آخر تحديث :الجمعة-24 مايو 2024-11:48م

أخبار وتقارير


أبعاد تصريحات الجبير حول أولوية السعودية في اليمن بين السياق السياسي والعسكري(تحليل)

الجمعة - 13 مايو 2016 - 11:34 م بتوقيت عدن

أبعاد تصريحات الجبير حول  أولوية السعودية في اليمن بين السياق السياسي والعسكري(تحليل)

احمد الضحياني

 

أثارت تصريحات  وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن أولوية السعودية في اليمن لم تعد محاربة الحوثيين «الذين يمكن التفاوض معهم، بل ملاحقة القاعدة وتنظيم داعش».وإن الحوثيين يظلون جزءًا من النسيج الاجتماعي لليمن سواء اختلفنا أو اتفقنا معهم، مشيرًا في الوقت نفسه إلى وجوب عدم ترك المجال لبقاء داعش والقاعدة في اليمن ولا في أي مكان آخر جدلاً واسع اقليمياً ومحلياً.

 

وقال الجبير إنّ «تنظيمي القاعدة والدولة هما تنظيمان إرهابيان، أما الحوثيون فهم جيران المملكة، ويمكن التفاوض معهم». وأضاف أيضا أنه متفائل بالمفاوضات المتواصلة في الكويت بين الحوثيين والحكومة الشرعية. وأكد الجبير أنّ هناك تقدما ملحوظا فيما يتعلق ببعض القضايا العالقة، لكن لا تزال هناك خلافات حول مسائل أخرى.

 

حيث شارك الجبير عبر هاشتاق #الجبير_الحوثيين_جيراننا: قائلاً: "سواءً اختلفنا أو اتفقنا مع الحوثيين، فإنهم يظلون جزءًا من النسيج الاجتماعي لليمن، بينما داعش والقاعدة تنظيمات إرهابية يجب عدم ترك المجال لهم للبقاء، لا في اليمن ولا في أي مكان آخر في العالم".

 

وجاءت تصريحات الجبير بعد لقاءات ومصالحات أمتدت لأشهر بين السعودية والحوثيين ووقف أعمال القتال في الحدود ، وبعد أن أثنى ناطق الحوثيين محمد عبد السلام على السعودية في أكثر من مقابلة ، ووصفها بالشقيقة والجارة ، وأنه كان هنالك سوء فهم بين جماعته والسعودية  .

 

مفاوضات الكويت

ويواصل وفد طرفي الانقلاب الحوثي وصالح مراوغتهما في مفاوضات الكويت النكوص على الاتفاقات في مجمل القضايا التي اقرت بحضور المبعوث الاممي اسماعيل ولد شيخ.. بعد اتفاق على تشكيل ثلاث لجان للأفراج عن المعتقلين والمختطفين ولجنة استعادة الدولة والمسر السياسي ولجنة عسكرية وامينة".

 

فيما اكدت مصادر في المفاوضات ان طرفي الانقلاب يهدفون من مفاوضات الكويت التوصل الى حل سياسي يمكنهم من العودة الى السلطة و شرعنة الانقلاب.

في المقابل، يشدد الوفد الحكومي على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن والمرجعيات المتفق عليها، ويجدد تأكيده على أن "أي نقاش خارج هذه المرجعيات، فهو أمر مرفوض".

 

وأكد الوفد، خلال جلسة اليوم، أنه "جاء إلى الكويت بناء على اتفاقات معلنة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وليس للدخول في مناقشات خارج هذا الإطار"، لافتاً إلى أن "مسار استعادة مؤسسات الدولة وتسليم السلاح والانسحاب من المدن، يجب أن يكون قبل أي نقاش سياسي".

واستعرض الوفد الحكومي، وفقاً للمصادر، الحالة الاقتصادية للبلد، والتي وصفها بأنها "تقترب من حافة الانهيار"، بسبب السياسات الاقتصادية المدمرة التي تنتهجها الميليشيات في إدارة الدولة عبر نهب الموارد العامة وتعطيل حركة الاقتصاد وطرد راس المال الوطني وسياسات السوق السوداء"

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد ابدى في تصريحه "أمله في التوصل إلى تسوية سياسية".

وتواصل مليشيات الحوثي وصالح على الارض خرقها للهدنة بقصف الاحياء السكنية واستهداف مواقع الجيش والمقاومة وحشد مقاتليها محاولة منها التقدم والسيطرة على مناطق اخرى .

 

الاستعداد لتحرير صنعاء

 

محللون سياسيون تناولوا ابعاد تصريحات الجبير.. حيث نقل الصحفي اليمني عبدالرقيب الهدياني تحليل لصديقه الدبلوماسي قال ان "حديث الجبير عن اولوية الحرب على القاعدة يعني الحديث عن ضرورة تسوية الملعب في الجنوب بعد استشعارهم وجود لعبة قذرة تتناقض مع اهداف التحالف.. "وأضاف " ستضع الرياض يدها على الجنوب من باب محاربة القاعدة لإزاحة اللاعب العابث ثم تتفرغ للحوثي.. فتحرير الجنوب من اول يوم كان واضحا انه لكي يكون منطلقا لتحرير الشمال."

 

واكد" ايقنت السعودية انها لن تستطيع انهاء الحرب مع الحوثي وهي معركتها الاهم في ظل وجود الفوضى في الجنوب وهناك من يخرب تقدمها شمالا ويطعنها من الخلف بما يضرب اهم اهداف عاصفة الحزم عبر افتعال الاغتيالات مرة واخرى بتعطيل تطبيع الحياة واغلاق مؤسسات حيوية كالمطار والميناء واخيرا ورقة الترحيل للشماليين بما تعني خدمات كبرى للانقلابيين الذين استغلوا مشاعر السخط وشنوا هجومهم المباغت على كرش لحج امس الخميس."

 

وقال المفكر والمحلل السياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي في تغريدة على حسابه في تويتر "تصريح الجبير بأن ( الحوثيين جيراننا) هل هو كلام سياسه أم تغيير سياسه ؟ إذا كان الأول فمن الممكن تجاهله ، أما إذا كان الثاني فعندنا مشكله !!!"

وقال السياسي السعودي كساب العتيبي ل في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر": "الوزير "الجبير" مُطالب بتفسير تصريحه الذي يتناقض وسياسة بلدنا التي شنّت عاصفة الحزم للقضاء على ميليشيا إيران الحوثية"

 

خطان متوازيان

 

وتزامنت تصريحات الجبير الإيجابية تجاه الحوثي مع تصريحات مهددة بالحسم من عسيري ، سياق طبيعي لرغبة السلام وجاهزية البديل.. حيث أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العميد ركن أحمد عسيري وجود تحديات كبيرة وفجوة بين الأطراف اليمنية المتحاورة في الكويت.

وأوضح في حوار أجرته معه صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الأزمة اليمنية باتت على مفترق طرق، إما السير باتجاه السلام أو العودة إلى المربع الأول، في إشارة منه إلى مربع العمليات العسكرية

ولفت عسيري، بحسب ما نقلته "عكاظ"، عن الصحيفة الأمريكية، إلى أن الجيش اليمني على أتم الاستعداد لاقتحام وتحرير صنعاء إذا فشلت المفاوضات الجارية في الكويت.

 وأضاف أن تلك التحذيرات ألقت ضغطاً كبيراً على وفد الحوثيين خلال الاجتماع في العاصمة الكويتية، مشيرا إلى أن هناك خطين يعملان بشكل متواز بشأن الأزمة، وهما المفاوضات الدبلوماسية والعمليات العسكرية.

 وقال المتحدث باسم التحالف: «أحد الخطين سيصل إلى النهاية، ونحن نأمل نجاح المفاوضات، ولكن في حال تعثرها لدينا قوات تحيط بالعاصمة صنعاء، وسوف تحرر قريباً، ونحن نعلم ما سنفعل، وأمن اليمن سيكون إما دبلوماسيا أو عسكريا»

 

ولا يمكن فصل ما يحدث في اليمن عن سياقه الاقليمي والدولي.. حيث اجبرت الهيمنة الايرانية الوحشية على الشرق الاوسط والتدخل في شؤون دول المنطقة خطر ذلك على الامنين العربي والاسلامي تدخل المملكة العربية السعودية لوقف ذلك الخطر وتلكم الهيمنة التي خلفت حروباً منسية ودولاً مدمرة في سوريا والعراق وفوضى في لبنان وانقلاباً على الشرعية  دمر الشعب والدولة في اليمن. فكانت عاصفة الحزم في مارس 2015م بقيادة السعودية بطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي كسر هيمنة ايران ومليشياتها.

كما تعد عاصفة الحزم طريقاً جديداً للمملكة للخروج من العباءة الامريكية.. وتحركاً جديداً للذهاب بالمملكة الى مستقبل بناء القوى والتحالفات بعد سياسة الانكماش المتدرج الذي اتخذتها الولايات المتحدة الامريكية من الشرق الاوسط تاركة دول مدمرة في العراق وسوريا وحل عقدة الاتفاق النووي الايراني ضمن استمرار مشروع التخادم بين الطرفين والوقوف مع مصلحة ايران في دول المنطقة .

 

ضغوط على المملكة

جاءت زيارة الرئيس اوباما الاخير للسعودية وعقد مشاورات مع المملكة سلمان حسب محللين سياسيين لممارسة ضغوطات على المملكة وعملية ابتزاز تتعلق بملف مكافحة الارهاب الذي تعتبر امريكا نفسها القائد الموجه لمحاربته .

وتهدف الولايات المتحدة من هذه الضغوطات تمكين الحركات الشيعية التابعة لايران  لخلق حركة توازن وهذا غير مقبول من قبل العاهل السعودي.

ومع ذلك تبدوا سياسة المملكة السعي  لتوسيع النفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط .

وعلاوة على ذلك تخشى المملكة أن تكون معزولة من قبل الولايات المتحدة في المستقبل القريب بسبب العلاقات المتوترة جزئيا، خاصة بعد تطبيع الولايات المتحدة علاقتها جزئيا مع إيران في يوليو 2015 ضمن خطة شاملة تحمل اسم JCPA الاتفاق النووي مع إيران، وفي الآونة الأخيرة.

 

وبناء على ما سبق تظل معركة تحرير اليمن من الانقلاب واستعادة الشرعية ومؤسسات الدول خياراً استراتيجي للمملكة رغم بعض الاجندة التي تمارسها دولة في التحالف مخالفة اجندة المملكة في عملية التحرير.