آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-02:06ص

دولية وعالمية


هل تستغل إسرائيل حادث تل أبيب لتقويض مبادرات السلام؟

الجمعة - 10 يونيو 2016 - 07:45 ص بتوقيت عدن

هل تستغل إسرائيل حادث تل أبيب لتقويض مبادرات السلام؟

تل ابيب(عدن الغد)وكالات

توقع خبراء ومحللون سياسيون استغلال إسرائيل لعملية تل أبيب التي أودت بحياة 4 من مواطنيها وإصابة 9 آخرين في زيادة التعنت تجاه عملية السلام، وإلقاء الكرة مجدداً في ملعب المجتمع الدولي لإيقاف الضغوط عليها لاستئناف عملية السلام مع الجانب الفلسطيني.

وقال خبراء إن إسرائيل ستستمر خلال الفترة المقبلة في إلقاء التهمة على الجانب الفلسطيني والترويج لفكرة تقويض عملية السلام من خلال ما حدث، معتبرين أن ذلك ليس إلا أكذوبة تنتهجها إسرائيل التي تتمسك برفض السلام قبل وقوع حادث تل أبيب.

وقال عضو المجلس الثوي لحركة فتح الفلسطينية الدكتور حازم أبو شنب إن تنصيب شخص متطرف مثل أفيغدور ليبرمان في منصب وزير الحرب الإسرائيلي، يؤدي إلى ردود أفعال بهذه الطريقة والرسالة الإسرائيلية واضحة للفلسطينيين وللعرب والفرنسيين، وهي أن هناك تطرفاً اسرائيلياً شديداً وعنيفاً سيكون عنوان المرحلة.

وأوضح أبو شنب في تصريحات لـ 24 أن ردود الفعل الإسرائيلية على المبادرة الفرنسية والأفكار التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي ردود فعل متطرفة خاصة في ظل تعيين ليبرمان وزيراً للحرب الإسرائيلي وتأثير ذلك على السلام العالمي والإقليمي.

ودعا أبو شنب العالم والقوى الدولية إلى أن تتدخل سريعاً لوقف التدهور الذي تتسبب فيه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، مشيراً إلى أن الاشكالية تكمن في طريقة تفكير ليبرمان وطريقة أدائه، وكل رسائله تشير إلى أن التطرف يستدعي الرد عليها بالشكل الذي شاهدناه.

وحول انتهاء فكرة المبادرة الفرنسية بعد هذا الحادث، قال أبو شنب: "أرى أن ما جرى يفترض أن يحث أكثر فرنسا والمجموعة الدولية التي عقدت مؤتمر السلام في باريس على التمسك بفكرة السلام والتعجيل بانعقاد المؤتمر المزمع عقده مع نهاية العام الجاري".

ومن جانبها، قالت أستاذة العلوم الدولية في جامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ إن عملية تل أبيب ليست مرتبطة بتوجه إسرائيل التي لا تزال لها تحفظات حول عقد المؤتمر الدولي للسلام، مشيرة إلى أنه من الواضح أن اسرائيل لا تريد عقد المؤتمر بغض النظر عما حدث في مؤتمر باريس ونتائجه، فهناك توجه إسرائيلي رافض لذلك.

وأوضحت الشيخ في تصريحات لـ 24 أن مثل هذه الأحداث تأخذها إسرائيل ذريعة لإقناع الأطراف الدولية بصحة موقفها، مؤكدة أنه لا يوجد أي طرف دولي أو إقليمي الآن يضغط على إسرائيل في ظل التغيرات التي تمر بها المنطقة سواء على مستوى التحالفات والعلاقات السياسية بين بعضها البعض.

وحول فكرة الضغط الأمريكي على إسرائيل لتعزيز عملية السلام مع فلسطين، قالت أستاذة العلوم الدولية إنه الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس باراك أوباما لا تمارس أي ضغوط على إسرائيل، بل العكس هو الصحيح فتل أبيب من تضغط على واشنطن الآن في كثير من المواقف.
وتستعد قوات كبرى من جيش الإحتلال وحرس الحدود مدعومة بوحدات من القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب لمحاصرة مدينة "يطا"، استعداداً لمداهمتها والقيام بعمليات اعتقالات واسعة، تشمل أفراد عائلة الفلسطينيين اللذين نفذا العملية.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصعيداً كبيراً قد ينسف جميع الجهود الدولية والإقليمية والفلسطينية الرامية لإعادة المفاوضات، في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع الدولي حكومة إسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات والتعاطي مع المبادرة الفرنسية وغيرها.