آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

ملفات وتحقيقات


تحالفات الشيطان تعبث بالجنوب

الأربعاء - 03 أغسطس 2016 - 06:24 م بتوقيت عدن

تحالفات الشيطان تعبث بالجنوب
عمارة في كريتر تم تميرها من قبل قوات الحوثي

تـقـريـر – مـاهـر الشـعبي

ثمة غموض يلف المشهد  الحالي في الجنوب برمته عقب الاتفاق الموقع بين المخلوع صالح والحوثي حول تشكيل مجلس حكم انتقالي لإدارة شئون البلاد ، والدعوة التي أطلاقها زعيم جماعة الحوثي عبدالملك بدر الدين لحزب الإصلاح للانضمام لهذا التحالف ..

 

في الجنوب كان الجميع يتطلع لرؤية خطوة مشابهة ، تجمع كافة المكونات واعلان خطوة ممثلة ، بعد فشل إيجاد صيغة حل توافقية بين الشرعية والانقلابين ، خلال أشهر من جولات الحوارات  ابتداء من جنيف وصولا إلى الكويت 2 .

 

لذلك ومن أجل نجاح حتمي للجنوب ، كان لزاماً على كافة الجنوبيين ، باختلاف مشاربهم الالتفاف عاجلاً ، لإيجاد توافق متين بينهم يحفظ الجنوب ، ويجنبه كافة ما لآت التصدعات السابقة ، التي تعرض لها ، انطلاقاً من إيمانهم الراسخ بان لا عودة مع صنعاء مهما يكن الأمر .

 

انطوى على ذلك بان المخلوع صالح استطاع عبر شبكاته أن يجعل الجنوب لا يستطيع  الإلتأم والتوحد تحت صيغة حل موحدة لكافة المكونات والفصائل ..

 

فلماذا اذا" الجنوب الذي هزم مشروع صالح العسكري وجعله يعود مهزوما منكسرا يجر أذيال الهزيمة والانكسار يعجز اليوم عن ايجاد صيغة موحدة للم الشمل ؟

 

بيد إن شبكات صالح التي تتغلغل في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وحتى عبر منظمات مدنية تنطلق من هذه المدينة عدن تعمل جاهدة لتدمير مشروع الوحدة الجنوبي الجنوبي بعد خسارتهم مشروع الوحدة الجنوبي الشمالي ..

 

ولا تنتهي المسالة عند هذا الحد بل إن المتابع للمشهد في الجنوب يرى تحالفات عديدة تتشكل في الجنوب وضد الجنوب كذلك ، سوء تحالف الحوثي صالح ، وتحالف الإخوان وتحالف أخر من قبل عدد من أقطاب الحكومة الشرعية الفاره في الرياض الذي يشاركون حربهم على عدن ومدن الجنوب ، جميع هولا شكلوا فريقا" واحدا" على الأقل هنا في العاصمة عدن يلعب جميعهم في فريق متحد ومنسجم ضد الجنوب ، تاركين كافة خلافتهم وتناحرهم في الشمال جانبا" .

 

ويعكس هذا المزيج من التناقض في الصراع القائم بين الإخوان من جهة وصالح والحوثي من جهة أخرى في الشمال ، وتوحدهم في خندق واحد في الجنوب ويعملان معا .

 

وتتمدد هذه الشبكات حاليا على نحو متزايد ، ولم يعد بخافي على أحد سر تحالفاتها المبطنة مع حزب الإصلاح ويعملان معا ، في آن واحد ، ضد الجنوب وقادته ، وبات الأمر كالشمس في كبد السماء .

 

يعبث الحوثيين ،وحليفهم المخلوع صالح ، بالبلاد طولاً وعرضاً ،ودمروا كل  شيء جميل فيها ، ومع ذلك ها هم اليوم يعلنون تحالفاً انقلابيا جديداً ،على الشرعية الدستورية ، لكن ترك حزب الإصلاح عبر نشطائه وشبكاته الأمر خلف ظهورهم ، وانشغلوا بالجنوب ليل نهار ، وبصورة فجة وتدخل سافر يثير الاشمئزاز والسخرية ..

ليس من عدن وحدها تعمل هذه الشبكات ولكن حتى من الرياض واسطنبول وانقرة ومن عديد اماكن ينتشر فيها الإخوان والعفافيش .

 

لتبرزت مؤخراً حملات ممولة غير عادية تشعل وتغذي فتيل صراع بين المناطق وضد قيادة المحافظات الجنوبية الذين جاءُ من رحم الحراك الجنوبي الذي ناضل قرابة عقد من الزمن ، وحتى بين قادة المحافظات والشرعية نفسها ..

 

أواخر العام 2015 عُين اللواء عيدروس محافظا لعدن خلفا للشهيد جعفر، ترافق قرار تعين عيدروس مع قرار رفيق دربة المناضل شلال شائع كمديراً لأمن عدن .

 

وبعد شهر من هذا القرار أصدر الرئيس منصور هادي قراراً آخر بتعين المناضل ناصر الخبجي محافظا للحج وقوبلت قرارات هادي حينها بترحيب كبير أوسط الشعب الجنوبي .

 

لم يمضي قرابة الشهران من هذه التعيينات سرعان ما تحركات شبكات المخلوع صالح الاستخباراتية والأمنية مسنودة بمطابخ الإخوان، التي زرعها في الجنوب منذ تسعينيات القرن الفائت لتشعل حملات تشهير وتشويه حيال قادة الجنوب .

 

أكثر ما أثار حفيظة المخلوع ،وشبكاته التي زرعها في الجنوب ، قيام السلطات المحلية في مدن عدن ،ولحج في اقتصاص واستئصال الأذرع العفاشية ، سوء المدنية ،أو العسكرية ، في هذه المدن ، وتطعيم تلك المؤسسات بكوادر نضالية وشابة من أبناء الجنوب أنفسهم .

 

مرات عديدة وكثيرة اشعر بغضب عارم وينتابني شعور بالضيق حد الإحباط ، حينما أطالع منشورات لنشطاء وكتاب غالبيتها تهاجم المحافظ وطاقمه وان هناك من أبناء جلدتنا من يسوق لمثل تلك الشائعات على مدار اليوم .

 

كثير من تلك الأكاذيب تصيبك بالغثيان وتجعلك تفضل البقاء منعزلاً عن محيطك ، وحتى عن وسائل التواصل التي بدئنا بهجرها بداءِ بفيس بوك  وتويتر وليس انتهاءٍ بواتس آب ، من كثر تلك الاتهامات ..

 

الملتقيات والمجالس هي الأخرى ، لم تكن بمعزل عن تلقف مثل تلك الشائعات "الفيس تسابيه " ، بمجرد أن تدنوا في تلك الملتقيات سرعان ما يباشرك احدهم بالسؤل حول مسالة ما طالعها على ألوتس وكان كل ما ينقل حدث فعلا وهلم جر من الاتهامات ، والأدهى سلسلة مناشير التخوين والعمالة ، وما أكثرها اليوم بحق مئات الجنوبيين ..

 

تفضل المكوث في منزلك لأسابيع وأشهر اجتنابا لسماع كثير من تلك التخوينات ، وما يذهلني أكثر ، هو الصمت المطبق لكثير من المثقفين والنخبة ، وهم يرون ويطالعون يوميا رسائل من هذا النوع ،وربما إن هناك من يمررها ويعلم كذبها ، ولكن ربما يحمل شيئا مع من الكراهية تجاه هذا المسئول أو ذاك دون أن يحتج أو يعترض بكلمة واحدة ..

 

ترددت طويلاً قبل أن اكتب هذه المادة ، وربما استغرقت أياما" في التفكير قبل كتابة هذه المادة ، لكي لا يظنني البعض مادحاً أو ساعياً خلف مصلحة ما ، فانا معتكف في منزلي منذ أشهر ومع ذلك لا يهمني من سيسعى لتحريف ما أود إيصاله هنا ، وتأكيداً لذلك فليست لدي إي علاقة لا بهادي و لا عيدروس ، سوى علاقة الود مع المناضل والرفيق ناصر الخبجي ، أيضا لا علاقة لي  بالقائدان  شلال والحالمي ،ولا القائدان نبيل المشوشي ،ومنير اليافعي ، وهذين الأخيرين تعرضا لأكبر حملة تحريض على الإطلاق من قبل مطابخ الإصلاح ، عقب النجاحات الكبيرة التي يحققانها في مدينتي عدن ولحج ، وان كانت هناك بعض الأخطاء ولا أظن أن القائدان المشوشي واليافعي يقبلانها ،وشهدنا تحسن كبير لهذا الجهاز الأمني حديث النشأة ، وكان له الدور الأبرز في تطهير المدن من الجماعات المتطرفة والإرهابية ..

 

ولذلك يجب علينا أن نتحدث بضمير وحس وطني خالص وجعله فوق إي اعتبار أو انتماء مناطقي مقيت  ..

 

ثمة معاير أخرى للشجاعة والاستبسال يجب أن نستشهد بها ونستحضرها لهولا الجنود الإبطال حينما قبلوا تسلم دفة القيادة ، والموت يلاحقهم في الشوارع حيناُ بعد حين ، وعصابات الغدر تترصدهم ، ووصلت إلى منازلهم وهل تناسينا ذلك بحق الله .

 

تخصص يوميا مطابخ عفاش والأخوان وجبات يومية من تلك الأخبار الملفقة والكاذبة وتتكرر باستمرار على نحو يثير الاشمئزاز وهذا الحبكات الكاذبة سرعان ما تنقلها تلك المطابخ إلى وسائل الاتصال والتواصل فتنتشر كالنار في الهشيم ، و للأسف هناك زبائن جيدين لتلقف مثل تلك البضاعة ..

 

لقد باتت اليوم الحرب الإعلامية تستعر ما سبق لها مثيل ضد محافظي عدن ولحج وقادة أجهزتهم الأمنية ومع ذلك ندعوهم إلى التنبه من هذا التصعيد ..

بالتوازي مع تلك الحملات المضللة يترافق معها حملات لنشطاء كثر في هذا الاتجاه بدعاوي عديدة ومتكررة تنادي بالحقوق المدنية والشخصية .

 

مرت سنوات لم نرى في الجنوب أفكاراً ورؤى تسموا وترتفع لكننا مع ذلك نرى أفكاراً تسقط وتهوي ، نرى كيف نقوم بتحطيم كل شجاع وكل جنوبي غيور نفكر كيف نُحرقه ولا نُفكر كيف ندعمه ونسنده .

 

ووصل حالنا اليوم إلى عاجزين عن الاستنهاض بأفكارنا وتركنا الباب موارباً أمام المرتزقة وفضلنا ولزمنا الصمت ، ونحن نشاهد المرتزقة يقطعون قادتنا أوصلاً ويخونهم مع علمنا إنهم آخر عناقيد ثمار الشرعية الهاربة مع علمنا أيضا انه حالما يرحل هولا لن يأتينا من هو خيراً منهم وهم من كانوا يتقدمون صوف الركب ويقودونه إلى ساحتنا لأكثر من عقد ، لا تنسوا هذا وسنذكر ، عما قريب ولن ينفع الندم حينها ..

 

أعداء الجنوب  يواصلون مشروعهم في تدمير المدينة و تدمير كل شيء جميل ، هذا المشروع الذي ابتدأه تحالف الحوثي صالح العام الماضي والعام ، ضد الجنوب ، لا بد أن يدمر وينتهي إلى الأبد ، ولا بد أن تنتصر عدن وتخرج بسلام .

فمثلما لدي قناعة تامة بان عيدروس والخبجي وشلال هم رجال المرحلة وتتعزز ثقتي هذه في ثلاثتهم يوماً عقب آخر بأنهم الأجدر دون سواهم لقيادة الجنوب ، كل الجنوب ، وعليهما أن يعملا لذلك من الآن فصاعدا ، كما إن عليهم أن يخرجا تماماً من بوتقة المنطقة والمدينة ، والانتماء للجنوب كله أرضاً وإنساناً ، وان لا يحاول البعض حشرهم أو ربطهم بمنطقة ما ، لا يجب أن ينصاعا لذلك على الإطلاق فانتم تمثلون شعب بأكمله ، ناضل خلفكم ، وقطع معكم مئات الأميال لساحات الكرامة ..

 

نختم الجزء الأول بتوجيه رسالة إلى سيادة اللواء عيدروس محافظ العاصمة عدن بان لا تترك الحبل على الغارب كما يقول المثل ، ولا تمنح ثقتك سيادة القائد لكل من حولك ، فهناك من يعملون على إضعافك ، لا تنسى بان مبنى السلطة المحلية يعج بحدود ثمانية عشر وكيلاً وكيلاً مساعداً ، لا تنسى بان منهم من يخدمون أجندة خاصة ، ويعملون غير ما تهوى وتخطط أنت ، لا تنسى بان منهم من يحاول الانقضاض على سلطاتك ولا تنسى بان فيهم من يريد إظهارك لشعبك على غير ما تريد أنت وما يريدة محبيك  ونحن منهم ، فلا تمنح سلطاتك إلا لمن تثق به كل ثقة .

فأنتم أخر عناقيد الأمل والفجر القادم لشعب الجنوب بأسرة وليس لعدن وحدها ..

 

 

في الجزاء الثاني من المادة :

في الجزء الثاني من هذه المادة سيتم تناول كافة الانجازات التي تحققت بعد عام من التحرير ، ومالم يتحقق أيضاً ، وأبرز التحديات التي تواجه قيادة المدينتين ، وسنعرج بشي من التفصيل على الملف الأمني ، وانجازات قوات الحزام الامني بعد اشهر من إنشائة ، وكذلك الملف الاقتصادي ، والخدمي، وملف الجرحى واسر الشهداء ، فضلاً عن رأي الشارع حول أداء محافظ عدن خلال النصف الأول من العام الحالي وفقاً لاستبيان قياس الرأي أعدة مركز عدن للدراسات والبحوث .