آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-01:11ص

وفيات


بيان نعي صادر عن الهيئة الأكاديمية الجنوبية

الخميس - 18 أغسطس 2016 - 08:24 ص بتوقيت عدن

بيان نعي صادر عن الهيئة الأكاديمية الجنوبية

(عدن الغد) خاص :

أصدرت الهيئة الأكاديمية الجنوبية بيان نعي في وفات اللواء والبرلماني السابق (صالح ناجي الحريري ) وقد جاء في البيان مايلي :

 

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ويملؤها الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة اللواء والبرلماني السابق: صالح ناجي الحربي....الذي وافاه الأجل إثر حادث سير مؤسف في منطقة الرجاع لحج يوم الأحد،14-8-2016 م....مع كوكبة من كفاءات أكاديمية وعسكرية من أبناء الصبيحة......لقد مثل رحيل الفقيد الحربي ورفاقه فأجعه كبرى في الوسط الجنوبي في هذا الظرف الاستثناء الذي نكون أحوج فيه لتلك العقول في الدفع بعجلة الواقع الجنوبي نحو الأمن، والاستقرار، والبناء ،والرخاء...

 

 

لكن عزاءنا بأنهم انتقلوا إلى جوار خير من جوارنا...........لقد تنقل فقيد الوطن الكبير / الحربي في مسار حياته بين عدة محطات يجمعها جميعا عنوان :( العطاء).... فمنذ تأسيس الجيش الجنوبي بعد استقلاله النوفمبري1967 م، كان حاضرا يضع لمسات البناء....حتى تدرج إلى رتبة لواء....وعند مشروع خطيئة الوحدة كان له إسهامات في ترشيد مساراتها بوجه صلف وتعنت أمراء حرب صنعاء الذين سلكوا خيار الحرب وقضوا على كل عضو حيي فيها في صيف1994 م........كان للفقيد الحربي مواقف مشهودة في رفض نتائج الحرب الكارثية على الجنوب من خلال موقعه كعضو لمجلس النواب عن الدائرة( 75) التي تضم مديرية :(المسيمير ،وكرش، والملاح، وأجزاء من الصبيحة)....ظل الرجل النحيل ببدنه البدين بموقفه وأفكاره يقارع قوى الحرب بعمل منهجي منظم ينأى عن الارتجال والضجيج والتشنج إيمانا منه بأن الظلم المؤسسي لا يقابله إلا صياغة مشروع كفاحي مؤسسي منظم....

 

كان سيل الإغراءات يتدفق من أطراف الحرب وكانت إرادة الحق بداخله سدا منيعا تجاه ذلك الفتات الذي يتبعه عار الأبد... فساهم الحربي في تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين التي تعد مع جمعية الشباب وقبلهما جمعية ردفان للتصالح والتسامح النواة الأولى للفعل ألحراكي الجنوبي السلمي الذي أذهل العالم في انطلاقته المنظمة في 7-7-2007 م.. كان الحربي مع شرفاء الجنوب يتجرع ويلات السجون، والمضايقات، والقمع والتنكيل لكنه كان كعادته.."بحر لا تكدره الدلاء "، وطود لا تؤثر فيه عواصف المحتل .........

 

كان الحربي يتجه بثقة واصل، وروح عابد نحو الهدف بعيدا عن ضجة الإعلام التي اعتادت في معظمها تشويش النغم الثوري الجميل فصاغ لوحته الكفاحية التي يزينها نكران الذات والانصهار في الجماعة .......شكل رحيل الحربي فاجعة وصدمة لكل من عرفه وتعامل معه أو أحبه سماعا...ورزقه الواهب جل تدبيره محبة الناس لا لمال أو جاه أو سلطان أو.. إو.. ولكن لخلقه، وثباته، ونقاء سريرته التي استوت مع ظاهره ..كانت وفاة رجل الموقف وهو في أشرف مسار أي مساعي الصلح وجمع شمل ذات البين وأي عمل أحب إلى الله من هكذا أعمال....؟ عرف فقيدنا بالحكمة التي تجمح التسرع وخفة الرأي..

 

 كم عرف بالتواضع الذي يعلو على الكبر، والوسطية التي قهرت التطرف ولهذا كان ثباته وانحيازه لهموم الشعب وحضوره كل مناشط الدفاع عن حقوقه قد أسهم في اتساع رقعة الحراك في زمن كان حلم الخلاص يمثل أسطورة للمترددين وبإصراره وأمثاله أصبح ما كان مستحيل ممكن ولم يمت حتى قرة عينه بتحقيق الموعود والهدف........والهيئة الأكاديمية الجنوبية إذ تبعث أصدق التعازي في ذلكم المصاب فإنها تتوسل من الرحمن أن يعصم القلوب بالصبر وأن يسكنه فسيح جناته وكل من قضى نحبه معه في ذلك الحادث الفاجع.

صادر عن /

الهيئة الأكاديمية الجنوبية

عدن 17- 8- 2016م