آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:29م

ملفات وتحقيقات


بين صيف ساخن وكئيب ومولدات وصولها في علم الغيب.. كهرباء عدن : شكاوي المواطنون (اسئلة تنتظر الإجابة)

الثلاثاء - 24 مايو 2016 - 12:12 م بتوقيت عدن

بين صيف ساخن وكئيب ومولدات وصولها في علم الغيب.. كهرباء عدن : شكاوي المواطنون (اسئلة تنتظر الإجابة)

عدن ((عدن الغد)) خاص:

تشهد مديريات محافظة عدن في الآونة الأخيرة موجة من الانقطاعات المستمرة للكهرباء تتضاعف تدريجيا لتدخل المواطن في حالة هستيريا نتيجة الحر الشديد وموسم الصيف الساخن الذي تشهده مدينة عدن وقلة عدد الساعات التي توجد فيها الكهرباء وعطل العديد من الأجهزة المنزلية وحدوث التماسات كهربائية نتيجة الضغط على الكهرباء وانتشار الإشاعات حول وصول المولدات الجديدة القادمة من تركيا لسد العجز وتزويد المحطات بالوقود والتهديد بإنقطاع محطة الحسوة تماما في حال عدم توفر الديزل.

في ظل كل هذه المتغيرات والمعاناة اليومية التي ترهق كاهل المواطن المسكين دون غيره من ذوي المولدات والأجهزة التي تغطي عناء حر انطفاء الكهرباء، حيث تظل الكهرباء الكابوس الذي يلاحق المواطن لينغص عليه عيشته التي أصبحت تتخبط في دوامة المشاكل والأزمات في مختلف الخدمات ، في أمل معرفة الأسباب الحقيقية وراء انقطاع الكهرباء وإيجاد الحل السريع والمولدات التي تعيد لعدن تسميتها (مدينة الأضواء) وتعود الأمور لحجمها الطبيعي.

 

تقرير / دنيا حسين فرحان

 

حصيلة عدد انقطاع الكهرباء في تزايد

تحدثنا عن هذه النقطة مع الأخت بشاير خالد (خريجة)، حيث قالت :"في بداية الأمر كان انقطاع الكهرباء مقبولاً حيث تنطفئ لمدة ساعة واحدة، ولكنها ما لبثت حتى تزايدت في فترة الانقطاع إلى أن وصل عذاب انقطاع الكهرباء إلى خمس ساعات وفي بعض المديريات أكثر من ذلك، وهذا يحرمنا من النوم والراحة بعد ساعات العمل أو الخروج من المنزل فأكثر المواطنين يخرجون من منازلهم ويبقون في الشارع ليمر الوقت وبعض الأسر تذهب للتنزه أو إلى البحر لتمضية الوقت، ويبقى الخوف أن تستمر ساعات الانقطاع في تزايد، فما نسمعه من نفاذ الديزل في المحطة وخروجها بشكل مستمر شكل لنا هاجس من انقطاعها بشكل نهائي ونعيش مرة اخرى المعاناة التي كنا فيها أيام الحرب".

 

موجة حر شديدة تشهدها عدن

يتكلم المواطن سعيد علي (عامل) في هذا الصدد :"مع دخول فصل الصيف في عدن يريد المواطن أن يرتاح بعد العودة من عمله خاصة من كان يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة ، ولكن للأسف الكهرباء لا تمكنه من ذلك وحتى الماء البارد لا نجده لأن الثلاجات لا توجد لها فرصة للتبريد بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وطول وقتها وهناك الكثير من المواطنين كبار السن الذين لا يستطيعون تحمل الحر نتيجة الضغط أو السكري ومنهم من لا يتحرك من السرير بالإضافة للجرحى أو المصابين بحروق أو جروح فيتألمون من شدة الألم والحر والأطفال يصرخون نتيجة ارتفاع درجة الحرارة فعدن محافظة حارة جدا في الصيف ومشكلة انقطاع الكهرباء زادت الطين بله".

 

أعطال تصيب معظم الأجهزة في المنزل

تتحدث أم احمد (ربة منزل) حول هذا :"في أغلب الأحيان اثناء عودة التيار الكهرباء تتلف الأجهزة في المنزل كالثلاجات والغسالات وشاشات التلفاز والمكيفات وذلك من قوة الضغط عليها عند استخدامها بشكل مضاعف عند وجود الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي وعودته أشبه باللعب بهذه الأجهزة وقد تعطل بشكل تام ولا تعمل".

 

بدائل الطاقة الكهربائية دون فائدة

يقول المواطن خالد الطيب (صاحب محل لبيع البطاريات والمواطير) :"الكثير من المواطنين يشترون بدائل الطاقة من بطاريات وشاحن كهربائي ومواطير وحتى لوحات الطاقة الشمسية لاستخدامها عن انقطاع الكهرباء ولكن البطاريات يجب أن تشحن بالكامل 3 ساعات والكهرباء تكون موجودة ساعة أو ساعة فلا توفر فرصة لشحن البطاريات حتى المواطير تحتاج للبترول لتعبئتها وفي هذه الأيام توجد ازمة في توفر البترول والديزل في المحطات نتيجة لانعدام مخزون الوقود فتصبح هذه البدائل بلا فائدة ويستمر المواطن في صبره وبحثه عن الوسائل المناسبة للتخلص من ازمة الكهرباء".

 

خروج محطة الحسوة عن التغطية

يقول الطالب محمد رشاد :"أصبحنا نسمع في الآونة الأخيرة هذه العبارة بكثره، وما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي في الواتس اب والفيس بوك وغيرها من أخبار وتصريحات لعمال في محطة الكهرباء ومسؤولين هناك يؤكد لنا صحة هذا والضغط المستمر على المحطة والأعطال التي تتسبب فيها يجعلها تخرج أكثر من مرة عن التغطية فهي تمد كل مديريات عدن بالكهرباء ولكن هل هذه هي الأسباب الحقيقية ؟ والى متى سيستمر هذا الوضع ؟ وما الذي تحتاجه محطة الحسوة لتصبح جاهزة ومهيأة لبث التيار الكهربائي دون حدوث أي مشاكل".

 

المولدات القادمة من تركيا حقيقة أم خيال

يتكلم في هذا الموضوع أحد عمال الكهرباء :"سمعنا بأن تركيا سترسل لنا مولدات جديدة لسد العجز في المحطة ولكن لا يوجد ما يؤكد لنا ذلك فلنا أكثر من شهرين في انتظار وصولها الى الميناء وتركيبها لكن لم تصل بعد ولم تصرح الأسباب ؟ ولماذا تأخرت في وصولها ؟ فهل هي مجرد إشاعة أم أن هناك من له يد في كتمان هذا الخبر أو عرقلة وصول المولدات إلينا".

 

مدير الكهرباء ومحافظ عدن.. اسباب الانطفاء ومسببها

في يوم الأحد 22 مايو عقد في منزل محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي مؤتمراً صحفياً للتوضح للعامة سبب انقطاع الكهرباء ومن هو المتسبب في ذلك.

الزبيدي ابتدأ مشكلة ضعف الكهرباء في عدن بأنها تعود أصولها إلى سنوات مضت وتحديدا إلى زمن حكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لم يكتفي الزبيدي بهذا بل زاد في ذلك انه بعث رسائل عدة إلى الحكومة الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي لمعالجة ما آلت إليه الكهرباء مبيناً أن الحكومة لم تعرهم أي اهتمام، لتضاف الحكومة الشرعية إلى قائمة المتسببين في مأساة الكهرباء في مدينة عدن .

في استمرار معاناة الكهرباء لمح الزبيدي إلى التخاطب المباشر مع دول التحالف مشيراً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.. ليقوم الزبيدي في يوم الاثنين بالتواصل مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ويتفقا على العمل على إخراج مدينة عدن من المعاناة التي عجزت منذ أكثر من 20 سنة مضت موضحا بان الحكومات المتعاقبة لم تذهب صوب إنشاء إي محطات توليد جديدة وذهبت على خلاف ذلك إلى إبرام عقود تأجير مع محطات طاقة مشتراه .

 

ومع استمرار انقطاع الكهرباء وعدد ساعاتها يعيش المواطنون في عدن حرب نفسية وهاجس انقطاعها بشكل تام وتخبط بين إشاعات وأخبار محطة الطاقة الكهربائية والمولدات التركية التي ستصل ، في أمل وضع حل لمشكلة الكهرباء وتوفير الديزل والوقود اللازم للمحطة وعودة الحياة والروح فيها وفي المواطنين الذين يكابدون عناء العيش رغم سوء الأوضاع .