آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:43م

أدب وثقافة


بيان ثقافي وتقرير عن حال الحريات في ختام مؤتمر الكتاب

الخميس - 31 ديسمبر 2015 - 09:29 م بتوقيت عدن

بيان ثقافي وتقرير عن حال الحريات في ختام مؤتمر الكتاب

ابو ظبي ((عدن الغد)) الخليج :

اختتمت مساء أمس الأول في العاصمة أبوظبي فعاليات المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي نظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في فندق روتانا الشاطئ في الفترة من24 إلى 29 كانون الأول/ ديسمبر 2015.
تضمنت وقائع الحفل الختامي قراءة البيان الختامي والبيان الثقافي وقرارات المؤتمر، وتقرير حال الحريات في الوطن العربي، بالإضافة إلى تكريم الكاتب محمد سلماوي، الأمين العام السابق، وعدد من الكتاب والمبدعين.

جاء في البيان الختامي: «تلقى المؤتمر بترحيب وتقدير بالغين رسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، وحاكم الشارقة، ورسالة التهنئة الواردة من الدكتورة أمين عام المجلس الأعلى للثقافة في مصر، وما جاء فيهما من تهنئة صادقة وإشادة كريمة بدور الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، واختيار الشاعر الكبير حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات العربية المتحدة، أميناً عامّاً للاتحاد في دورته الجديدة، متطلعين جميعاً نحو غدٍ مشرق لأمتنا، ومستقبل واعد لشعوبنا تتحقق فيه آمال شعوبنا وتطلعاتها وطموحات المثقفين والمفكرين والكتاب العرب».

واتخذ المؤتمر مجموعة من القرارات تصدرها إقرار تقرير النشاط الذي عرضه الأمين العام الأستاذ محمد سلماوي عن الدورات الثلاث الماضية 2006- 2015، والموافقة على التقرير المالي والقوائم المحاسبية عن العام 2015، كما قرر المؤتمر العام ضرورة الالتزام بالاشتراكات السنوية المتأخرة كافة، مع إعطاء مهلة مناسبة لسدادها، وقرر المؤتمر أن يكون مساعدو الأمين العام على النحو الآتي:
1-مساعد الأمين العام للمشرق العربي، ويتولاه اتحاد الكتاب العرب في سوريا

2-مساعد الأمين العام للخليج العربي والجزيرة العربية، وتتولاه رابطة الكتاب الكويتيين.
3-مساعد الأمين العام لإفريقيا، ويتولاه الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين.
4-مساعد الأمين العام للبلدان المغاربية، ويتولاه اتحاد الكتاب التونسيين.
ومن القرارات التي اتخذها المؤتمر العام كذلك أن يكون توقيت اجتماعات المكتب الدائم نصف السنوية في المواعيد والأقطار الآتية، على أن يحدد فعاليات كل مؤتمر بالاتفاق بين أعضاء المكتب الدائم:
1-منتصف عام 2016، ويعقد في سوريا.
2-نهاية عام 2016، ويعقد في العراق.
3-منتصف عام2017،ويعقد في مصر.
4-نهاية عام 2017، ويعقد في السودان.
5-منتصف عام 2018، ويعقد في الإمارات.
6-وسيعقد المؤتمر ال (27) في نهاية العام 2018 في المغرب.
وقرر المؤتمر العام انعقاد «مؤتمر فلسطين»، في ذكرى النكبة، وذلك في القطر المغربي الشقيق ابتداء من 15 مايو2016، وقرر أن يتشكل نواب رئيس تحرير مجلة الكاتب العربي بأشخاصهم من كلّ من:
1- د.مبارك سالمين من اتحاد اليمن.
2- د.عبد المجيد شكير من اتحاد المغرب.
3-عاصم الشيدي من جمعية سلطنة عمان.
4-الفاتح حمدتو من اتحاد السودان.
ووافق المؤتمر على تشكيل لجنة برئاسة رئيس اتحاد كتاب مصر وعضوية رؤساء اتحادات الأردن ولبنان والإمارات وفلسطين والسودان والجزائر لاقتراح تعديل النظام الأساسي، وبحث التعديلات اللازمة للائحة التنفيذية، على أن تعرض هذه التعديلات على مؤتمر عام استثنائي لمناقشتها قبل إقرارها. وسيكون نهاية شهر فبراير/‏‏‏‏شباط 2016 هو آخر موعد لتلقي أي اقتراحات من الاتحادات العربية في هذا الشأن. كما قرر المؤتمر منح جائزة القدس لاثنين كل عام أحدهما عربي غير فلسطيني، وذلك لتشجيع الكتابة عن القدس في أعمال إبداعية وفكرية من كتاب عرب وأجانب. كما وافق المؤتمر على إنشاء جائزة سنوية تخصص لعرب فلسطين 1948، مع تعديل لائحة جائزة القدس، ووضع لائحة جديدة للجائزة الثانية، وعرض هذه اللوائح مع التعديلات المنتظرة على النظام الأساسي واللائحة التنفيذية في انعقاد استثنائي للمؤتمر العام. كما قرر المؤتمر استحداث «توصيات المكتب الدائم والمؤتمر العام»، التي تضم القرارات والتوصيات التي لم يتم تنفيذها للتذكير بها والحث على ضرورة تنفيذها، وتنفيذ قرارات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي عقد في طنجة- المغرب بتاريخ من 4-6 حزيران/‏‏‏‏ يونيو 2015 بشأن كل من:
1- دعم صندوق الاتحاد العام.
2- إنشاء جائزة أدبية كبرى باسم الاتحاد العام تمنح لأديب عربي عن مجمل أعماله سنويّاً.
3- الاحتفال بيوم الكاتب كل عام يوم 12نوفمبر/‏‏‏‏ تشرين الثاني، وهو ميلاد أديب نوبل نجيب محفوظ.
4- تكريم إحدى الشخصيات المدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان سنوياً.
5- تفويض رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الاتصال بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) لاعتماد تبرع سنوي لصندوق الجوائز.
6- تكليف الأمين العام بمخاطبة الحكومات العربية لتيسير منح تأشيرات الدخول للأدباء والكتاب العرب المشاركين في اجتماعات الاتحاد العام وفاعلياته الثقافية، تمهيدًا لرفع قيود التنقل بين الدول العربية لكل المواطنين العرب.
7- مطالبة الحكومات والجهات العربية المختصة في الدول العربية التي ليس بها تنظيمات ممثلة للأدباء والكتاب كي تسمح بقيامها، باعتبار حق التنظيم حقاً من حقوق الإنسان المعترف به على المستوى الدولي.
كما قرر المؤتمر التحضير لعقد مؤتمر عربي كبير، يتناول الأوضاع الثقافية الراهنة- على المستويين القطري والقومي- من منظور نقدي، تدعى إليه شخصيات عربية فاعلة، من أجل السعي إلى أن تكون مجالس إدارات الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات شركاء فاعلين في وضع السياسات الثقافية لأقطارهم.
وأكد المؤتمر دعم الشعب العربيّ الفلسطينيّ في انتفاضته المباركة ومواجهته مختلف أشكال الإلغاء، والنفي، والإبادة، التي يتعرّض لها من سلطات الاحتلال «الإسرائيلي»، وتأكيد حقه في مقاومة الاحتلال، وتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، والتأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، ودعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة الجزر المحتلة (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى) من إيران، وتعزيز ثقافة المقاومة بوصفها الطريق الوحيدة لاسترجاع الحقوق العربية المغتصبة من غير سلطة احتلال، ومن ذلك الاحتلال «الإسرائيلي» لفلسطين، وللجولان السوريّ، ولمزارع شبعا اللبنانية، والاحتلال التركي للواء إسكندرون السوريّ، إدانة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره، الذي أمعن، ولمّا يزل، في إراقة الدماء في غير جزء من الجغرافيا العربية، وفي تدمير الإرث الحضاريّ للأمة العربية، ولكل الحضارات العالمية، وإدانة مختلف أشكال القمع التي تمارسها بعض الأنظمة السياسية العربية بحقّ المبدعين والكتّاب، ورفض مختلف أشكال التدخل الأجنبي في شؤون الدول العربية، ومختلف أشكال الوصاية، ودعم الشعوب العربية في تقرير خياراتها بنفسها، ورفض مختلف أشكال التطبيع مع الاحتلال «الإسرائيلي» لفلسطين، ومختلف أشكال المحاكمات بحقّ الأدباء والكتّاب العرب، وإشاعة ثقافة التنوير، واستثمار مختلف الإمكانات لمواجهة الفكر الظلاميّ والإقصائيّ، وفضح وتعرية الممارسات التي تستهدف تقييد إرادة الشعوب العربية.
وبارك المؤتمر الجهود الرامية لإحلال السلام والوفاق في بعض الأقطار العربية ونزع فتيل الاحتراب بين أبناء الشعب الواحد، كما أكد المؤتمر تصعيد وتعظيم دور المثقفين في فضح كل المؤامرات التي تستهدف الأمة والوطن من قوى خارجية طامعة وأخرى ظلامية، وثالثة إرهابية، وحشد كل الطاقات لمواجهة هذه الأخطار الجسيمة التي تستهدف تمزيق الوطن وتدميره والنيل من وحدته، وسلامة أرضه.

وفي مجال الحريات في الوطن رصد تقرير المؤتمر بعض التجاوزات والممارسات التي أدانها بشدة، وهي:
1- استغلال العدو الصهيوني للأحداث الجارية في المنطقة لتحصين إرهابه الفكري والجسدي واتباع أسلوب القتل الميداني اليومي، والتدمير الممنهج، والتضييق على الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة عن أرضهم.
2- تغليب المفهوم الأمني على مفاهيم الحرية محاولةً لرد الهجمة الإرهابية، ولحماية المجتمعات والدول، من خطر الجماعات الظلامية التكفيرية، مع الإشارة إلى أن كثيراً من أنظمة الحكم العربية، ترتاح في الأصل والأساس إلى هذا النمط من التعامل السياسي مع المبدعين والمفكرين والأدباء والكتاب.
3- استباحة الجماعات التكفيرية الظلامية للإنسان العربي ولكل ما يرمز إلى الحضارة العربية والإنسانية الأصيلة، فأعمال القتل لا تترك طفلاً ولا شيخاً ولا رجلاً ولا امرأة ولا كاتباً ولا مفكراً.
4-ضيق الأفق عند بعض الجماعات والقوى الدينية، إذ بدل اللجوء إلى الحوار مع المبدعين كتابة أو شعراً أو فنّاً، فإنهم يحاولون إرهابهم وتكفيرهم بالادعاء عليهم أمام القضاء بذريعة ازدراء الأديان.

5- لجوء بعض الأنظمة والمؤسسات الإعلامية إلى تكميم أفواه الإعلاميين أو إلى منع وسائل إعلامية معينة من البث الفضائي، على الرغم من وفرة القنوات الإعلامية التي تبث الحقد والفرقة والضغينة بين أبناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد.
وأكد المؤتمر العام على مجموعة من النقاط، وهي:
1- رفض التعرض لأي كاتب أو مدون أو أديب تحت أي ظرف ومن أي جهة سلطوية كانت أو مجموعة متطرفة تكفيرية أو قوة احتلال وسيطرة.
2- الدعوة إلى مقارعة الكلمة بالكلمة، والحجة بالحجة، حيث إعلاء كرامة الإنسان واحترام حقوقه، وأولها حرية الفكر والمعتقد.
3- الدعوة إلى إطلاق سراح الأدباء والمفكرين والكتاب، إذا كان احتجازهم ناتجاً فقط عن نتاج أدبي أو فكري قدموه، أو رأي أبدوه.
4- إعادة النظر في الإجراءات التعسفية بحق مؤسسات إعلامية، فالإعلام والتربية صنوان في بناء الإنسان ومراقبة الحكومات وشحذ الأفكار وتأصيل الإبداع.
5- إدانة ما تقوم به الجماعات المسلحة المتمثلة في «داعش» والقاعدة والحوثيين، لما تمثله أفعالهم من إسقاط لقيمة الإنسان، وجراءة على دمه. كما أكد المشاركون تمسكهم بمواقفهم المبدئية والثابتة للدفاع عن حرية الأدباء والكتاب .
وخلص البيان الثقافي إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات التي تكفل للكاتب العربي حماية ذاته عقلاً وفكراً وعلماً، وتتمثل في:
أولاً- التأكيد أن نزعات التطرف الديني تتناقض مع الجذور الثقافية العربية، بل وتطعن في أسسها.
ثانياً- موجات التطرف هذه ليست مستوطنة في أجزاء من الوطن فقط، بل هي داءٌ مستشرٍ في جل خلايانا العربية، وينبغي أن تكون مواجهته عربية شاملة كذلك.
ثالثاً- إعادة القراءة والفهم لمقدساتنا الدينية، في ضوء العقل والواقع وضرورات العصر الحديث، والتواصل مع الآخر من مثقفي الغرب والشرق لاطلاعه على حقائق الاعتدال والوسطية في مقدساتنا هذه.
رابعاً- تراث العرب يحمل كثيراً من الثمين- في عصور الازدهار- وبعضاً من الغث- في عصور الانحسار-، وعلينا أن نلتفت إليه بشكل منهجي موضوعي، ولا يتسنى لنا هذا إلا عبر مؤسسات قومية كبرى، ونطالب في هذا الصدد بإنشاء مؤسسة للتراث العربي بتمويل من سائر الأقطار.
خامسًا- الانفتاح الثقافي على كل ما يتناسب مع الأصالة، ومواجهة موجات التكفير، عبر نشر مفاهيم الديمقراطية والحريات والتفاعل مع الآخر من موقع الثقة بالنفس، لا الاستلاب.
سادساً- ضرورة قيام وسائل الإعلام والصحافة بدورها القومي المنطلق من المصالح العربية ومفاهيمنا الحضارية، بعيداً عن التبعية والاحتواء.
سابعاً- ضمان حريات النشر والإبداع والتأليف، مع الحفاظ على اللغة الفصحى، بما لا ينفي جهود الإبداع المحكي من اللهجات العامية العربية.
ثامناً- إقامة مشروع عربي مشترك في مجال الترجمة، يعنى بتقديم الأدب العربي إلى العالم، كما ينقل إلينا ما يصب في نهضة عربية علمية وعقلية، وتنظيم مؤتمر دوري للترجمة وقضايا الفكر بصفة عامة كل عامين، يبدأ دورته الأولى بالإمارات العربية المتحدة.
تاسعاً- تأكيد الاتحادات العربية دعم المجتمع المدني- بصفتها جزءاً منها-، ونشر الحريات، وحقوق الإنسان، والعدالة بين سائر أبناء الشعب العربي وصولاً إلى تحقيق الديمقراطية المناسبة لمجتمعنا.
عاشراً- التنسيق بين سائر الاتحادات الإقليمية العربية في ممارسة الأنشطة الثقافية من نشر للكتاب وتوزيعه، عبوراً لكل الحدود المصطنعة، وتجاوزاً للحواجز، وبخاصة الرسوم الجمركية التي تفرض على تداول الكتاب من دولة عربية لأخرى.
حادي عشر- إذا كان بعض همومنا العربية الآن، وبخاصة التطرف والأمية، يعود إلى التربية وتشوه التعليم، فينبغي الالتفات إلى بناء الإنسان العربي منذ الطفولة، وتغذية الحس النقدي لديه، وغرس جذور الانتماء القومي في هذه النفوس الغضة منذ بدايتها، عبر تعلم اللغة العربية- قبل اللغات الأجنبية-، ودرس التاريخ والحضارة وسائر مرتكزات هويتنا.. مع ربط النظرية بالتطبيق بفتح الحدود لكل طفل عربي ليلم بمعالم كل أقطار العرب، من خلال السياحة والتنقل، إضافة إلى برامج الإعلام المختلفة.
وكرم حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الحفل الختامي الكاتب محمد سلماوي، الأمين العام السابق، على مجمل جهوده في مسيرة الاتحاد العام وللخدمات الوطنية والقومية التي قدّمها خلال الفترة المنصرمة، كما كرّم الشاعر إبراهيم بوهندي النائب الأول للأمين العام سابقاً، ويوسف شقرة النائب الثاني للأمين العام سابقاً، والروائي الفلسطيني حسن حميد، والشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد، والشاعر سامي مهنا، والمترجم صالح علماني، وغريب عسقلاني، ومحمد حلمي الريشة، ومحمد لافي، ووليد أبو بكر، ومن مكتب الأمانة العامة سابقاً رفقي بدوي، وسمير درويش، كما كرّم الشاعر المصري علاء عبد الهادي.