آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

أخبار وتقارير


في ندوة لتحالف رصد بمجلس الامم المتحدة ...المرأة اليمنية تعيش وضعا كارثيا هو الاسوء على مر التاريخ

الثلاثاء - 08 مارس 2016 - 12:09 م بتوقيت عدن

في ندوة لتحالف رصد بمجلس الامم المتحدة ...المرأة اليمنية تعيش وضعا كارثيا هو الاسوء على مر التاريخ

جنيف / خاص :

نظم التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان ندوة حول وضع النساء في اليمن اثناء النزاعات المسلحة مساء اليوم الاثنين في مقر مجلس حقوق الانسان بجنيف.
وتناول  الامين العام للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي مدير برنامج اليمن في المنظمة العربية لحقوق الانسان نبيل عبد الحفيظ انعكاسات الانقلاب على السلطةوالصراع في اليمن على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى ان العدد التقريبي للنازحين داخليا بسبب الحرب بلغ 3مليون نسمة، فيما وصل عدد المهاجرين خارج اليمن بسبب الحرب 120 الف نسمة.
ووصل مستوى الفقر في اليمن الى اكثر من 81% من عدد السكان وهو مايعني ان قرابة 21.5 مليون نسمة اصبحوا تحت خط الفقر.
واوضح عبد الحفيظ ان التقديرات الاخيرة تشير الى دخول مايزيد عن 14مليون نسمة في مرحلة انعدام الامن الغذائي، وان قتلى وجرحى الصراع من المدنيين خلال عام ونصف وصل الى قرابة 10000مواطن ومواطنة، وان نسبة 30%منهم  اطفال ونساء.
وقال "يصل عدد الجرحى والمصابين الى اكثر من 25الف مصاب وجريح، وهناك قرابة تسعة الاف مواطن معتقل او مخفي قسريا معتقلا خارج اطار القانون مع الاستخدام لهم كدروع بشرية، وان قرابة 85%من القتلى والجرحى تتحمل القوى الانقلابية (الحوثي _ صالح)المسئولية عنهم" .
واشار الى تفشي الامراض والاوبئة بسبب انعدام الدواء وتوقف المرافق الصحية مما ادى لوصول عدد المصابين بحمى الضنك لاكثر من 22الف حالة بالاضافة لتزايد اعداد المصابين بالسرطانات وامراض الكبد والسكر ووفاة عدد كبير من المصابين بسبب هذا الحصار الجنوني.
وذكر نبيل عبد الحفيظ ان عدد الاطفال المتسربين من التعليم قد تضاعف بسبب حالة الصراع والحرب الداخلية الى قرابة 4.5طفل وطفلة، وان الاسواء من ذلك الاعداد الكبيرة لتجنيد الاطفال التي تتم من قبل مليشيات الحوثي وصالح والذين قتل عدد منهم في هذه الحرب الموجهة ضد المحافظات التي لم تخضع لقوى الانقلاب وعلى راسها (عدن _ تعز).
وتوقفت اكثر من 70%من مرافق القطاع الخاص من مصانع وشركات وخلافة مما ادى الى ازدياد حالات البطالة بشكل كبير جدا.
واشار الى ان ازدياد اسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية الى قرابة 200%مع ان حجة الانقلاب الاساسية هي ارتفاع نسبي للمشتقات النفطية بسبب الصراع المسلح حدثت هجرة داخلية وخارجية اضطرارية وقد استغل الانقلابيين ذلك لتوقيف مرتبات الموظفين النازحين وتحويل المبالغ الخاصة بتلك المرتبات والاستقطاعات الاجبارية على الموظفين المتواجدين لصالح المجهود الحربي الخاص بهم.
كما تم نهب ميزانية الوزارات والمرافق الحكومية بحجة دعم المجهود الحربي وفرض اتاوات على اصحاب المحلات التجارية الصغيرة ورجال الاعمال او التهديد بالنهب العمدي لهم بصفتهم اعداء.
وتحدثت الناشطة والباحثة الاجتماعية رشا جرهوم عن ارتفاع حالات العنف الاجتماعي التي بلغت بنسبة 70% في ظل فجوة كبيرة في تمويل برامج حماية النساء.
واستعرضت في فيام قصير نماذج لنساء تعرضن لعدد من الانتهاكات جراء قصف المليشيات لمنازلهن في عدن وتعز والظروف الصعبة والمعاناة التي يعشنها واسرهن.
 فيما استعرضت الصحفية والناشطة الحقوقيةبشرى العامري صورة المرأة التي يتناولها الاعلام في ظل الحرب الانقلابية التي اتت لتقضي على كل ما حققته المرأة اليمنية خلال سنوات طويلة وأعادتها إلى حلقة مفرغة تسيطر عليها الصراعات والتجاذبات السياسية، بل وضاعفت من معاناتها وجعلت مصيرها مبهما وسط تجاهل واضح من جميع القوى المحيطة بها، وأغرقتها في دوامة من العنف كانت هي ضحيتها الأولى.
واشارت الى ان مليشيا الحوثي والمخلوع صالح تقوم  الاعتداء على النساء بشكل مباشر في اكثر من مسيرة احتجاجية منذ انقلابهم على السلطة, وانه تم قمع كل المسيرات بعدها لكن المرأة اليمنية لازالت تصر حتى اليوم على الخروج بين الحين والاخر مؤكدة على رفضها للاستسلام لتلك المليشيا التي اتت لسلبها كل حقوقها عنوة .
واشارت العامري الى تناول عددا من التقارير الإخبارية المتعلقة بوضع المرأة في اليمن، بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في سبتمبر 2014 ، وتعرض النساء للتحرش اللفظي والجنسي، ومنعهن من العمل، ونالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل ميليشيات الحوثي في المدن والمؤسسات التي يسيطرون عليها، أو التظاهرات التي يشاركن فيها، وتنوعت بين المضايقات والتحرشات والاعتداءات، وأكدت ناشطات على أن الحوثيّين أشدّ بشاعة ممّن سبقوهم، نظرا لأنهم يخططون للتضييق على المرأة, واعادتها قسرا الى المنزل والقضاء على اي نشاط مجتمعي او سياسي لها.
وقالت "باتت الحرب تهدد حقها في الحياة، وتعرضها للتشريد والتهجير، والمداهمات، وغيرها من الانتهاكات، فضلا عن انتهاكات أخرى من بينها تسرب آلاف الطالبات من التعليم، ومخلفات الفقر والبطالة والتسول، وغياب ضمانات نجاح أي حوار بين القوى الوطنية، تحت سلاح الميليشيات".
متطرقة الى زيادة معاناة المرأة في ظل انقطاع الخدمات العامة، مما يدعوهن للقيام بمهمات شاقة في ظل انشغال الرجال بالحرب وبالبحث عن فرص لإعالة أسرهن.

وذكرت العامري ان ملشيا الحوثي وصالح تدير مايناهز السبعمائة سوق سوداء في العاصمة صنعاء فقط حيث يعيش سكانها في ظل ازمة مفتعلة للمشتقات النفطية بمافيها الغاز المنزلي والانقطاع تام للكهرباء فيما تتوفر في تلك الاسواق اسطوانات الغاز باضعاف سعرها , فتلجأ الكثير من النساء الى استخدام وسائل بدائية كنشارة الخشب  أو الكرتون او الفحم لطهي الطعام.
واستنكرت اختفاء دور منظمات المجتمع المدني المتخصصة في قضايا المرأة وهي بالعشرات والتي كانت تضج الساحة اليمنية بالبيانات والتنديدات والوقفات والاحتجاجات لقضايا جندرية وحقوقية, وغابت اليوم فيما المرأة اليمنية تتعرض لابشع انواع الانتهاكات, وتصمت تلك المنظمات بشكل مخجل ومخز دون ان تصدر حتى بيانا واحدا يدين اي انتهاك طال النساء وخصوصا الناشطات والاعلاميات ونساء المجتمع المدني .
وكشفت الصحفية بشرى العامري عن رصد شبكة اعلاميون من اجل مناصرة قضايا المرأة مايزيد عن 30 انتهاكا طال ناشطات واعلاميات ونساء المجتمع المدني تنوع مابين قتل واختطاف وقنص وضرب وملاحقة وتهديد وغيره، منوهة الى ان الحوثيين يصنفون الناشطات والنساء اللواتي يمارسن العمل الحقوقي والنشاط السياسي بالعهر والانسلاخ من الاسلام .
وتطرقت الى تناول الاعلام الموالي للحوثيين المتعمد لتشويه صورة المرأة واظهارها بصورة المرأة الداعمة والمسعرة للحرب والمضحية باولادها ومالها ناسفين بذلك صورة المرأة اليمنية المحفورة في الاذهان منذ زمن الملكة بلقيس النازعة للسلم والتعايش.
وقالت "اصبحت المرأة اليوم تتعرض للتوقيف والتفتيش، وتعاني القتل والاختطاف في الشارع أو المنزل، كما لا يتورع الانقلابيون الحوثيون عن مداهمة البيوت واقتحامها وانتهاك حرماتها، بينما كان العرف القبلي يحافظ على كثير من حقوق المرأة التي لا يوفرها القانون اليمني، حتى وصموا بانهم مرتكبي العيب الاسود والمعروف قبليا ان كل اعتداء على المرأة، مهما كان السبب والمبرر، وتتم معاقبة كل من يقترف هذا الذنب بالمقاطعة التامة من كافة أفراد المجتمع".
وتطرقت العامري الى ماتقوم به النساء المواليات للفكر الحوثي والمنضويات تحت نهجه فيصر الاعلام الحوثي على اظهارهن في صور تدعو للعنف ومواصلة الاقتتال والانتقام فهي تحمل السلاح وتهدد وتتبرع بالذهب والمجوهرات لتمويل ودعم الحوثيين , او تزور مقابر قتلاهم وتؤكد على اصرار المواصلة في تأجيج هذه الحرب حتى النصر, بل ويستخدمن في مداهمة المنازل والاعتداء على النساء والرجال في المظاهرات وضربهم بالهراوات والاحجار وغيرها, وتشويش اي وقفة احتجاجية وفضها ان لزم الامر , كما يستخدمن في مواقع التواصل الاجتماعي من اجل التحريض وبث العنصرية والكراهية والدعوة للجهاد والقتال وشحذ حتى النساء من اجل الموت في سبيل مخططاتهم".

ووصل الامر الى ان يؤكد رئيس المكتب السياسي للجماعة صالح الصماد، في منشور على صفحته بموقع “فيس بوك” على ضرورة اشراك النساء في القتال بحجة إن الجماعة تعاني نقصاً حاداً وحالة من الارتباك في أغلب الجبهات، وأنه لا يمكن الصمود أكثر, واقترح أن تتم الاستعانة بالنساء في تعويض نقص المقاتلين.

واضافت "يعتبر الفكر الحوثي الأكثر تشدّدا ضمن سياق بيئة معادية لحقوق المرأة، وتنطلق ممارساته القمعية للمرأة من معتقد ديني عقائدي بعيدا عن العادات والتقاليد السائدة في البلاد, فالنهج الحوثي لايعترف بدور المرأة السياسي والنشاط الحقوقي البتة ولاتوجد في صفوف قياداته نخبة نسوية اطلاقا وهو يستعين حاليا في اي نشاط سياسي له محليا او دوليا بنساء مستأجرات من توجهات اخرى مختلفة لتحقيق مكاسب خاصة, وماتقوم به النساء حاليا في مكتبهم السياسي هو من باب تسهيل وتسيير العمل الدعوي والحشد بين اوساط النساء, ويستخدمن ايضا في الاعتداء على المتظاهرين نساء ورجال وفي مداهمة بعض البيوت مؤخرا".
واختتمت ورقتها بان المليشيا الحوثية تصادر معظم حقوق المرأة في كثير من ابسط حقوقها ولاتمنحها اي مناصب قيادية او ريادية في حركتها ولا تقود اي عملية سياسية بل يستعينوا ان لزم الامر بنساء من خارج المليشياء.
وتناولت الدكتورة وسام باسندوة اوضاع المرأة والطفل في الحرب باعتبارهما الحلقة الأضعف والاكثر تضررا في ظل الحرب والنزاعات المسلحة.
مشيرة الى انه مع انقلاب الحوثيين على السلطة في 21 سبتمبر 2014 وتفكيك مؤسسات الدولة انعكس هذا الوضع الكارثي على المجتمع بكل مكوناته، وخصوصا المرأة والطفل بشكل.
حيث ارتكب الحوثيون وحلفائهم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم فادحة كالقتل العمد والإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي ومنع الخدمات الصحية والتعليمية.
وقالت باسندوة "في الوقت الذي كنا قد وصلنا فيه لما يشبه الإنجاز في قضايا المرأة والطفل، أطلت علينا هذه الجماعة المغتصبة للسلطة، والتي يغيب عن كافة أجهزتها ومكوناتها أي تمثيل أو حضور للمرأة".
واستعرضت أوجه المعاناة التي تطال المرأة والطفل في ظل الحرب المشتعلة وانه وفقا لتقرير حالة حقوق الانسان في اليمن، والذي يغطي الفترة من 1 ديسمبر 2014  إلى 30ديسمبر قد بلغ عدد النساء القتلى (476) فيما بلغ اجمالي الجرحى (1927).
وتم احتجاز (8) نساء في العاصمة صنعاء.
وماتعانيه المرأة في ظل الحرب من جراء فقدان أحد أفراد أسرتها من مآسي الفقر والجوع والخوف ومن أعباء الهجرة والنزوح، وتزايد أعداد الأطفال الذين يموتون يوميا بسبب هذه الحروب.
وبحسب إحصائيات التقرير فإن ميليشيات الحوثي – صالح احتجزت ما يزيد على (176) طفلاً تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسابعة عشرة.
واكدت الدكتورة وسام باسندوة ان الطفل اليمني يتعرض لأبشع انتهاك للطفولة من خلال التجنيد والزج به في النزاعات المسلحة، حيث تم توثيق مقابلات مع ما يزيد (20)  طفلا أسروا من قبل الجيش الوطني الرسمي بمحافظة عدن ، وأسر في محافظة عمران عدد (170) طفلا تتراوح أعمارهم بين الحادية عشرة والثامنة عشرة، وهم يقاتلون في صفوف ميليشيات الحوثي.
ونوهت الى ان الحرب أرغمت النساء على القيام بمهمات إضافية في رعاية العائلة وتضطر المرأة للعمل حاليا في مجالات محدودة يحتقرها المجتمع.
في ظل غياب أي برنامج حكومي لدعم الأرامل وأطفالهن ، وانعدام مقومات الحياة الطبيعية والاضطرار إلى التنقل والنزوح:
ونوهت باسندوة انه وفق معلومات اليونسيف فإن الأطفال في اليمن يمثلون نصف عدد النازحين داخليا، وأجبرت الحرب حتى يوليو 2015  أكثر
من 3600 مدرسة على الإغلاق.
وتضرر أكثر من 248 مدرسة بصورة مباشرة، وتحولت 270 مدرسة  لأماكن إيواء، وتحتل الجماعات المسلحة 68 مدرسة.
وطالبت الدكتورة وسام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الدولية في حماية الشعب اليمني والمرأة تحديداً.
والعمل على الضغط لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وتوصيل المعونات بشكل عاجل.
مؤكدة ان المأساة الانسانية في اليمن هي الأخطر على مستوى العالم اليوم، والطفل الذي يأن تحت الانقاض أو تحت الحصار، ينتظر شربة ماء أو علاج، ربما قد لايسعفه الوقت للانتظار أكثر قبل أن تصعد روحه.
هذا وتصادف هذه الندوة التي ينظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان اليوم العالمي للمرأة والذي يأتي في ظل وضع مزري ومفزع هو الاسوء الذي تعيشه المرأة اليمنية على وجه التاريخ.