آخر تحديث :الجمعة-31 مايو 2024-07:30م

ملفات وتحقيقات


منطقة (العذاب) من الطريق الساحلي الدولي.. مصيدة رملية للقاطرات والحافلات ومعاناة سائقيها بالساعات

الخميس - 03 مارس 2016 - 07:01 م بتوقيت عدن

منطقة (العذاب) من الطريق الساحلي الدولي.. مصيدة رملية للقاطرات والحافلات ومعاناة سائقيها بالساعات
ساعات متواصلة في الحفر تحت اطارات الحافلات الكبيرة ومعاناة سائقيها بسبب الرمال بمنطقة العذاب الطريق الساحلي الدولي (عدن-حضرموت)- عدن الغد

عدن ((عدن الغد)) خاص:

بعد أكثر من ثمان ساعات متواصلة في الحفر تحت أطارات مركبته الكبيرة وتصفية الرمال الغارقة فيها جلس الاربعيني صالح الشتر سائق القاطرة تحت ضلها والعرق يتصبب من جبينة.


ذهبت اليه وبعد السلام والتحية سألته عن حاله فقاطعني قبل أن أكمل (هذا هو حالي) وقال مواصلا شف الساعة كم الآن وكانت حينها الساعة الثانية ضهرا هل تصدق انني منذ السادسة صباحا وانا هناء (حانب) وفشلت كل محاولاتي في أخراج السيارة وكما تشوف لن نستطيع أخراجها إلا بواسطة (شيول) يقوم بسحبها والشيول يحتاج لمبلغ وقدرة.
ودعته تاركا أياه يعاني مرارة سؤ الطريق.


* (تشابلا) سبب المعاناة:
بفعل كارثة إعصار تشابالا الذي ضرب المناطق الساحلية من محافظتي شبوة وحضرموت بالاضافة إلى محافظة أرخبيل سقطرى في مطلع شهر نوفمبر من العام الماضي 2015م وبسبب الأمطار والسيول الناتجة عنه تعرض الطريق الساحلي الدولي (عدن-حضرموت) لإضرار كبيرة تمثلت في جرف عدد من الجسور وعبارات المياه ووصل الاجمالي التقديري للمناطق المتضررة من الطريق وهي جسر جبل ريدة وجسر الحيبلة والغيل حوالي 1200متر.
ففي هذه المناطق جرفت السيول الطريق كاملا وتحولت تلك المناطق الى جزر رملية صارت فيما بعد كمصيدة لسيارات النقل الكبيرة (القاطرات) وحافلات الركاب والسيارات الصغيرة الذين (تعذبو) كثيرا بسبب غرق سياراتهم في تلك الرمال الكثيفة.


* جهود إصلاح لم تكتمل:
في ضل غياب الدولة بكافة مؤسساتها عن المشهد وعدم وجود الامكانيات لدى فرع مؤسسة الطرق والجسور بشبوة قامت بعض المنظمات الخيرية والانسانية وفي طليعتها جمعية التكافل الانساني مشكورة ببذل بعض الجهد في إصلاح الطريق من خلال تصفية الرمال منه وردمه مما ساعد في مرور السيارات والمركبات والآليات فيه دون أي مشاكل .


* عادت الرمال وعادت المعاناة:
بسبب كثرة الحركة على الطريق على مدار الساعة وبمرور الوقت وبفعل الرياح الموسمية التي تجتاح المناطق الساحلية في هذا التوقيت من كل عام انجرفت طبقة الردم التي تم بها إصلاح الطريق وعادت المشكلة وخصوصا في منطقة جبل ريدة فعادت السيارات وبالذات الكبيرة منها للوقوع في مصيدة الرمال والبقاء بين أحضانها طويلا .


* شرعية (الله يشرعها):
العم ناجي محمد سائق قاطرة نقل بضائع تعرضت سيارته للغرق في رمال وادي جبل ريدة وضل رهينا بين أيديها ليومين متتاليين ولم يفلته منها إلا مبلغ عشرة ألف ريال قام بدفعها لمالك شيول تمكن من سحب السيارة وإخراجها من الرمال.
ربتت على كتفه قائلا له (باتفرج بس صبرك ياعم ناجي والشرعية باتصلح لكم الطريق) ألتفت تجاهي ووجهة مملؤ بالغضب قائلا: ايش من شرعية الله يشرعها خلتنا كذا لا أحياء ولا أموات)

 

* حوادث سير متكررة:
لم تكتفي سيول (تشابالا) بجرف الجسور الخرسانية وطبقات الأسفلت من الطريق فحسب بل جرفت أيضا أجزاء من الطريق في بعض المناطق وأبقت جانبا منه صالحا للاستخدام مما تسبب في وقوع الكثير من الحوادث المرورية نتج عنها خسائر بشرية ومادية.
في منطقة الغيل ويغية إفساح الطريق لمرور سيارة قادمة من الاتجاة المقابل وجه سائق أحد القاطرات التابعة لمؤسسة تجارية محلية كبيرة مقود سيارته نحو أقصى حافة الطريق لترك مجالا كافيا لمرور السيارة القادمة كون الحيز المتبقي من الطريق لايتسع إلا لسيارة واحدة.
بمجرد ملامسة إطارات القاطرة حافة الطريق أنهار ماتبقى من كتلة الرمل والاسفلت هاويا بالسيارة المحمله بالبضائع الى حفرة عميقة تكونت بسبب الامطار والسيول التي تعرضت لها المنطقة .
ومثل حادث أنقلاب تلك السيارة كثير من الحوادث المشابهة تشهدها الطريق باستمرار.

* إصلحو الطريق أصلحكم الله:
حقيقة وضع تلك المنطقة من الطريق الواقعة في مديرية رضوم محافظة شبوة سيئا ويزداد مع مرور الايام سؤ ممايترتب عليه أزدياد معاناة مستخدميه وأزدياد خطورته وتوقع حدوث حوادث مرورية كثيرة وهو الشي الذي يهدد حياة الناس الذين يستخدمون هذا الطريق الحيوي الهام الذي يربط محافظات عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة بمحافظات حضرموت والمهرة وسلطنة عمان الشقيقة.
فالسلطة المحلية بمحافظة شبوة وفرع المؤسسة العامة للطرق والجسور مدعوه للاسراع في صيانته وترميم المناطق المتضررة منه والدعوة موصوله الى الهيئات والمنظمات والجمعيات المهتمه بالعمل الانساني والخيري للتوجه إلى المنطقة المشار أليها والاسهام في إصلاح الطريق والحفاظ على حياة وممتلكات مستخدميه.

 

* من "احمد بوصالح"