كان في مدينتنا
قاضي شجاع وجسور ذات بنية جسمانية كبيرة
يتصف بالعدل والإنصاف، بالحزم والعزيمة، لايهاب أحدا ولايخاف متنفذ، أو سلطان
سيفه العدل ،وسلاحه الحزم .وصفته الحق
فبينما كنا نتحدث قال: مازحا هل لديك اقوااال اخرى ؟
فهو معروف بدقة مواعيده والتزامه بنظامه اليومي
قلت لا ياسيادة القاضي
قال يا بني لقد ضاع الحلم وارخى الظلام بسدوله في أرض تلونت بلون الدم.
ولم يعد يا بني في البشرية ضمير، لقد ضاع الوفاء ، واختفى الأمان، وانحجب الحب في زوايا الأنين ، وحبست الأخلاق بين جدران الرذيلة.
يا بني إلا تراء وضع مدينتنا
كل يوم لا تخلو من القتل، والعبث، والظلم، والإرهاب
اتخذوا من الإسلام جلباب، ومن الدين حجاب ، يقولون الله أكبر ويقتلون المسلمين، هم الربانيون وغيرهم أهل الضلال.
فقلت مقاطعا ياسيدي القاضي إلا تشاهدون الخراب إلا تعرفون المخربين والمفسدين
سيدي هل سمعتم عن الإرهاب، ماذا يعني الإرهاب؟ من الإرهابيون ،أين هم الإرهابيون
أين أنت سيدي القاضي
هل تسمعني ،سيدي أين أنت، أين أنت
لقد خطفه الإرهاب، لم يعد هناك قاضي
سمعت صدا صوت يردد في مخيلتي . قتل القاضي ،قتل القاضي
أسمع صياح، وبكاء، وعويل، ونواح،
امرأة أرملة، وبنات وأولاد أيتام، وأمهات ثكالى، واباء مكظومون
ومجتمع ينتظر دوره واحد بعد آخر.
أيقنت أن القاضي لن يعود، لقد مات العدل، وبقي الإرهاب .
