آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

ملفات وتحقيقات


تحقيق : انعدام الادوية في عدن يهدد حياة الالاف من المرضى

الأربعاء - 17 فبراير 2016 - 03:01 م بتوقيت عدن

تحقيق : انعدام الادوية في عدن يهدد حياة الالاف من المرضى

عدن ((عدن الغد)) خاص:

 

 

كشفت مصادر لصحيفة عدن الغد، انه تم تسجيل حالات خطيرة لدى مرضى نفسانيين يتابعون العلاج، في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بعدن بسبب اختفاء أدوية مهدئة معروفة لا بديل عنها نظرا للحالات المرضية التي داومت على تناولها منذ مدة طويلة.

 وتسببت الأدوية المختفية من الأسواق في تفاقم حالات مرضى نفسانيين أصيب بعضهم بنوبات هستيرية حادة، في حين حاول أحد المرضى الانتحار.

كما أن عددا من الحالات التي تعاني من اختفاء الأدوية بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية من جانب وكذا اختفاءها قليل مقارنة مع الحالات التي توجد خارج المستشفى، إذ يعاني آلاف المرضى بمنازلهم وكذا في شارع العام، بعد أن تبين نفاذها من الأسواق والصيدليات بيع الأدوية وعدم تزويد الصيدليات بأنواع معينة من الأدوية نظرا لهامش ربحها الضعيف.

ولا يتعلق الأمر باختفاء أدوية المرضى النفسانيين فقط، بل يعاني مرضى السرطان الذين قدموا إلى مستشفى الأمل الأمراض الذي هو بنفسه يشكوا نقص هذه الأدوية رغم توفيره من قبل دول التحالف في الآونة الأخير لكن لم تكن كافية للاستفادة من العلاج من عدم وجود أدوية معينة، لكون وزارة الصحة لم تلب طلباتهم ما أدى إلى استفحال حالة الشعرات من المرضى، حيث إن بعضهم دخل في غيبوبة منذ فترة بعد توقف العلاج الحيوي.

 

وعلمت عدن الغد عبر مراسلها من مرضى ومن صيدلانيين أن أدوية أساسية خاصة بالأمراض المزمنة كالسكري ( glucoplage insilatard ) وأمراض الهرمونات (5000 HCG ) وأمراض القولون العصبي والقلق النفسي والأرق مثل (Tranxene 5) و (lysanxia) قد اختفت من السوق منذ أكثر من 4 أشهر مع حرب الأخيرة وبعدها دون معرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك.

 

وحسب مرضى فإن الصيدليات لا تتوفر على هذه الأدوية منذ أكثر من 4 شهر رغم حساسيتها مثل بعض أدوية مرض السكري ( الأنسولين) الذي لا يمكن

 

*الأدوية متوافر في صنعاء وحضرموت.

 

للمرضى المصابين بهذا الداء الاستغناء عنه، كذلك بعض الأدوية المستخدمة استخداما مزدوجا لأمراض الأرق والقلق وأعراض القولون العصبي المزعجة، وهي أدوية لا يوجد ما يبرر اختفاءها حسب المرضى والصيادلة الذين التقيناهم، وهو ما اضطر بعض المرضى إلى شراء هذه الأدوية من بعض دول الجوار مما يضاعف تكاليفها أو أستجالبها من صنعاء وحضرموت بسعر باهظ وصلاحية أنتاج مقربة الانتهاء، كما أن اختفاءها شكل فرصة ذهبية للمضاربين لمضاعفة أسعارها عليهم في صيدليات العاصمة عدن.

 

وحاولنا في صحيفة "عدن الغد" عبر مراسلنا معرفة الأسباب لدى الجهات المختصة مثل شركات التوريد الخصوصية الأساسية والعمومية، لكن بعضها لم يتيسر الاتصال بها، بينما رد مسئولي بعض الشركات الخصوصية محملين المسؤولية لشركات الكبرى كما الآخرين من هذه الشركات رفض والبعض الأخر أغلق شركاته إلى هدوء المرحلة القادمة.

 

وفي الانتظار يبقى المواطن هو الضحية، مما يعيد طرح السؤال الملح مجددا عن قدرة القطاع الخاص أو الخاص على تلبية احتياجات المواطنين الأساسية وأيهما الأجدر بتحمل مسؤوليات كهذه.

 

وقالت مصادر طبية في كريتر أحدى مديريات العاصمة عدن إن بعض الأدوية الضرورية لمرضى الأعصاب اختفت بشكل تام من السوق من فترة ما قبل الحرب (مليشيات الحوثي على الجنوب) إلى الآن بعد عجز (الحكومة الشرعية ) عن توريد كميات كافية منها خلال الأشهر الماضية.

 

*في الانتظار المواطن المريض هو الضحية.

 

وقالت المصادر إن مجمل صيدليات العاصمة عدن وكافة الصيدليات داخل البلاد عاجزة عن الحصول على أي حقنة من هذه الأدوية وخصوصا “دوكماتيل 100” الأكثر تداولا بين المصابين بالأمراض العصبية.

 

ويقول الصيادلة والأطباء إن السبب هو قرار الحكومة القاضي بمنع الخصوصيين من توريدها مع أدوية أخرى (المضادات الحيوية) وعجز الشركات الكبرى عن توفيرها طيلة الفترة الماضية بفعل ضعف مكانتها السوقية، وعزوف اغلب الشركات الدولية العاملة في مجال الأدوية عن التعامل معها وهبوط حاد لريال ليمني مع الدولار واليوان الصيني .

 

ويلجأ الأطباء والصيادلة إلى كتابة وصفات بديلة والبحث عن خيارات أخرى في ظل عجز المرضى عن الحصول على الأدوية المناسبة، كما ارتفعت أسعار المتوفر من المضادات الحيوية بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة.

 

وقالت مصادر طبية صيدلانية بالعاصمة عدن لمراسل "عدن الغد" إن بعض الأدوية الضرورية لمرضى الأعصاب اختفت بشكل تام من السوق اليمنية والبعض من تجار المناطق الشمالية تورده إلى صيدليات محافظة صنعاء العاصمة المحتلة من المليشيات (الحوثي صالح) بعد عجز الحكومة عن توريد كميات كافية منها خلال الأشهر الماضية لكن ما قدمته دول الأمارات ودولة الكويت نفع المواطن ولو قليل.

 

وشكل اختفاء العديد من أدوية الضغط وأمراض السكري من جميع صيدليات العاصمة عدن ،حالة من الذعر والقلق في صفوف مرضى الضغط والسكري، وسط تجاهل حكومي لأزمة الأدوية هذه التي تعرفها البلاد منذ نصف سنة تقريبا.

 

*ارتفاع 30% من المئة في بعض الأدوية.

 

ورصد مراسل صحيفة عدن الغد الذي تجول في العديد من الصيدليات بالعاصمة عدن، نقصاً حادا في أغلب أدوية مرضى السكري، بل واختفاء بعضها نهائيا من جميع الصيدليات مثل أدوية الزكام والحساسية منها الكافيين الأحمر (منتج كوري) وسراس حبوب حساسية الجيوب الأنفية (سويسري)أستالين 2 غرام الخاص بالأستمه(نهفه))منتج هندي).

 

وقال عدد من مرضى السكري تحدثوا "لعدن الغد"، إن حياتهم أصبحت مهددة بفعل أزمة الأدوية هذه، مؤكدين أنهم فشلوا في الحصول على العديد من أنواع الأدوية التي يستعملونها بشكل منتظم لتنظيم نسبة السكر في الدم، فيما لوحظ نفاد حقن "الأنسولين" من بعض الصيدليات وإذا توافرت تباع بسعر مرتفع عن السابق، وهو ما أصبح ينذر بأزمة حقيقية.

 

وحمل عدد من العاملين في قطاع الصيدلة عدد كبير من الشركات الكبرى بسبب هذه الأزمة ، المسؤولية عن الأزمة الحالية، معتبرين أن قرار احتكار الشركة استيراد أدوية الضغط وأدوية السكري والمضادات الحيوية، كان وراء الأزمة الحالية والأدوية الأخرى.

*من وليد الحميدي