آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-03:06ص

ملفات وتحقيقات


بعد جمود دام لسنوات .. مدرسة العين تستعيد مجدها والقها وتكرم شهداء مدينتها

الجمعة - 22 يناير 2016 - 12:30 ص بتوقيت عدن

بعد جمود دام لسنوات  .. مدرسة العين تستعيد مجدها والقها وتكرم شهداء مدينتها
الضيوف في المنصة صباح الخميس - عدن الغد

العين (( عدن الغد)) خاص

تقرير/ فهد البرشاء

في صباحات يوم الخميس المشرقة الموافق الــ21من يناير لعامنا الحالي كانت مدرسة العين بهيئتها التدريسية وطلابها على موعد وسباق مع الزمن وتحدٍ مع ذاتها في أستعادة مجدها والقها وبطولاتها الغابرة, وكي تثبت للكل أنها تصارع كل الظروف وتحاول أن تتجاوز المحال كي تعود لذات العهد وذات الألق الذي أندثر مع الأيام والسنين..

مدرسة العين التي كانت وحتى تسعينيات القرن الماضي من أفضل مدارس مديرية لودر إن لم يكن محافظة أبين ككل من كل النواحي والجوانب, أرادت أن تبرهن أنها تحنّ لذلك الماضي, وأنها تسعى لأن تستعيده مهما كلفها ذلك من ثمن, فموقعها الذي كانت تحتله على مدى سنوات غابرة يجب أن يظل خالداً في الوجدان وفي أذهان طلابها ومعلميها وكل محبيها الذين يتمنون أن تعود كما كانت في أنشطتها ومكانتها وتعليمها ومستواها..

وفعلا كان يومها (الخميسي) مميزاً ومبهراً بكل ما تحمله الكلمة من معاني, وغدا ماضيها (التليد) على أعتاب أبوابها ينتظر أن (يلج) ويعانق أولئك البراعم الذين هيجوا مشاعر الكل, والحنين للمدرسة ولأيام خلت وكانت من أروع أيام العمر, أيام الجد والمثابرة والتنافس الشريف من أجل الحصول على المراكز الأولى والمتقدمة والمشرّفة, في مدرسة سطع نجمها في سماء المدارس وتصدرت كل المراكز والأنشطة والمدارس..

لحظة الترقب !

الكل في لحظة ترقب وانتظار عن ما يحمله البراعم في جعبتهم والذين لم تتجاوز اعمارهم ربيعها الخامس عشر, الكل مشدوهة أنظارهم صوب تلك الأجساد الغضة النحيلة والبراءة التي تغلفهم, ويتسآءلون هل يستطيع أطفال في زمن أندثرت فيه (قيم) التعليم وغزت الحياة تكنلوجيا العصر التي (ركّنت) التعليم جانيا وباتت تتعامل بلغة (الفيسبوك – والواتس – والتويتر) وغيرها, هل يستيطعوا أن يعيدوا ماض آبائهم (ويمرون) بشريط الذكريات أمامهم بكل لحظاته الجميلة ..؟

البداية

حضور ملفت , شخصيات إجتماعية, مدير عام لودر /عبدالله الواحدي– مدير تربية لودر/ ناصر عوض موسى – قادة المقاومة بالعين/علوي أحمد الطلي – الشيخ / رشاد الطلي – وجهاء المدينة وشخصيات إجتماعية, حشد جماهيري كبير, كل ينتظرون لحظات البدء والإنطلاقة التي وعد بها معلمو العين وطلابها في أن يبرهنوا في أن الحنين لماض مدرستهم لازال يسكنهم رغم هذه السنوات العجاف التي (تحنّط) فيها كل شيء جميل في هذه المدرسة..

الإفتتاحية

آيات من الذكر الحكيم كانت خير إفتتاح لهذا الحفل والنشاط والفعاليات,خشعت لها القلوب, وسكنت معها الأنفس,لتتبعها كلمة مدير المدرسة الأستاذ/ جلال السعيدي شاقا بها حالة الصمت ومرحبا بضيوف المدرسة الكرام, ومتحدثاً عن المدرسة وماضيها الجميل وعن رغبة جامحة في أن تعود المدرسة كما كانت وتحتل الصدارة, وشاكراً كل المساهمين لهذه الأنشطة والداعمين لها..

كلمة الطلاب

ثم تلتها كلمة الطلاب التي القاها الطالب/عمار ياسر القرزعة والتي حملت بين طياتها مدلولات ومعاني كثيرة عن أهمية التعليم وعن ضرورة الإهتمام بهذه البراعم التي هي عماد المستقبل وصناع تاريخه وإزدهاره..

أسر الشهداء

لتأتي بعد ذلك كلمة أسر الشهداء الذين من أجلهم كان هذا الزخم الجماهيري, ومن أجلهم أٌقيم الدوري الكروي الذي حمل كل فريق أسم (شهيد) من شهداء مدينة العين الذين سقطوا في معارك الشرف والبطولة ضد مليشيا الحوثي والمخلوع, القاها الشيخ / رشاد الطلي تطرقت إلى دور الشهداء في تغيير واقع الحياة التي حاول الحوثيون ومحروق صنعاء بسط نفوذهم عليها وتدنيسها برجسهم الإيراني, وذلك حينما قدم الشهداء أرواحهم رخيصة في سبيل الله ثم في سبيل الذود عن الأرض والعرض في الجنوب أرضا وإنساناً..

مدير عام لودر .. وكلمة وفاء

لم تتوقف الكلمات التي لن تصل إلى حجم تلك التضحيات التي قدمها الشهداء وهذه المناسبة التي حملت أسم الشهداء, ولكنها عبّرت وبصدق وحب عن وفائها لهذه الدماء الزكية, فكانت كلمة مدير عام لودر الأستاذ/ عبدالله الواحدي تأكيده أنه قلباً وقالب مع هذه البراعم التي حملت بأنشطتها كل الحب والوفاء لكل شهيد سقط في هذه المعارك, وأن هذه الأنشطة هي تدل دلالة قاطعة على أن الشهداء خالدون في دواخل الكل طالما  والكل وبالذات براعم العين خلدّوها اليوم بنشاطها هذا..

مدير تربية لودر .. الوفاء بالوفاء

أما مدير عام تربية لودر الأستاذ/ ناصر عوض موسى فقد حملت عباراتها الشكر والتقدير للهيئة التدريسية بالمدرسة ولطلابها الذين أرادوا أن يجابهوا الواقع المزري ويتحدونه بقوة, ويصنعوا لأنفسهم مكانة وموقعا في زمن (الجمود) والتحنيط, بل وأرادوا أن يقابلوا الوفاء بالوفاء للشهداء وللدماء الزكية التي أرتوت منها تربة مدينة العين أبان الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي والمخلوع في مارس من العام المنصرم..

قدامى مدرسة العين .. ذكرى خالده

لم تنسى المدرسة وهيئتها التدريسية وهي في غمرة فرحتها واحتفاليتها أن تتذكر معلموها القدام الراحلون منهم والباقون في كلمة القاها الشيخ/ علي حبيبات ذكّرت الكل أن أولئك الأساتذة باقون في دواخل الأجيال المتعاقبة لانه على يديهم تتلمذت أجيال متعاقبة, عل أبرزهم المعلم الفاضل والفقيد الراحل والأب الروحي لمدرسة العين الأستاذ/ محمد عبدالله باجمال رحمة الله عليه..

 

الماضي التليد للمدرسة ..

وما أن أنتهى الكل من كلماتهم توجهت الأنظار صوب ساحة المدرسة التي توزع فيها الطلاب وهم مستعدون للقيام بالأنشطة الموكلة لهم والتي يريدون من خلالها أن يعيدوا للمدرسة ماضيها التليد والجميل والعودة بعقارب الساعة للخلف لسنوات مضت حينما كانت هذه الانشطة تتخلل الأيام الدراسية لتنمي مدارك الطلاب وتحفزهم, وتكسر الروتين (الممل) للحصص الدراسية..

تنوعت الأنشطة وتعددت وأتقنها الطلاب وأبدعوا في أدائها وتقديمها بشكلها الذي ربما نسي الغالبية كيف كانت؟ .. تعالت الصيحات والهتافات والتصفيق والهبت هذه الأنشطة حماس الجماهير والحاضرين ورسمت على وجوههم علامات الرضاء والسعادة والسرور, وتذكروا من خلالها تلك اللحظات والأيام الجميلة التي خلت..

الضيوف تفاعلوا مع كافة الأنشطة حتى تعالت ضحكاتهم وهتافات تشجيعهم للطلاب المتبارين في كل الأنشطة والتي كانت رائعة بكل ما تحمله الكلمة وتنوعت مابين ( لعبة الكراسي – سباق الجواني – ربط الأرجل – حمل البيض بالملاعق – ملء القوارير بالماء – شد الحبل )..

 

لقاء الشهداء

وبعد هذه (المقبلات) كان اللقاء المرتقب الذي جمع فريق الشهيد محمد أحمد الطلي مع فريق الشهيد علي خالد الطلي, لقاء حماسي مثير, أجتمعت فيه أقطاب الكرة (العيناوية) لبراعم مدرسة العين ليشهد الملعب حماسة وندية وقوة وتصميم على الفوز ونيل اللقب..

المباراة كانت من الطراز الرفيع رغم أن من يؤديها براعم صغيره, وذلك لانها تحمل أسم شهداء سقطوا فداء هذه المدينة ورووا بدمائهم تربتها..

دقائق المباراة كانت جميله وممتعه إلا أن الحظ أبى إلا أن يبتسم لفريق الشهيد محمد الطلي ويتوج بطلاً لدوري الشهداء في المدرسة ويتسلم كأس البطولة وينال  الوصيف فريق الشهيد علي خالد الطلي, وحاز على المركز الثالث فريق الشهيد عبدالله العاقل..

 

ختامها مسك

وفي ختام هذا اللقاء الكروي وهذه الأنشطة الممتعة قام الضيوف بتكريم كل من شاركوا في هذه البطولة, وكل من ساهموا وأنجحوا هذه الفعاليات..

رسائل شكر..

- الرسالة الأولى لراعي الحفل الأول قائد المقاومة الجنوبية بمدينة العين الأخ / علوي أحمد الطلي

- الرسالة الثانية لراعي الحفل الثاني مؤسسة أحمد قشاش التجارية

- الرسالة الثالثة لمحلات القباطي

- الرسالة الرابعة لمياسترو الدوري ورئيس لجنتها المنظمة وحكم الدوري الأستاذ الصحفي/ طلال العولقي الذي تألق وأبدع

- الرسالة الخامسة للمعلق الشاب الذي الهب حماس الجماهير الأخ/ أديب الزهري

 

4