آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-10:32ص

أخبار وتقارير


كاتب صحفي يقدم شهادته عن اللحظات الأولى للإنفجار الذي استهدف محافظ عدن

الأحد - 06 ديسمبر 2015 - 06:05 م بتوقيت عدن

كاتب صحفي يقدم شهادته عن اللحظات الأولى للإنفجار الذي استهدف محافظ عدن

عدن(عدن الغد) خاص:

 

قدم الكاتب والإعلامي جمال حيدرة  روايته عن اللحظات الأولى التي تلت الانفجار الذي استهدف سيارة محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد واودت بحياته يوم الأحد .

وتنشر "عدن الغد" هنا نص الشهادة والتي جاء فيها :

 

بحكم موقع بيتي القريب من مكان الانفجار الذي أيقظ عدن صباح هذا اليوم كنت ضمن عشرات العاجزين عن فعل شيء يذكر للشهيد اللواء جعفر محمد سعد وعدد من مرافقيه الذين احترقوا حتى انطفأت أرواحهم بين نيران اللهب

كنت ابحث عن أرقام من أعرفهم من قيادات أمنية في المحافظ لكي نبلغ عن الحادث كنت ابحث عن أرقام من اعرفهم من المنظمات العاملة في مجال الصحة لكي ينقذوا المحافظ وحراسته وبسبب الارتباك والخوف انطمست كل الأسماء وتلاشت وبقيت أذرع المكان ذهابا وإيابا دون ان أصنع شيئا يذكر للواء جعفر وحراسته ..لا أستطيع وصف لحظات الألم تلك التي كنت فيها عاجزا ومن غير حيلة ومعي حشود تصيح وتصرخ بعجز أيضا .

 

 كم كنت أتمنى أن أسمع "ونان" سيارات الإسعاف التي تبرعت بها الإمارات لعدن كم تمنيت أن أرى سيارة من سيارات الإطفاء التي تبرعت بها الإمارات لعدن ..كم تمنيت أن أرى طقما عسكريا أو شاصا للمقاومة ..الجميع اختفى وبقى اللواء جعفر وحيدا يصارع النيران حتى انطفأت روحه وصعدت إلى بارئها ونحسبه عند الله شهيدا .

 

كيف لا وهو من كان قبل لحظات من استشهاده مع الأطفال الذين تجمعوا أمام منزله وطالبوها بإخراج  عدد من البلاطجة الذين احتلوا مدرستهم ورفضوا الخروج منها  قال للأطفال إني ذاهب الآن لاستعادة مدرستكم وأعاد إلى قلوبهم الأمل بأن يتعلموا كسائر الأطفال وكان التالي في برنامجه افتتاح مركز الإصدار الآلي وهو الرجل الذي لم يفته أي نشاط أو فعالية في عدن الا وكان حضوره عنوانها الأبرز ودون خوف سار الرجل بخطى الملوك بين أوساط الناس متلمسا لهمومهم ومشاكلهم باذلا جل وقته لحلها ومعالجتها ..كان قريبا من الناس ولهذا كان هدفا سهلا لصناع الموت والإجرام وقد قتلوه بدم بارد، لكن ينبغي أن لا تبرد مشاعرنا نحن الأحياء ويموت اللواء جعفر في ذاكرتنا أو على تقدير في ذاكرة الأطفال الصغار وهم أخر من امتلأ ناظره بهم في صباح تراجيدي أليم ..

كمواطن أوجعه رحيل اللواء جعفر على هذه الصورة الأمنية الهشة لن أوجه عتبي وحرقتي الا لمن كانوا وجعفر في جبهات القتال في حين كان ما يسمى بالشرعية خارج حدود الوطن ذلك أنهم لم يسييجوا عدن وجعفر بإجراءات أمنية مشددة وثانيا لانهم لم ينفذوا جعفر من الموت حرقا، ونحن الذين بحت حناجرنا من فرط المنادة بمعالجة الملف الأمني ..ندرك أن اورقا سياسية تلعب في صنعاء وتخطف أرواح رجالتنا في عدن وما اعلان داعش وتبنيها للعملية الا تشويش اعلامي على حقيقة انتصار المقاومة الجنوبية واستعادة عدن والجنوب عامة، والحفاظ على ذلك النصر  مسؤولية نحملها قيادات المقاومة وفي مقدمتهم القائدان العائدان للتو العميد عيدروس الزبيدي وشلال شائع ..