الأحد - 14 فبراير 2016 - 11:21 ص بتوقيت عدن
أبوظبي(عدن الغد)الاتحاد:
أجبرت الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي المدعومة بقوات المخلوع علي عبدالله صالح على مدن الجنوب، وفي مقدمتها مدينة عدن الشاعر «مرهف الإحساس» محمد سالم الأحمدي لترك احتساء شاي الشعر واللحاق بركب المقاتلين دفاعاً عن العرض والدين، حتى تم تحريرها بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي، وكان للموقف الإماراتي الحكيم دور في تخليص المدينة من ذلك الهجوم الوحشي الذي طالها لكتم أنفاسها، والسيطرة على منافذها، خدمة للمد الفارسي.وقال الشاعر محمد سالم الأحمدي لـ «الاتحاد» عن ذلك الاعتداء الوحشي: «كنا في الأيام الأولى في حالة ذهول وغير مصدقين ما يجري، إذ كيف أن من يدعون أنهم إخواننا وجزء منا يأتون كغزاة ويدمرون كل شيء ويسفكون دماءنا بدمٍ بارد، لكن بعد صحوتنا من هول الصدمة وجدنا أنفسنا أمام خيارين إما الاستسلام للذل والمهانة وتسليم رقابنا وأرضنا لتلك المليشيات الغازية، أو حمل السلاح والذود عن الأرض والعرض والدين، وقد اخترنا الخيار الثاني فحمل السلاح الطبيب، والمهندس، والرياضي، والفنان، والشاعر، والأكاديمي، ولعل البعض لأول مرة في حياته يحمل السلاح والتحم الجميع في صف واحد للدفاع عن الأرض والعرض وتحرير المدينة من تلك المليشيات الفارسية الهوى، مضيفاً وبفضل من الله وبدعم دول التحالف تمكنا من دحرهم، وقد كان ذلك الاعتداء الوحشي للحوثيين وقوات صالح على عدن والمحافظات الجنوبية يعبّر عن النزعة التسلطية التي مارسها نظام الإمامة عبر التاريخ، حيث كان يغزو الأقاليم المختلفة وفرض سيطرته العنصرية عليها بالقوى الهمجية، وقد تحالف علي عبدالله صالح على أمل أن يعود للحكم تحت ولاية الفقيه الحوثي، فارتكبوا أكبر الجرائم في حق المواطنين الآمنين، وسفكوا دماءهم واستباحوا قراهم وبيوتهم، وجنوا على اليمن أرضاً وإنساناً، وسيظل يعاني من نتائجها لعشرات السنين.واستدرك الشاعر الأحمدي: لقد استقبل المواطنون الدعم الإماراتي، ومن ثم القوات الإماراتية بفرح كبير ورفع معنويات المقاومة الشعبية التي قارعت الاحتلال الحوثي أكثر من أربعة أشهر لم يستطع خلالها السيطرة إلا على أربع مديريات في عدن، وكانت إمكانيات المقاومة محدودة مقارنه مع جحافل الغزاة المزودة بكل أسلحة الدمار من دبابات ومدرعات وصواريخ ومدافع وعشرات الآلاف من المقاتلين «الهمج»، فجاء الدعم الإماراتي في الوقت المناسب، وما إن وصلت طلائع هذه العربات المدرعة حتى اندفعت المقاومة وحتى المواطنون العزل ليدحروا القوات الغازية ويخرجوها من عدن في أيام، وملاحقتهم وإخراجهم بدعم وإسناد القوات الإماراتية من بقية المحافظات كلحج وأبين.ووجه الأحمدي رسالة شكر ومحبة (شعراً) إلى القيادة الإماراتية جاء فيها:جيتكم من عدن كلي غرام وهيامبالإمارات ذي تحت الحنايا غرامهونتوا أهل الوفاء واحنا علينا لزامنرخص أرواحنا لأهل الوفاء بابتسامةكلنا في المصايب والشدايد حزامللإمارات لو زاد الغشيم الغشامهنعشق الموت عشق الضامية للغمامعهد منا نرد الدين ليلة تمامهلقبل إبليس يضرب طبل يوم الصداموالشياطين بتزين لغازي حلامهباترونا على حوض المنايا قيامقبلما يشهر الغازي عليكم حسامهإنما نسأل المولى يعم السلامأرض زايد وتبقى للحضارة عمامة.الإمارات دواء لعليل أضناه المرضوأكد الشاعر محمد سالم الأحمدي لـ «الاتحاد» أن الوجود الإماراتي في عدن بمثابة الدواء لعليل أضناه المرض: «حقيقة الوجود الإماراتي بعدن أثلج صدورنا، ويثبت ما قلناه ونقوله عن المبدأ الإماراتي الثابت، وهو أن خير الإمارات لكل العرب، وأن العطاء الإماراتي لا يتوقف ولا يقتصر على الدعم في مجال واحد، بل يشمل كل المجالات، فبالأمس كانت الآليات العسكرية الإماراتية والجندي الإماراتي يشاركنا جبهات القتال لتحرير عدن، واليوم ها هو الإماراتي يشمّر معنا السواعد لإعادة إعمار عدن وإعادة الحياة لها، وقد بدأت تعود، بفضل الله وفضل ابن الإمارات، الحياة لهذه المدينة، وقد أنجزت الإمارات بالفعل إعادة إعمار معظم مدارس المدينة، وكذلك إعادة الحياة لكثير من المرافق الصحية الخدماتية، وهذا ليس بغريب على عيال زايد فهم:نسل زايد وزايد حي من قال ماتمن له كفوف بيضاء بالمزون اهمرتلسحب موسمية بالحيا ممطراتكف زايد سحابة كل يوم أمطرتوإن طوى الموت منه أيد باقي يداتفي زنود النمارى ما انكسر جبرتوالله إنه عظيم وشيخ له معجزاتمد أيده على الصحراء اليبس واخضرتالوجه الآخرويقول الشاعر الأحمدي لـ «الاتحاد» عن بدايته الشعرية: «كانت بدايتي مع الشعر في مرحلة الدراسة الثانوية، وبالطبع كانت البداية عبارة عن أبيات بسيطة من الشعر الفصيح لم تكن ترتقي لمستوى الشعر الحقيقي، ومع مرور الوقت تطورت علاقتي بالقصيدة، لكنني هجرت الفصيح واتجهت للعامية بعد أن اكتشفت أن القصيدة الفصيحة نخبوية حدود انتشارها في إطار النخبة المثقفة من المجتمع أكثر منها شعبية، بعكس القصيدة العامية التي تنتشر بين الناس كالنار في الهشيم بمختلف شرائحهم.ويشير إلى أنه تأثر في بداياته بعدد من شعراء محافظة شبوة «وهم شعراء كبار بالفعل، لكن بحكم ريفية المحافظة لم يأخذوا حقهم إعلامياً كالشاعر محمد باسرده، والشاعر محسن البغدادي رحمهما الله، والشاعر الكبير عبدربه القميشي، أطال الله عمره، ثم بعد أن كبرت قليلاً ومع انتشار البث الفضائي بدأت أشغف بالنبطي الخليجي وتأثرت به كثيراً، ولا أنسى الدور الكبير الذي لعبته هيئة أبوظبي للثقافة في نشر القصيدة النبطية وخدمة الشاعر والمتلقي من خلال البرنامج الكبير «شاعر المليون» الذي أوصل القصيدة النبطية لكل بيت في الوطن العربي وخارجه.وعن أبرز محطاته العشرية يقول: «أول وأهم محطاتي الشعرية كانت في العام 2009م في أول ظهور إعلامي حقيقي لي من خلال البرنامج المسابقاتي الشعري «صدى القوافي» الذي كانت تنظمه سنوياً القناة «الفضائية اليمنية»، وقد تمكنت من الحصول في ذلك الموسم على المركز الثالث، ومنحي لقب نجم القوافي، أما المحطة الثانية فكانت في العام 2010م من خلال البرنامج المسابقاتي الكبير «شاعر اليمن» الذي نظمته قناة العقيق وشمل كل شعراء اليمن، وقد حصلت من خلاله على لقب شاعر اليمن، ثم كانت المحطة الأهم والحلم بالنسبة لي، وهي مشاركتي في البرنامج العربي الكبير «شاعر المليون» في نسخته السادسة، وقد كان لي فيه حضور طيب واستفدت من مشاركتي واحتكاكي بشعراء من مختلف البلدان العربية، وخرجت من مضماره بالتصويت في مرحلة الـ 48، بالإضافة لمشاركاتي في مهرجانات وطنية رسمية بحضور كبار قيادة الدولة.ويؤكد الشاعر محمد الأحمدي أن قصائد الشاعر كأبنائه من حيث المحبة والقرب لنفسه، ولكن بعض القصائد يكون الإحساس والعاطفة فيها أقوى والشعر أغزر، لذلك يكون الرابط العاطفي بينها وشاعرها أقوى من غيرها كقصيدتي «سقوط كوكب»، وهي عبارة عن مرثية في هامة قيادية ووطنية كبيرة هو الشهيد اللواء سالم قطن.وعن القصيدة التي تجعله يضحك وأخرى تبكيه يقول: «القصيدة التي تضحكني قصيدتي «أنا وأمي وأحلام وردية» وهذه واحدة من أشهر قصائدي التي أخذت انتشار على نطاق واسع وأحبتها الناس، لتناولها هماً من هموم الناس المعاشة بشكل يومي وهو هم البطالة والمحسوبية في التوظيف، أما القصيدة التي تبكيني فهي القصيدة التي لم تنشر ولن يكتب لها النشر في حياتي لخصوصيتها، ولكن ربما ينشرها أولادي من بعدي.ويشير الشاعر مرهف الإحساس والمشاعر محمد سالم الأحمدي إلى أن المواقف المؤلمة التي عاشها الشاعر استفزته شعرياً وتحوّل وجعه وتأثره بها إلى قصيدة تترجم ذلك الوجع، موضحاً أنه عاش موقفاً إنسانياً بليغاً في نفسه ترجمه شعراً في قصيدة اسمها «روح في زجاجة»، وهي «ترجمة لمشهد حقيقي شاهده الشاعر، وكان مشهداً لأم وابنها المريض الذي أحضرته للطبيب، وعجزت عن شراء الدواء الذي وصفه لها الطبيب واكتفت بشراء زجاجة واحدة لصنف من بين عدة أصناف كتبها الطبيب، وعند وقوفها بباب العيادة ليوصف لها الطبيب تعليمات الاستخدام سقطت منها الزجاجة وانكسرت على الأرض، فما كان منها إلا أن تجلس وتحاول أن تحفن براحتيها الدواء من الأرض وتضعه بفم ابنها المريض في مشهد مؤلم جداً وقد أوجعني حد الإنهاك فكتبت تلك القصيدة.يذكر أن الشاعر محمد سالم الأحمدي من مواليد 1970م، محافظة شبوة مديرية الصعيد، متزوج وأب لأربعة أطفال، أكمل دراسة الثانوية العامة بثانوية الشهيد عزيز بالصعيد، ولم يستطع إكمال تعليمه الجامعي، لظروف أسرية قاهرة، فانكب على أمهات الكتب لتعويض ذلك الغياب القسري عن أبواب الجامعة، وقد كان ينفق أكثر من ثلث دخله البسيط على شراء الكتب، مكافح بدرجة «شريف» في سبيل توفير لقمة العيش الكريم لأسرته، وظل لسنوات عدة وهو يعمل سائق باص «أجرة»، في وطن لا يُحترم مبدعوه!.البيت متوحديا لإمارات لك في يوم عيدك سلاميوم عيد اتحاد أهل الشرف والكرامةاتحاد الإمارات القوي يوم قاماستقامت أمور الشعب لحظة قيامهوأصبح البيت متوحد بكل انسجاموحده شيخ له في وادي علامةشيخ خصه اله الكون دون الأنامبالتفرد وخصه في العرب بالزعامةالعظيم الحليم الليث عند الصدامالكريم الحكيم اللي جواهر كلامهلم شعبه وقاده بعد طول انقساموأصبح البيت متوحد بحكمة إمامهوالله إنه عظيم وشيخ عالي المقامأسس الحصن ذي باقي ليوم القيامهزايد اللي زرع صدر الفيافي ونامطرف عينه وكفه ماعرفنا منامهممطرة عالعرب بامزانها عالدوامكل وادي تلاقي فيه بصمة بهامهواستلم رايته صنديد بعده همامسار عالدرب بوسلطان رافع علامهشيخ لو دق بيده حيد يصبح حطاممايهم الثقل في درب حالك ظلامهحوله صقور مخلبها على الخصم ساممن نوى أرضها بالشر تطحن عضامهتجبر الكسر للمضلوم درع وحسامكل من ينتخيها حققت له مرامهبتمسك بنهج الاتحاد استقامكل عاصي لها وإبليس شدت لجامهوأصبح الاتحاد اليوم أعظم وسامفوق صدر العرب من فاس لما المنامهيا لإمارات في عيدك نثرت الخزاممن مزاهر عدن بالعطر فاحت كمامهجيتكم من عدن كلي غرام وهيامبالإمارات ذي تحت الحنايا غرامهونتوا أهل الوفاء واحنا علينا لزامنرخص أرواحنا لأهل الوفاء بابتسامةكلنا في المصايب والشدايد حزامللإمارات لو زاد الغشيم الغشامهنعشق الموت عشق الضامية للغمامعهد منا نرد الدين ليلة تمامهلقبل إبليس يضرب طبل يوم الصداموالشياطين بتزين لغازي حلامهباترونا على حوض المنايا قيامقبلما يشهر الغازي عليكم حسامهإنما نسأل المولى يعم السلامأرض زايد وتبقى للحضارة عمامهعيدها خير جعله خير في كل عاموالهناء والرخى يومه وشهره وعامه.حصن المستجيرياسماء الشعر هليها سحايب غزيرةودي اروي ضمأ الفكرة بوابل غزيرواخرج اللحن عاشق همس خله يثيرهكلما لامسه صوت المغني يطيرواطلب المجد يفتح للتلاحين ديرهودي المس بحرفي شعب ماله نظيرشعب للمجد مجد وللمعالي صديرهدوب في الصف لأول ما يحب الأخيرشعب جبار عم الكون كله بخيرهشعب زايد منيع الحصن للمستجيرالأصيل النسب نخوة وعزة وغيرةيعربي المكارم زايدي الضميرانتخبناه في ليلة عصية عسيرةليلة أقبل علينا الفارسي الحقيروأطلق ابن الإمارات الأسود المغيرةتسمع الموت بين أنيابهم له صريرليلة انشق عنهم بحر ضيع هديرهوارتجف حي قاعه من دوي الزئيروأصبحوا في عدن بين البريقا وصيرةيشعلون السواحل عالحوافش سعيرواسقوا كلاب صارت للمجوسي أجيرةبالردئ من دلال الموت فيها وفيرواكتست بالسناء وأمست عدننا منيرةبعدما لبستها بوظبي بالحريروالحوافيش تترنح بحاله ضريرةذاقت الذل وأمست حاليتها تقيروانكسر حد عفاش الغبي في جفيرهقل لعفاش خل الجنبية في الجفيرجاتك اسود في سوق المنايا خطيرةتعشق الموت عشق النور عين الضريرمن غرس فيه زايد هيبته ما يضيرهكلب فارس ولو نابه تطاول قصيرحي جيش أنشأه زايد بقلب الجزيرةللعروبة وللإسلام عز ونصيرزايد الشيخ ذي ماينحني في مسيرهالحكيم العظيم الحي روح وضميرمن يقول إن زايد مات يسأل ضميرهبايقول إن زايد حي فينا يسيروان طوئ الموت منه كف باقي مسيرةمن كفوفه على نهجه ودربه تسيروالله إنه عظيم وشيخ ما حد نظيرهحل صحراء وخلى كل يابس خضيروأسس الحصن عالسبع النجوم المنيرةثابت الساس رأسه عالثريا منيروأصبح اليوم بوسلطان خلفه يديرهعالتقى والنقاء والعز خلفه يديرشامخ الرأس والمظلوم دايم نصيرهخلفه الجيد بوخالد نصير ووزيريا لله أحفظ عيال الشيخ زايد ذخيرةللعرب واحفط الشعب العظيم القديرشعب للمجد مجد وللمعالي صديرهدوب في الصف لأول ماي حب الأخير.*من علي سالم بن يحيى