سمعنا في الآونة الأخيرة وفاة نساء بسبب الولادة أو فقدان مواليد قبل ان يروا نور هذه الحياة وهذا ما تسبب بثورة بين الاهالي والمواطنين وكل من تحركت بداخله مشاعر الانسانية وقرروا الوقوف الى جانب طاقم ممرضات وطبيبات مركز التوليد في مديرية صيره اللاتي بحث اصواتهن لإيجاد من يصلح لهن مولد المركز الذي عطل منذ قترة ليغلق المركز أبوابه وتحويل جميع الحالات الى مستشفى الصداقة والذي قد تصل إليه النساء وقد تعرضت لنزيف حاد أو وضعت جنينها في الطريق بسبب بعد المسافة ونقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان وقد كانت اللافتات الاحتجاجية التي تم رفعها أكبر دليل على حجم المعاناة والمأساة التي سببها إغلاق المركز ,والمطالبة السريعة بإعادة فتحه وتوفير كافة احتياجاته لتعود الحياة من جديد في المكان الذي يستقبل الحالات من 4 مديريات ويعتبر بديلا لمستشفى عدن الذي أغلق لأكثر من 10 سنوات.
فمن المسؤول عن ارواح النساء التي ذهبت هدر؟؟
ومتى سيتم الانصاف لإدارة والطاقم الطبي لمركز التوليد؟؟
وأين دور مكتب ووزارة الصحة لإنقاذ الوضع قبل تفاقمه؟؟
كل هذا وأكثر يعرض في التقرير التالي...
تقرير: دنيا حسين فرحان
صرخات الطبيبات والممرضات تملئ ساحة المركز:
قام الطاقم الطبي لمركز التوليد ورعاية المواليد بعمل وقفة احتجاجيه يطالبون بإعادة فتح المركز ومباشرة عملهم وتوفير مولد او اصلاح المولد العاطل وقد رفعوا لافتات تتضمن مطالبهم الموجهة لمير مكتب الصحة بعدن.
تقول رئيسة قسم الضابط الإداري بالمركز :
المركز أغلق لأكثر من 3 اسابيع مطالبنا كثيرة وأهمها إصلاح المولد وامدادنا بالديزل بشكل مستمر إضافة الى توفير ممرضات وطاقم طبي متكامل من ممرضات وطبيبات وفنيين وأخصائيين لأننا نعاني من نقص كبير في العدد.
الطبيبة نسنوس تضيف:
للأسف الشديد منذ إغلاق مستشفى عدن وفتح هذا المركز كان معنا طبيبات وقابلات وممرضات وأخصائيين ومع مرور الوقت فوجئنا بتناقص العدد اما بانتقال عدد كبير منهم الى مراكز او مستشفيات اخرى او تفريغهم من العمل او لسفر البعض منهم للخارج وعدم تعويضهم بكوادر اخرى , فتحملنا اعباء العمر وضغط الوقت وحاولنا قدر المستطاع تفادي هذا النقص لكن للأسف تم محاربتنا من ايادي خفية تريد إغلاق هذا المركز واخر ما حدث هو عدم المبالاة بإصلاح المولد الذي تعرض للعطل منذ فترة.
حاولنا إيصال أصواتنا لإدارة المركز ومكتب الصحة بعدن لكن دون جدوى نريد الإنصاف وإعادة فتح المركز في القريب العاجل.
وتختم إيمان مصلح فنية في مختبر المركز الحديث قائله:
أطالب الحكمة بالنظر للمركز وإعطاءه حقه ابنتي ولدت في باص لأنني لم اتمكن من اخذها لمكان آخر فلا يوجد مكان قريب سوى مستوصف بابل في صيره ولكنه خاص وتكاليف الولادة باهظة وانا لا املك هذا المال الكافي.
مركز التوليد كان يخفف على المواطنين البسطاء قيمة العلاج لأنها كانت بمبلغ رمزي.
أناشد الجهات المحلية والمديرية والمحافظة للتدخل ومنع إغلاق هذا المركز لان الإضرار ستكون كبيرة علينا كمواطنين وعلى ارواح النساء المقبلات على الولادة.
مواطنون متضررون من إغلاق المركز:
منذ إغلاق المركز وحالات الوفاة للنساء بسبب الولادة في تزايد فلا يوجد مستشفى او مركز طبي خاص للتوليد قريب من مديريات عدن فاغلب الحالات تحول الى مستشفى الصداقة في مديرية الشيخ عثمان ويصل إليه النساء بصعوبة او تعرضها وجنينها للخطر.
رصدنا أراء بعض المواطنين المتضررين من إغلاق المركز:
المواطن رمزي جميل عاجوره:
إغلاق مركز التوليد تسبب لي بكارثة توفيت زوجتي التي أحضرتها للولادة فيه لكنه كان مقفل فأسعفتها الى مستشفى الصداقة لكن للأسف توفت هناك بسبب الاهمال وعدم توفير الاحتياجات اللازمة من دم وابر ايقاف النزيف في نفس المستشفى.
اطالب بفتح مركز حتى لا تموت نساء اخريات دون ذنب فالموضوع انساني وغير قابل للتأجيل.
وعود المسؤولين في انتظار التنفيذ :
في اجتماع موسع أجرته الدكتورة (نهله الكعكي) مع كل طاقم العمل في المركز جاء فيه:
سنعمل جاهدين لإعادة فتح المركز وعدم إغلاقه مرة اخرى تم التوصل مع جهات وعدتنا بإصلاح المولد وسنتواصل مع مكتب الصحة لإمدادنا بكوادر طبية لسد النقص هنا.
علينا التعاون بجد في الوقت الحالي ويدا بيد سنتمكن من انعاش هذا المركز واستقبال الحالات وتوفير الأجواء المناسبة للمكان والتغلب على أغلب المشكلات التي نعاني منها.
وقد تم الاجتماع بحضور عدد من المسئولين منهم مدير مديرية صيره الاستاذ خالد سيدو ووكيل المحافظة ومسئول الإغاثة الكويتية الشيخ ابو اسماعيل اللذين ناقشوا فيه احتياجات المركز وأسباب إغلاقه وماهي مطالب الإدارة والممرضات.
وتم الاتفاق على إصلاح المولد العاطل ومحاولة التواصل والتنسيق مع مكتب الصحة بعدن من اجل إمداد المركز بكوادر طبية تعزز دور الطاقم الموجود وتسد العجز والنقص الحاصل فيه وبدأ المتابعة لفتح أبواب المركز من جديد واستمراره في العمل دون توقف.
قرارات التغيير هل ستؤثر على قطاع الصحة:
التغييرات الأخيرة التي أجراها الرئيس عبدربه منصور هادي وتعيين وزيرا جديدا للصحة وتحوير مدير كتب الصحة لمنصب اخر آثار قلق القطاع الصحي بشكل عام والمواطنين على حدا سواء.
فهل القادم سيكون أجمل وسيتم تحسين الوضع في كل مستشفيات ومراكز عدن الصحية والخاصة والإشراف على مركز التوليد وإعطاءه حقه ؟؟
أم سيزداد الطين بله وسيصبح الوضع واسوا مما هو عليه؟؟
هناك مخاوف بحاجة لعمل جاد وإحداث تغيير يؤثر ايجابا على قطاع الصحة بعدن.
