المقابل تواصل حكومة بن دغر وهادي حديثها عن تطبيق نظام الأقاليم وأعلنت رسميا عن تشكيله في حضرموت في حين تتحدث مصادر حكومية عن اقتراب إعلان إقليم "عدن" .

يمثل نجاح الحكومة الشرعية في إعلان اقيلم "عدن" نجاحا كبيرا لمشروع اليمن الاتحادي الذي يقوده الرئيس عبدربه منصور هادي لكن عملية الإعلان هذه لايمكن لها ان تتم إلا بتعاون القيادات الجنوبية في السلطة اليوم .

وحدها تملك هذه القيادات قدرة إحداث حالة من الإرباك لتماسك الشارع في الجنوب اليوم والرافض لأي مشاريع متصلة بتقسيم الجنوب .

واقعا بات مشروع الأقاليم يطبق على الأرض في حين ان الجنوبيين الذين تمكنوا من السيطرة على الأرض عقب حرب صيف 2015 منقسمون بين قوة باتت جزء من الشرعية وأخرى خارج عملية التحالف هذه .

يترقب الجنوبيون بحذر التحركات الحكومية القادمة وبعد الإعلان رسميا عن أقاليم حضرموت وسبأ وتهامة تتجه الأنظار بقوة صوب إعلان مرتقب لإقليم "عدن".

وهنا يثور السؤال الكبير  مشروع الأقاليم هل يفرض على الجنوبيين بالقوة؟

اوراق يمكن للشرعية اللعب بها

في سبيل اشهار مشروع الأقاليم في الجنوب فان السلطات الشرعية تملك عدد من الوسائل التي قد تمثل طرق ضغط لاجل إنجاح عملية اشهار إقليم عدن ومن بين اوراق الضغط هذه ورقة القيادات الجنوبية التي باتت في السلطة .

عين الرئيس هادي قطاع كبير من القيادات الجنوبية في مناصب حكومية رفيعة في حكومته ، كان القطاع الأكبر من هذه القيادات من ابرز دعاة استقلال الجنوب حتى فترة ماقبل الحرب لكن الأمر شهد تحولا كبير .

قد يحاول هادي وادارته الاعتماد على هذه القيادات في سبيل تمرير مشروع الأقاليم في الجنوب وحشد بعض التأييد لكن كثيرون باتوا يعتقدون ان المشكلة والقضية الجنوبية ربما تكون اعمق من حلها عبر هذه القيادات .