آخر تحديث :الثلاثاء-28 مايو 2024-12:59ص

أخبار وتقارير


ما الذي يؤمن به العطاس ؟

السبت - 27 فبراير 2016 - 05:40 م بتوقيت عدن

ما الذي يؤمن به العطاس ؟

عدن(عدن الغد) خاص:

لاتبدو الكثير من المواقف السياسية التي يتخذها السياسي الجنوبي البارز "حيدر ابوبكر العطاس" مفهومة في أوقات كثيرة إلا الرجل لايزال يوصف بأنه ثعلب السياسة الجنوبية .

لسنوات طويلة عرف العطاس بأنه احد ابرز القيادات السياسية الجنوبية التي تعاطت بشكل مرن مع الكثير من القضايا المختلفة .

برز العطاس في ثمانينات القرن الماضي باعتباره احد القيادات الاشتراكية التي شاركت في منظومة الحكم في جنوب اليمن .

وعقب الوحدة مع الشمال بات العطاس رئيسا لاول مجلس وزراء واكتسب منذ ذلك الحين لقب "دولة رئيس الوزراء "

غادر العطاس في أواخر العام 1994 عقب هزيمة القوات الجنوبية على يد القوات الشمالية والتزم الصمت مثله مثل قيادات جنوبية أخرى .

بعد سنوات من الصمت كان العطاس احد ابرز القيادات الجنوبية التي تحدثت عن مظالم الجنوبيين ودعت لتنظيم احتجاجات .

تسببت ارائه المعارضة لنظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" بتلقيه انتقادات عنيفة من نظام صالح .

ورغم حدة الانتقادات التي تعرض لها العطاس إلا ان الرجل ظل على مواقفه السياسية المؤيدة للقضية الجنوبية .

ومع بروز الحراك الجنوبي في العام 2007 كان "العطاس" احد ابرز القيادات الجنوبية التي دعت لتأييد هذه الاحتجاجات .

دعا العطاس أكثر من مرة إلى استقلال مباشر للجنوب واقامة دولة مستقلة لكنه عند العام 2011 وتحديدا أواخر نوفمبر 2011 كان ابرز القيادات التي نظمت المؤتمر الوطني الأول لابناء الجنوب أو مابات يعرف بمؤتمر القاهرة .

دعا مؤتمر القاهرة إلى تطبيق نظام فيدرالي بين الشمال والجنوب لسنوات على ان ينتهي الأمر إلى استفتاء شعبي يحدد معه الجنوبيون مستقبل بلادهم أمام باستقلال تام أو شكل أخر من اشكال الوحدة مع الشمال .

وعقب سنوات من مؤتمر القاهرة خرج العطاس ليقدم اراء سياسية مؤيدة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني في اليمن .

عقدت السلطات اليمنية مؤتمر للحوار في مارس 2013 وانتهى في العام 2014 ورغم معارضة قطاع واسع من الجنوبيين لهذا المؤتمر إلا ان أطراف رأت وسط حالة الجمود السياسية ان هذه المخرجات يمكن البناء عليها .

كان العطاس احد القيادات التي فاجئت الجميع بموقفها السياسي الجديد ، لم تمر أشهر على تصريحات العطاس التي أدلى بها خلال لقاء جمعه بقيادات من محافظة شبوة الجنوبية بالسعودية حتى تغير كل شيء .

في الـ 21 من سبتمبر 2014 سقطت العاصمة اليمنية صنعاء بيد عناصر ميليشيا الحوثي لتندلع بعدها باشهر حرب طاحنة في اليمن بمشاركة سعودية.

كان "العطاس" احد ابرز القيادات الجنوبية التي أعلنت دعمها لعاصفة الحزم وهو مسمى لعمليات عسكرية اطلقته السعودية على عملياتها الحربية في اليمن .

بعد أشهر من الحرب اصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قرارا قضى بتعيين العطاس مستشارا سياسيا له .

دعا العطاس أكثر من مرة الجنوبيين إلى دعم جهود الحكومة اليمنية في محاربة القوات الموالية للحوثيين ومثله دعت قيادات جنوبية كثيرة .

بعد أشهر من التعيين الرئاسي لم يسجل العطاس أي حضور سياسي واضح على الساحة السياسية ورغم عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى "عدن" برفقة مستشار أخر هو صالح عبيد احمد إلا ان العطاس لم يعد ولم يصدر أي تصريحات تؤكد ان عودته إلى "عدن" باتت قريبة .

تشغل الافكار التي تتزاحم في رأس "العطاس" قطاع واسع من الجنوبيين ويرى كثيرون ان الرجل اعتمد تحرك مرن في مواجهة الكثير من القضايا والمتغيرات .

بعد أشهر من تحرير مدينة عدن لاتزال المدينة تعيش حالة من الاضطرابات الأمنية بالإضافة إلى ان ملف دمج المقاومة بالجيش الوطني لم تحسم حتى اللحظة .

يتساءل كثيرون في الجنوب عما يؤمن به العطاس اليوم وينتظرون حديثا للرجل ربما يحمل الكثير من المكاشفات .

*مادة خاصة بـ(عدن الغد) يمنع نقلها