آخر تحديث :الثلاثاء-28 مايو 2024-06:11م

رياضة


الوجه الآخر للكلاسيكو..ثنائي محوري مشاركته ضرورية مع برشلونة والريال

الأربعاء - 30 مارس 2016 - 06:21 م بتوقيت عدن

الوجه الآخر للكلاسيكو..ثنائي محوري مشاركته ضرورية مع برشلونة والريال
الأوراق الرابحة للمدربين في الكلاسيكو

((عدن الغد)) العربي الجديد:

تتجه بوصلة الأحداث الرياضية إلى الكلاسيكو الكبير، برشلونة وريال مدريد في لقاء منتظر على أرضية ملعب كامب نو، ضمن قمة الأسبوع من الدوري الإسباني، ورغم فارق النقاط بين الفريقين، إلا أن هذا اللقاء يحتفظ برونقه الخاص، ويصر على تواجده كإحدى أهم مباريات الموسم، في ظل تواجد زيدان على رأس الطاقم الفني للريال، في مواجهة عدوه القديم، لويس إنريكي، قائد برشلونة لاعبا ثم مدربا.

ويتفق الجميع على قيمة النجوم في الجانبين، بنزيما، بيل، وكريستيانو في ريال مدريد، مع ميسي، سواريز، ونيمار في برشلونة، أو كما يُطلق عليهم إعلاميا وجماهيريا، BBC ضد MSN. وفي مثل هذه المباريات، يسجل المهاجمون أهداف الحسم أمام الكاميرات، لكن هناك عملا تكتيكيا بارزا تقوم به أسماء أخرى في الخلف، بعيدا عن الزخم والاستعراض المطلوب أو المبالغ فيه.

ما وراء ميسي
يقدم ميسي مستوى إعجازيا رفقة لويس إنريكي، هو الكل في الكل هجوميا، يأخذ الجانب الأيمن من الملعب، يستلم الكرة على الطرف، ويدخل بشكل قطري إلى العمق، يمرر كرات بالجملة إلى المهاجمين، ويساهم في صناعة الفرص والأهداف، بالإضافة إلى قيامه بدور محوري في جعل نيمار وسواريز أكثر نجاعة أمام مرمى المنافسين.

لا يلعب الأرجنتيني بمفرده هجوميا، بل يسانده باستمرار الظهير البرازيلي داني ألفيش، الرقم 6 هو ظهير وهمي بدرجة لاعب ارتكاز، لأنه ينطلق دائما إلى منطقة الوسط، يملأ الفراغات بجوار ليو، ويجعل نسبة الاستحواذ على الكرة أكبر وأشمل، لذلك تعتبر جبهة "ميسي-ألفيش" هي الأهم والأخطر في تكتيك لويس إنريكي.

لكن بدون لاعب ثالث، لن تنجح المعادلة أبدا، والكرواتي إيفان راكيتيتش هو المختص بالأدوار "القذرة" خططيا، والقصد هنا ليس الضرب أو اللعب العنيف، بل التغطية المستمرة ومعالجة أخطاء الرفاق، من أجل جلب عنصر التوازن أثناء لعبة التحولات، العنصر الأهم في الكرة الحديثة، عند نقل الهجمة من الدفاع إلى الهجوم، والعكس.

تيتش
"إيفان لاعب متكامل، يقدم لنا الإضافة في منطقة الوسط، بالإضافة إلى قوته البدنية التي نحتاجها في المباريات الصعبة"، هكذا يصف لوتشو لاعبه بعد مباراة فياريال في المدريجال، لأن الكرواتي لم يستنسخ دور تشافي في برشلونة، لأنه يعلم جيدا أن هذا محال، لكنه استفاد من قدراته الخاصة، ووفر الغطاء والحماية للنجم رقم 10، مع مساندته الدفاعية لألفيش على اليمين.

دور راكي لا يقتصر على التغطية أو المساندة، بل تحركاته سر اختلافه، لأنه يتحرك دائما بشكل عمودي من الخلف إلى الأمام، مما يجعل دفاع المنافس في وضعية صعبة، إما الوقوف أمام الحركة غير المباغتة، وبالتالي ترك الفراغ اللازم لانطلاقة ميسي أو سواريز، أو التركيز على النجوم الكبار وإفساح المجال أمام الكرواتي للضرب.

بعد ثلاثي الهجوم، يأتي راكيتيتش في المركز الرابع على مستوى تسجيل الأهداف وصناعة الفرص، ويمثل الراقي حجر أساس في تكتيك برشلونة بالكلاسيكو، لأنه أكثر لاعب في المنتصف قادر على مواجهة الاندفاع البدني المدريدي، واللاعب الذي سيعود كثيرا للخلف، من أجل تطبيق ثنائية الرقابة أمام رونالدو بالتعاون مع داني، أي هو العنصر الأساسي الأول داخل أفكار إنريكي.

ريال زيزو
يلعب ريال مدريد مع زيدان بنجاعة هجومية واضحة، هو فريق يفكر أولا في المتعة، لذلك يسجل أهدافا غزيرة تحت قيادة الفرنسي، ويمتاز بتنوع تكتيكي واضح، من 4-3-3 في الحالة الهجومية إلى 4-4-2 أثناء الدفاع، معتمدا على سرعة وقوة لاعبيه سواء في حالة الحيازة أو بالدفاع بعيدا عن الكرة.

وتكمن المشكلة الوحيدة للميرينغي حتى هذه اللحظة، في صعوبة تكوين شخصية حقيقية للفريق، نتيجة تغيير المدربين باستمرار، وعدم الثبات على فلسفة واحدة لفترة طويلة كما يفعل برشلونة، لذلك يقدم الملكي كرة هجومية منقوصة بعض الشيء، بالإضافة إلى عدم استمتاعه بالدفاع كما تفعل فرق أخرى كالغريم أتليتكو مدريد، أي أن فريق بيريز يعتبر في المنتصف، بين إرث بارسا وحاضر الروخيبلانكوس.

وأمام فريق مثل برشلونة، في الغالب سيلعب زيدان بثلاثة لاعبين دفعة واحدة في المنتصف، حتى لا يقع في هفوة بينيتيز التي قضت عليه في الذهاب، حينما ترك الارتكاز إلى برشلونة، ولعب بعدد كبير من اللاعبين في الهجوم دون رابط بين الخطوط، وثلاثية "كاسيميرو، مودريتش، وكروس" هي الأنسب.

الألماني
يمتاز البرازيلي بقوته في الشق الدفاعي، يلعب أمام الرباعي الأخير، يقطع الكرات ويمنع الهجمات من الوصول إلى مرمى نافاس، بينما يتكفل الكرواتي مودريتش بدور لاعب الوسط الهجومي، والذي يستلم الكرات من الخلف وينقلها إلى الأمام، سواء بالتمرير الطولي أو المراوغة والانطلاق، مع براعته في التسديد من بعيد، كهدفه الرائع في مرمى غرناطة بالدوري.

لكن لا يحصل أبدا توني كروس على حقه الطبيعي، رغم أنه يمتاز بصفات غير متوافرة في معظم لاعبي الريال، فيما يتعلق بعملية تدوير الكرة وضبط إيقاع اللعب أثناء المباريات الكبيرة، لأن توني لاعب وسط رقم 6، أي ارتكاز مساند على الدائرة، يربط بين الدفاع والهجوم، ويقوم بدور صانع الهجمات من منطقة الوسط.

لعب كروس كثيرا في غير مركزه، ومع عدم قيام مهاجمي الريال بالدور الدفاعي، انكشف الألماني وعانى كثيرا مع أنشيلوتي، ثم بنيتيز وزيدان، لكن بمشاركة كاسيميرو خلفه، يستطيع كروس أداء مهامه الرئيسية بنجاح، وأمام منافس بقيمة بارسا، يحتاج فريق العاصمة إلى لاعب وسط يتحكم في وقت وسرعة الهجمات، ويغطي باستمرار بجوار مارسيلو خلف رونالدو المتقدم، لذلك يجب أن يلعب أساسيا في الكلاسيكو.