آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-02:37م

أدب وثقافة


سورية كردية تكتب الرواية الاولى عن الحركة الاحتجاجية في بلادها

السبت - 03 نوفمبر 2012 - 12:29 ص بتوقيت عدن

سورية كردية تكتب الرواية الاولى عن الحركة الاحتجاجية في بلادها
تختم الروائية السورية بالقول "أما موقفي السياسي فهو العقد الذي اتفق عليه أغلب السوريين وهو المواطنة. أنا مع سوريا للجميع

a f p

 صدرت حديثا رواية "طبول الحب" للكاتبة السورية الكردية المقيمة في باريس مهى حسن، والتي تعتبر الرواية الأولى حول الحركة الاحتجاجية في سوريا المستمرة منذ ما يقارب عشرين شهرا.

وتحدثت مهى حسن لوكالة فرانس برس برس عن "طبول الحرب" قائلة انها رواية "ترصد المجتمع السوري، خاصة في مدينتي دمشق وحلب أثناء الثورة، وتروي بعضا من مواقف النخبة السورية" حول الاحتجاجات التي انطلقت في منتصف اذار/مارس 2011، علما ان احداث الرواية تبدا في العام 2010 وتنتهي في الشهر الثالث من العام الجاري، بحسب الكاتبة.

وردا على سؤال حول الدافع لكتابة هذه الرواية تجيب "ليس هناك سبب مباشر لكتابتها، سوى اجواء الثورة ذاتها".

وتضيف "البطلة تعيش في فرنسا، وبسبب موجة الربيع العربي، تقرر مع طلابها الإعداد لحلقات بحث عن تعثر الربيع في سوريا . يبدأ الأمر كبحث، وينتهي بحاجة البطلة إلى الذهاب إلى سوريا للتعرف على ما يجري وفق رؤيتها، لا وفق ما ينقل من هنا وهناك من مواقع متضاربة".

وبحسب مهى حسن، فان هذه الرواية "تكاد تكون فرضت نفسها علي، وهذا ما يحدث للبطلة ايضا اذ ان هناك اشخاصا يصرخون في رأسها، وهو ما حدث لي، شعرت بأني اعيش تحت ثقل السوريين الذين يصرخون بداخلي..كنت مضطرة لكتابة اصواتهم".

لا تعتبر مهى حسن ان الكتابة عن واقع لم تنته فصوله بعد هو خطأ، وتقول "انا لا اكتب بحثا اجتماعيا او دراسة فكرية، انا اصنع رواية، اي اجتهد فنيا، وعملي قائم ليكون حالة فنية جيدة او رديئة بمقاييس الفن، لا بمقاييس السياسة او الواقع".

وترى الكاتبة ان تجربتها في هذه الرواية مختلفة جدا عن كل اعمالها السابقة، "هناك مثلا تقنية الفيسبوك ..والتعليقات التي تكتب عليه، والماسنجر وحواراته العامية، كما اني ادرجت مقاطع من الصحف وبعض اخبار التلفزة".

وتعتبر مهى حسن ان روايتها تندرج في اطار الرواية التخيلية اكثر من كونها توثيقية، رغم انها تنطوي على "الكثير من العناصر الواقعية، كأسماء الناشطين والمعتقلين والمجازر".

وتقول "أنا أعتقد أن لي شركاء في كتابة هذه الرواية، هم أصدقائي الذين كنت أتفق مع بعضهم وأختلف مع بعضهم الآخر. حواراتنا وقصصنا وهواجسنا، دخلت في الرواية".

واستدركت الكاتبة بالقول "لا أنكر أني كتبتها تحت ضغط نفسي كبير، بسبب أخلاقية الموقف مما يحدث، فأن تكتب رواية تخيلية خالصة، تستطيع فيها مثلا أن تحلل الجريمة، مختلف عن أن تكتب عن حدث واقعي، يقع لأشخاص تعرفهم، وتتعاطف معهم".

وتقول "حاولت الانتصار للفن بداخلي وتحييد نفسي وترك الروائية بداخلي تشتغل، لا أعرف إلى أي حد حافظت على استقلاليتي، لكنني أعتقد أنني أقدم وثيقة مهمة عن أوضاع الثورة السلمية قبل عسكرتها، إلى جانب شرح طبيعة البيئة السورية قبل الانتقال إلى المواجهات العسكرية ولكن بأسلوب روائي غير مباشر".

وحول وجود الأكراد في روايتها تقول "لا يمكن التحدث عن المجتمع السوري دون ذكر الأكراد كجزء من المكون السوري. نعم هناك وجود للأكراد، وكذلك للمكونات السورية الأخرى، وقد حاولت في الرواية ضم وجمع هذه التكوينات".

وتصف الكاتبة نفسها بانها "مزدوجة الهوية"، اذ ان "الهوية الكردية بالنسبة لي تكوين نفسي وروحي يغذي مخيلتي الإبداعية، أنا أكتب وأفكر باللغة العربية، لكن اللغة الكردية هي مصدر إلهامي، عبر الأشخاص الذين أسسوا حالتي السردية اللاشعورية".

وتختم الروائية السورية بالقول "أما موقفي السياسي فهو العقد الذي اتفق عليه أغلب السوريين وهو المواطنة. أنا مع سوريا للجميع، ومع الدعوة إلى استعادة تسمية سوريا كما كانت عليه "الجمهورية السورية". لست من دعاة الانفصال، ولا يمكنني العيش خارج سوريا تعددية للجميع، وهنا يكمن ثراء سوريتنا وقوتها، عبر هذه الفسيفساء الجمالية المتنوعة".

وللكاتبة مهى حسن مجموعة اعمال منها "حبل سري"، "اللامتناهي، سيرة الآخر"، و"لوحة الغلاف"، و"تراتيل العدم".