باقيةٌ أنتِ - شعر

باقيةٌ أنتِ

"إهداء لروح أمي رحمها الله .. بمناسبة حفل تخرجي من كلية الهندسة - قسم تكنولوجيا المعلومات 15/11/2012م"

غادرتنا الأمومةُ جسداً ووجودا

لكنها بِوجُودِنا أصبحت تتجسد

فارقتنا منذ أعوامٍ .. ولم نزل ...

لأنفاسٍ نَسِيتها بين أضلُعنا .. نُنصت

بحلولِ عامٍ جديدٍ .. يا أمي

تفتح لنا الدنيا أبواباً من المجدِ .. وتتعهد

لكنني أجتازُها بخطواتِ يُتمٍ ..

يتلمسُ نورَ الأمومةِ المرشد

***

مرغمةٌ أنتِ على الغيابِ يا حبيبتي ..

ومجبرةٌ أيامي بلفضِ أنفاسٍ كانت من أجلكِ تتردد

لكنكِ في رَحمِ الأمومةِ لقنتني ..

كيف أحيا بحبِ الله .. وكيف بحبكِ أنتِ أحمُد

لهذا لن يَملَ الفؤادَ ترقباً لعودةٍ ..

ولو وهميةٍ  .. أغرسُ من أجلها بذور نجاحي ..

ولها أحصد ..

فهنا عِطرُكِ يعبقُ من ثنايا فستانٍ طوته لي أناملُ خالتي

وتذخرُ لي عمتي بين أحضانها حنانكِ المتدفق

أراكِ تتبسمين راضيةً في ثغرِ صديقتي ..

ولم تمَلي يوما من ملاحقتي بنظرةِ فخرٍ ..

تُطِلُ عليَّ في عيني العزيز الوالد

***

ومع إشراقةِ هذا الصباح يا أمي ..

تلتقيني الأمومة في كل حضنٍ يحتويني مُبَارِكاً

وكل قبلةٍ تتركُ على خدي مذاق حبُكِ المؤكد

فبؤمومتِهم جميعا أحيا أنا ..

ولعلكِ تحيين بي فخرا

***

ذَبُلت وريقاتُ السوسنِ ربما ..

لكنها أحيَّت فينا عبيراً من الحبِ المتجدد

بقلم : إيمان عبد العزيز مصعبين