آخر تحديث :الخميس-30 مايو 2024-05:41م

أدب وثقافة


ما الذي تعنية حملة "عدن تقرأ" ؟

الخميس - 21 يناير 2016 - 10:38 ص بتوقيت عدن

ما الذي تعنية حملة "عدن تقرأ" ؟

تقرير / انس خالد

 

مساء الخميس 21يناير تكون مدينة عدن على ميعاد جديد لعودة نشاط القراءة إليها بتدشين حملة "عدن تقرأ" وافتتاح معرض للكتب يستمر لثلاث أيام .

عدن الزاهرة التي سماها الرومانيون "أربياس أمبوريم" أي "المستودع العربي" شهدت ركوداً ثقافياً وعلمياً طويلاً تجلت أبشع صوره خلال العشرين سنة ماضية .

فإذا كان الإمام "أحمد بن حنبل" قدم عدن لينهل من علوم قاضيها وفقيهها "إبراهيم العدني" فإن النشاط العلمي والثقافي لم يعد له اليوم أي حيز سوى محاولات معدودة هنا أو هناك للاتيان بشيء يسير من تاريخ المدينة العريق .

 

لم يعد يدري الناس شيئاً عن تاريخ "أبوبكر العندي"و"الزنجبيلي"و"ابن المقرىء"و"التكريتي"و"عبدالله بن جعفر" .

وإذا كان الاستعمار البريطاني جميلاً حين صنع أسطورة ثقافية في "عدن" فإن الحال اليوم لايسر عدواً ولاحبيبا ، فلم تعد

عربات مكتبة Lake Library (مكتبة مسواط بعد الاستقلال) تدور بين الشوارع العدنية تبحث عن قراء ، ولم يعد هناك أي مكان لمكتبات عدن فلا المكتبة الدنماركية ولامكتبة العلوم الحديثة ولاحتى مكتبات المحمدي ، المكتبة الإسلامية ، ولامكتبة الفضيلة ، ولامكتبة عدن ، ولاحتى المكتبة العربية ،المكتبةالعربية ، ومكتبة لقمان ، ومكتبة المعهد البريطانية كل أولائك لم يعد لها سبيل في المدينة التي كانت رمز التنوير أقله خلال القرن العشرين

.

وإذا كان الزمن قد عفا على مكتبات العلاقات العامة والنشر فإن ماتبقى من المكتبات كــ "أبان والثقافة والحاج عبادي والجيل الجديد " ليس كافياً في مدينة اشهرت بأنها تقرأ ماتكتبه القاهرة وبغداد وبيروت .

وإذا كان وضع القراءة في عدن محبط فإن وضع المطابع ودور النشر أشد إحباطاً فلم تعد هناك دور نشر أو مطابع -إلا ماندر- تعيد وتنشر شيئاً مما تركه لنا "عبدالله حاتم"و"محمد البيحاني"و"لطفي جعفر أمان"و"محمد سعيد جرادة" وحتى النادر من هذه المطابع هي ذات أغراض تجارية بحتة ، وبالتالي

لم يعد هناك متسع للأندية الثقافية والعلمية .

 

بالعودة شيئاً يسيراً لحملة "عدن تقرأ" تقيم الحملة مساء الخميس معرضاً صغيراً للكتب في باحة "منارة عدن" في كريتر في ثالوث جميل جمع الزمان والمكان والغاية فالمكان جوار المنارة يعيد شيئاً من بريق المدينة التي كانت من منائر العالم العربي ، والزمن يأتي بعد حرب اجتياح طاحنة قامت بها ميلشيا الحوثي-صالح الإرهابية ، وأما الغاية فهي بناء مجمع قارىء واعي ومثقف .

 

 المعرض يقدم العديد من الإصدارات بأسعار رمزية إضافة لمكتبة الكترونية ضخمة متاحة لنسخها مجاناً على أقراص Hard Disk أو USB Flash .

 

 

يقول الأستاذ "صافي حسين السقاف" وهو أبرز القائمين على الحملة أن الحملة "تعني ميلاد جديد..بداية جديدة وتاريخ يعاد صياغته على أيدي أبناء عدن  بكل طوائفهم وانتمائتهم ومراحلهم العمرية،رغم كل الظروف القاهرة التي تمر بها المدينة".

 

ويرى "صافي السقاف" أن الحملة -التي تقام بجهود ذاتية- تسير على خير مايرام .

وأضاف " إن هدف الحملة  بالشكل الأساسي لفت الإنتباه إلى أهمية القراءة وأنها قضية يجب أن نعمل لأجلها جميعاً بدون استثناء،وذلك وفق الأمور المتاحة لكل فرد منا.

وعن أبرز المشاريع القادمة تحدث السقاف قائلاً :هدفنا هو أن تتحول الفكرة إلى مؤسسة تهتم بالقراءة وإعداد الدراسات والأبحاث لجعل القراءة منهاج حياة في هذه المدينة المباركة بإذن الله.

والعمل على تحقيق الرسالة والرؤيا التي تتحملها الفكرة وهي

كالتالي:رسالتنا..معا نحو مجتمع قارئ ، رؤيتنا..أن تكون مدينة عدن ضمن أهم 10 مدن اهتماما بالقراءة والكتاب  وذلك في غضون 10 سنوات وتحديدا من 2016_2025 م.

 

 

 

 

ناشطون مدنيون في المدينة كانوا قد دعوا المؤسسات ذات الشأن لتبني مثل هكذا مشاريع ، فالمدينة تحتاج مايعيد شيئا من رونقها وعصرها الذهبي .

مساء الخميس ماعلى المثقفين والمهتمين سوى التوجه شطر منارة عدن فهناك يتجلى البهاء العدني البسيط .