مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر ينظم فعاليات ثقافية وتعريفية في عدد مدن الساحل الشرقي لحضرموت

في سياق النزولات الميدانية الثقافية والتعريفية لمركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر لمديريات حضرموت، وسعياً وراء تكوين رؤية شاملة للنشاط المكثف المزمع تنفيذه خلال الفترة القادمة، قام الأخوة الأستاذ الدكتور عبدالله سعيد الجعيدي مدير المركز والدكتور خالد يسلم بلخشر مدير دائرة البحوث والدراسات والترجمة وصالح حسين الفردي مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة وعادل حاج باعكيم مدير دائرة التوثيق بالمركز خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين بجولة شملت كلاً من: الريدة الشرقية وقصيعر والديس الشرقية.
ثانوية الريدة الشرقية
مساء الجمعة: 5 فبراير 2016م
الجريري مرحباً:
المركز يؤسس لفعل ثقافي عميق.
جاءت بداية الرحلة إلى الساحل الشرقي لمدن حضرموت (الريدة وقصيعر والديس الشرقية) بتنظيم المركز لأمسية ثقافية وتعريفية بأهداف وخطط وبرامج المركز احتضنتها ثانوية الريدة الشرقية رحب في مستهلها الأستاذ محمد خميس الجريري بوفد مركز حضرموت مثمناً هذه الخطوة التي تؤسس لفعل ثقافي عميق يهدف إلى حفظ التاريخ والتراث الحضرمي وتدوينه ونشره.
أ.د.الجعيدي:
لابد من فهم عميق وشامل لحضرموت ودورها الحضاري والإنساني.
وفي كلمته أشار الأستاذ الدكتور عبدالله سعيد الجعيدي مدير المركز إلى أهمية النظرة الشمولية لحضرموت ودورها الحضاري والإنساني مؤكداً على حرص المركز لخلق شراكات بينية مع المراكز والمؤسسات المهتمة بالتاريخ والتراث الحضرمي لإنجاز الكثير من الخطط والبرامج والإصدارات التي تعيد الألق للتاريخ الحضرمي وتظهر عطاءات الرواد والمبدعين والأعلام بصورة راقية، مقدماً شكره وتقديره للأخوة في إدارة التربية بالمديرية والثانوية وكذلك الجهود التي بذلها الأستاذ محمد خميس الجريري لاستضافة هذه الأمسية الثقافية والتعريفية للمركز وأهدافه.
الفردي:
حضرموت متناً إنسانياً حضارياً ثرياً لم يقرأ بعد.
من جانبه أكد الأخ صالح الفردي مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة أثناء استعراضه لفكرة المركز والبدايات الأولى حتى يوم الإشهار الذي كان في العشرين من ديسمبر الفائت، مشيراً إلى أن حضرموت تعد متناً إنسانياً وحضارياً ثرياً لم يقرأ من بنيها بعد، وكل المقاربات لهذه الشخصية الحضرمية تميل إلى العرض (المسطري) للتاريخ وأدواره وأحداثه، ولم تجد من يقف عنده ويوغل فيها وفي حركة تاريخ عمقاً وتأصيلاً، تأملاً وتأسيساً مظهراً لشمولية الهوية الحضرمية وامتدادها الحضاري وطناً ومهجرا.
د. بلخشر:
البداية يجب أن تكون من أبناء المناطق لحفظ تاريخهم وتراثهم الإنساني.
وخلال الرد على جملة الاستفسارات والمداخلات والمناقشات التي عرض لها عدد من الحاضرين والمهتمين أكد الدكتور خالد يسلم بلخشر مدير دائرة البحوث والدراسات والترجمة على أن البداية الحقيقية والجادة لتوثيق التاريخ ورصد أحداثه وتحويلها إلى كتابات جادة ورصينة تبدأ من أبناء المناطق أنفسهم فهم أكثر قدرة وأعمق فهم لتاريخهم وتراثهم منوهاً إلى ضرورة أن يتم التوثيق للذاكرة الشفهية للمعمرين كمرحلة أولية يعقبها قراءة الباحثين لهذه الذاكرة والاستفادة منها ونشرها لتعميم الفائدة.
زيارة متحفي منطقتي الحافة وسرار:
السبت: 6 فبراير 2016م.
في صباح يوم السبت انطلق وفد المركز بمعية مقدم قبيلة آل جرير الأخ محمد سعيد الجريري والأستاذ محمد خميس الجريري في منطقة الحافة والمقدم كرامة عبود بلخليثي الغتنيني بمنطقة سرار وعدد من أبناء منطقتي الحافة وسرار لزيارة متحف كل من المنطقتين الذي أنشأه أبناء منطقة الحافة ومنطقة سرار بجهود ذاتية وبحرص شديد لتوثيق ذاكرتهم المكانية والحضارية والإنسانية وخلال الجولة الاستطلاعية التي صاحبها الكثير من الشرح والتوقف عند محتوياتها المتحف كانت الانطباعات رائعة وجميع أعضاء الوفد يؤكد على أن هذه الخطوة المتمثلة في إقامة المتحف بهذه القرية المشقاصية الوديعة يعد تطوراً كبيراً في الوعي الإنساني ويظهر عمق الانتماء للأرض الحضرمية الخالدة.
إشهار مركز قصيعر الثقافي:
(بن حيدر): نأمل أن يكون مركز حضرموت علامة مضيئة في سمائها.
بعد الزيارتين الخاطفتين لمتحفي (الحافة وسرار) كان الجميع على موعد مع الفعالية الثقافية والتعريفية بمنطقة قصيعر، وقد استضافها مركز قصيعر الثقافي وبحضور الأستاذ صالح سعيد باعامر مدير عام مكتب الثقافة بحضرموت الساحل وعدد كبير من أبناء منطقة قصيعر ومعمريها الأفاضل، وفي مستهل الحفل الذي بدء بآي من الذكر الحكيم تلاوة الطالب: عبدالله عبدالقادر باعباد، رحب الأستاذ محمد سالم بن حيدر رئيس مركز قصيعر الثقافي بالقادمين من المكلا والحضور جميعاً مؤكداً على أن الآمال معقودة على مركز حضرموت بوصفه مشروعاً تنويراً كبيراً نأمل أن يكون علامة مضيئة في سماء حضرموت، معلناً عن إشهار مركز قصيعر الثقافي.
باعامر: هنا تشربت الكثير من العناصر الثقافية والفنية.
وكان الأستاذ صالح سعيد باعامر قد أكد في حديثه على أن قصيعر هي المكان الذي تشرّب منها الكثير من العناصر الثقافية والفنية واكتسب العديد من القيم وهي قابعة في ذاكرته وانثالت في كثير من روائعه القصصية والروائية المنشورة.
وخلال الصباحية تحدث فريق المركز مستعرضين جملة من الأهداف والرؤى والخطط والبرامج التي سيعمد المركز على تنفيذها خلال الفترة القادمة داعين الجميع إلى التعاون والمشاركة الفاعلة لخدمة تراث وتاريخ حضرموت.
وكان الفنان الشاب العذب الصوت سعيد سلوم باهديلة قد أنشد الحضور برائعة المبدع المشقاصي الشاعر الكبير سعيد سالم بلكديش، وفيها بقول:
أهلاً وسهلاً يا ضيوف الخير ** جيتوا على الموعد بلا تأخير
والمعذرة إن كان شي تقصير ** أو زلت الحمراء على البحار
كما قدم الأخوان محفوظ أحمد بن سلوم وفائز محمد باعباد قصائد من روائع الشاعر الكبير بلكديش، وبعث السفير عوض سالم باعباد من مدينة عدن برسالة ترحيب بوفد المركز.
د. بلخشر يحاضر عن الروائي العالمي قرنح:
عصر السبت: 6 فبراير 2016م.
في عصر يوم السبت احتضن حصن الدولة بالديس الشرقية محاضرة للدكتور خالد يسلم بلخشر بعنوان: ثلاثية الهجرة والعنصرية والتاريخ في الفضاء الإبداعي للروائي العالمي عبدالرزاق قرنح، جاءت ثمرة للتنسيق بين مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر وجمعية التراث والآثار بالديس الشرقية، استعرض من خلالها الدكتور بلخشر المتن الروائي للمبدع قرنح الذي يكتب باللغة الإنجليزية ويعيش في بريطانيا الذي تنحدر أسرته المعروفة (قرنح) من الديس الشرقية، وأشار بلخشر إلى عالمية الروايات الثمان التي نشرت للمبدع قرنح تاركاً فرصة الحديث عن سيرة الأسرة والروائي إلى ابن أخيه جمال قرنح الأمين العام لجمعية التراث والآثار الذي استعرض رحلة الأسرة وحياتها في مهجرها بشرق أفريقيا بجزيرة (زنجبار) قبل أن تتوحد مع تنجانيقا لتؤسس دولة تنزانيا.
وقد أدهشت المحاضرة الحضور خاصة وهم يستمعون لأول مرة عن سيرة وعطاءات هذا العلم الروائي العالمي الكبير الذي تدرس رواياته في كثير من أعرق جامعات العالم في أوربا وأمريكا.
شهادات وتكريم:
وخلال فعاليات الرحلة تسلم الأستاذ الدكتور عبدالله سعيد الجعيدي مدير المركز سفينة شراعية تذكارية من رئيس مركز قصيعر الثقافي وشهادات شكر وتقدير لمديري دوائر المركز وقدم رئيس مركز حضرموت شهادات وتقدير لكل إدارة ثانوية الريدة الشرقية ومركز قصيعر الثقافي وجمعية التراث والآثار بالديس الشرقية.

* من عبدالله عثمان