آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-06:17م

اليمن في الصحافة


تحالف «عاصفة الحزم» حقق أهدافه في وقت قياسي

الإثنين - 28 مارس 2016 - 10:30 ص بتوقيت عدن

تحالف «عاصفة الحزم» حقق أهدافه في وقت قياسي
قوات الجيش اليمني في أحد المعسكرات في محافظة شبوة

الامارات اليوم

أجمع مسؤولون وسياسيون وعسكريون يمنيون على أهمية الدور الذي لعبته «عاصفة الحزم» لدول التحالف العربي، التي انطلقت في السادس والعشرين من مارس 2015م، بقيادة المملكة العربية السعودية، استجابة لطلب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الانقلابية التي كانت ولاتزال أداة في يد قوى خارجية لم تكفّ عن العبث بأمن واستقرار الجار الشقيق.

وأكد في آراءهم، أن دول التحالف العربي، لبّت نداء الأخوة والدين والعروبة، ووضعت حداً للأطماع الفارسية والأجندة الإيرانية التي كانت تنفذها ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح بهدف السيطرة على باب المندب، للتحكم في الممر الدولي للتجارة العالمية، وتشكيل قوة تهدّد أمن الخليج العربي والسلم العالمي بشكل عام.

القرار الصعب

وقال مستشار الرئيس اليمني للشؤون الإعلامية، نصر طه مصطفى، «إن طلب الرئيس اليمني من أشقائه في الخليج والجامعة التدخل عسكرياً لإنهاء التمرد الحوثي كان صعباً، لأن الانقلابيين لم يتركوا له خيارات أخرى، ولم يدر في خلدهم أن هناك إمكاناً لتدخل عربي أو دولي لمساندة الشرعية، فقد كانوا يتكئون على تقديراتهم الخاطئة من ناحية، وعلى وعود غامضة من المبعوث الدولي السابق، بإمكان التعاطي مع إعلانهم الدستوري وتشكيل مجلس رئاسي كبديل عن سلطة هادي».

وأشار إلى أنه في المقابل لم يكن من السهل على السعودية ودول الخليج اتخاذ قرارها بالتدخل العسكري، حتى وإن كان بناء على طلب من الرئيس المنتخب لليمن. بالتأكيد كان قراراً صعباً جداً ليس فقط لأنه غير مسبوق بالنسبة اليها، بل كذلك لغموض ردود الفعل الإقليمية والدولية، مؤكداً أن قرار التدخل العسكري ضروري لإنقاذ اليمن، والحفاظ على أمن واستقرار الإقليم والمنطقة.

ولفت إلى أن «عاصفة الحزم»، وخلال أسابيع محدودة، بدأت تحقق أهدافها المرجوة في كسر شوكة ميليشيات الحوثي وصالح، ودعم صمود المقاومة الشعبية التي كانت قد بدأت تتشكل للتو في عدد من المحافظات اليمنية. وإلى جانب الإنجاز الميداني على الأرض، مضت الدبلوماسية الخليجية، وفي مقدمتها السعودية، بهدوء شديد وكفاءة عالية في رص المجتمع الدولي حول مشروع القرار ٢٢١٦ الذي صدر في النصف الأول من شهر أبريل الماضي بأكثرية ١٤ دولة في مجلس الأمن وتحفّظ روسيا، وأصبح هو أساس الحل السلمي للقضية اليمنية.

أهم الأهداف المحققة

بدوره، قال مساعد وزير الدفاع اليمني، اللواء عبدالقادر العمودي، إن انطلاق عاصفة الحزم جاء بتخطيط محكم وحققت أهدافها باقتدار ونجاح كبيرين، وأسهمت في تثبيت وإعادة الشرعية التي انقلبت عليها ميليشيا الحوثي وأعوانها من قوات المخلوع علي صالح.

وأكد اللواء العمودي أن أهم الاهداف التي حققها التحالف في عمليات «عاصفة الحزم»، هو السيطرة على البحر الاحمر وخليج عدن، وقطع مخططات الاطماع الايرانية، التي كانت تطمح الى السيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي المهم الذي يطل على المياه الاقليمية والدولية، ويعتبر ممراً مهماً لكل دول العالم.

وأشاد اللواء العمودي بقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، على دعمهم ومواقفهم الشجاعة والبطلة من خلال تقديم كل انواع الدعم للحكومة الشرعية، واعادة تأهيل وبناء المؤسسة العسكرية والأمنية، وفق أسس علمية وعسكرية حديثة، وان يكون ولاؤها للوطن لا للأشخاص أو الأفراد أو جماعة.

ذكرى تاريخية ومفصلية

من جانبه، اعتبر محافظ العاصمة المؤقتة عدن، اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، هذه المناسبة، أنها ذكرى تاريخية ومفصلية في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، لا تقلّ أهمية عن تلك الملاحم التي سطرها السابقون، عندما كسروا جبروت الغزاة الطامعين في مواقع تاريخية عدة سطرتها كتب التاريخ القديم، أمثال موقعة «عين جالوت» و«حطين»، وغيرها من المعارك المفصلية، التي عصمت فيها الأمة العربية والإسلامية بتلاحمها وشجاعة وبسالة قادتها من الانكسار، وردّت أعداءها، بفضل من الله ونعمة، خاسرين منكسرين يجرون خلفهم أذيال الخيبة والهزيمة إلى غير رجعة.

وقال: «قبل عام من اليوم وبنخوة العربي الأصيل وشجاعة المؤمن لبى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية نداء الاستغاثة، الذي بعثه إليهم أخوهم الأخ رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، ليدفعوا الشر الفارسي وأعوانه بعيداً عن بلادنا العربية إلى غير رجعة، فكانوا لنا نعم المغيث، وكنا لهم نعم المستغيث والمعين».

إعادة الروح إلى الجسد

وجسّد المحلل السياسي منصور صالح ما حققته «عاصفة الحزم» وبعدها «إعادة الأمل» بعودة الروح الى الجسد العربي، وقال: «(عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) حققتا نصراً عسكرياً كبيراً، لكن الأهم هو النصر السياسي والمعنوي الذي أعاد للامة العربية الامل في استعادة أمجادها، كما أعاد اليها ثقة مفقودة بقدرتها على ردع المتطاولين من خصومها وبكفاءة عالية وغير مسبوقة».

وأكد أن العاصفة قد غيرت وستغير من نظرة قوى التجبر والعدوان، التي تستهدف الامة العربية والاسلامية وعقيدتها، لتدرك ان الزمن قد تغير وأن الأمور عادت الى الوضع الطبيعي، الذي ينبغي أن تكون عليه، بعد أن كادت تموت بفعل ما عاناه النسيج العربي سابقاً من تمزق وشتات، مضيفاً أن العاصفة جاءت لتجمع الأمة العربية في فضاء واحد وميدان واحد، دفاعاً عن كرامتها وأمنها ومستقبلها.

تحولات جذرية هائلة

من جانبه، قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن التحالف العربي حقق معظم أهدافه الاستراتيجية بتحرير ثلثي أراضي البلاد، واعادة السلطة الشرعية الى الوطن، وتدمير الترسانة العسكرية للانقلابيين، مشيراً إلى أنه بدأ بعد ذلك بعملية واسعة للإغاثة، مع مواصلة ممارسة ضغوط عسكرية هائلة على أبواب صنعاء.

وأضاف «في اعتقادي ان ما بعد 26 مارس ليس ما قبله، هناك تحولات جذرية هائلة تحدث في اليمن بفضل التدخل العسكري للتحالف»، مشيراً إلى أن هذه التحولات تمثلت في إنهاء النفوذ الإيراني وانهاء مظاهر التهديدات المستقبلية للدولة اليمنية والمنطقة، ووفرت فرصة مهمة لالتقاء اليمنيين على مشروع جامع، وانفتاح الباب امام علاقات استثنائية مع مجلس التعاون الخليجي.