آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-03:33م

أخبار وتقارير


القيادي احمد الحسني يكتب عن ذكرياته مع الشهيد (جعفر محمد سعد)

الأحد - 06 ديسمبر 2015 - 04:57 م بتوقيت عدن

القيادي احمد الحسني يكتب عن ذكرياته مع الشهيد (جعفر محمد سعد)

كتب / احمد عبدالله الحسني

فجعت عدن وفجع الجنوب العربي كله بنبأ استشهاد اللواء الركن جعفر محمد سعد محافظ عدن الباسلة عاصمة الجنوب العربي الأبدية صباح هذا اليوم 6 ديسمبر 2015 . 

 عرفته شابا يافعا مقداما وضابطا في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كله نشاط وحركة متفاني في تنفيذ واجباته ومهامه مخلصا بلا حدود للمهمة الوطنية الكبرى بناء جيش الجنوب القوي والحديث متسلحا بمعرفة نظرية واسعة وتجربة عملية قيمه واصل الليل بالنهار مثله مثل رفاقه في صفوف القوات المسلحة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لكي يحوز الجنوب على أفضل جيوش المنطقة العربية وأقواها عتادا وعدة وأكثرها حسما وعزما  

انتمى إلى شعب الجنوب ببساطته وعفويته وشجاعته وصبره وصموده .

وشاءت الأقدار ان التقيه في بريطانيا حيث جمعتني به ظروف اللجوء وعشنا معا في شارع واحد نلتقي دوما على حب الوطن والإيمان بالانتصار الحتمي لشعبنا ووطننا على الاحتلال وقوى التخلف والظلام .

عاش الشهيد جعفر محمد سعد حياة بسيطة لم يغادر خلالها قط ثوابت ونواميس وتقاليد وصفات أبناء عدن الشرفاء فكان الصديق الوفي الصريح المباشر المتعاون القريب المعطاء بلا تكلف وبلا تحفظ .

عندما ناداه الوطن لم يتردد  جاءني ليبلغني بالأمر وقد ناقشت معه تفاصيل التفاصيل وتحدثنا عن الأمل الكبير الذي لاح لنا في الأفق وتمنيت له كل النجاح والتوفيق ولولا إصابتي بنوبة قلبيه يومها  وعدم توفر إي وثيقة سفر أو أوراق ثبوتية أخرى لدي حينها  لرافقته إلى عدن .

حمل معه إلى عدن عاصمتنا الأبدية الحضارية كل الآمال والأحلام بعدن الغد الجديد عدن المستقبل الوضاء المشرق 

وكله عزم وإرادة على إنقاذ عدن مما يخططه لها أعداؤها وفتح الطريق أمامها لتنعم بالسلم والسلام والأمن والأمان وليتمكن أبناء عدن من تحقيق أحلامهم والعيش في مدينة السلام والمحبة والوئام في رخاء طال انتظاره  ولتعويضها عن سنوات عجاف تجرعت خلالها صنوف الظلم والهوان ولإعادة البسمة والاشراقة إلى وجوه أبنائها الأخيار 

وقد عبرت له عن دعمي ومساندتي له ووقوفي إلى جانبه في مهمته الوطنية الكبرى وكان اتفاقنا على ان الحق به إلى عدن بعد إتمام بعض الإجراءات الضرورية وشاءت الأقدار ان تمنعني من شرف المشاركة معه في بناء عدن العزيزة الغالية وخدمة شعبها العظيم واستعادة الجنوب بهويته المسلوبة .

لم تنقطع اتصالاتنا مع الشهيد الكبير البطل المغوار ابن عدن البار اللواء الركن جعفر محمد سعد سواء بالتلفون أو عبر الرسائل المختلفة ولم الحظ في إي منها إي تردد أو تشكيك في النجاح والانتصار ولا زال صدى صوته في إذني  هل استلمت الجواز ومتى باتجي اشتيك هنا يابو حميد بجنبي . كما لم تنقطع اتصالاتنا بزوجته الإنسانة الودودة  الذكية الصحفية السابقة والسياسية الملتزمة بقيم مدينة النور والسلام عدن بنت عدن كوثر شاذلي المنتمية لإحدى الأسر العدنية العريقة لقد تحدثت إليها ليلة البارحة 5 ديسمبر 2015مطمئنا وإذا بها تؤكد إصرارها على تلبية نداء الواجب والالتحاق بزوجها ورفيق دربها وشريك حياتها لتقف إلى جانبه في مهمته الوطنية الكبيرة وهي على نار في انتظار طائرة رحلتها إلى عدن بعد ان غادرت لندن إلى القاهرة .

ان إقدام قوى الغدر والخيانة على ارتكاب جريمتها الكبرى باغتيال محافظ عدن  اللواء الركن البطل جعفر محمد سعد هذا اليوم يعبر عن ضيقها بالنجاحات المحققة وعدم قبولها بأي تقدم يخدم استقرار وامن وأمان عدن لان ذلك يفضح كل مؤامراتها ويسقط الأقنعة عن عملائها ويعري أساليبهم التضليلية المخادعة بعد ان لمست يقينا ان المحافظ يمتلك من الإرادة والحسم ما يجعله يصمد في وجه كل الأساليب المتعددة الملتوية التي استخدمتها معه وضده لإيقاف سيل نجاحاته ولوضع حد لشعبيته التي تتزايد يوما بعد يوم . لقد افقدها توازنها ومعها قوى وأحزاب يمنيه ظلاميه كثيرة بانجازاته الرائعة والتفاف الناس من حوله وهو الذي لا يستند إلى حزب ولا يمتلك أدوات الدعاية والإعلام ولا يمتلك عشر ما يمتلكونه من مال ونفوذ وسلطة لكنه استطاع بأشهر قليلة معدودة ان يضع الجميع وراءه . 

ونحن أمام هذه الفاجعة المؤلمة بخسارتنا الكبيرة لأحد ابرز وأفضل من أنجبتهم عدن بل الجنوب العربي كله اللواء الركن جعفر محمد سعد فإننا نقف إجلالا وتعظيما واعتزازا لدوره في محافظة عدن و بمواقفه النبيلة الشجاعة ولتكن مواقفه الوطنية وأدائه الرائع في خدمة عدن نبراسا ينير طريقنا لخدمة الجنوب ودعوة لنا جميعا للوقوف صفا واحدا في وجه الظلام والإرهاب والحقد والكراهية . 

لقد انقطعت عن ممارسة العمل السياسي فترة طويلة لأسباب متعددة ليس هنا مجال لذكرها لكني أجد هذه الواقعة المزلزلة تدفعني لأوجه النداء إلى كل أبناء الجنوب الأحرار لوقف كل أسباب التنازع والاختلاف ووضع حد قاطع لهدر الوقت وإضاعة الفرص والاتعاظ مما يحصل في أقطار وطننا العربي في سوريا في العراق في ليبيا واليمن والتوجه فورا إلى الفعل الناجع لإيقاف الطوفان قبل ان يغمرنا جميعا ويدمر وطننا ويمزق نسيجنا الاجتماعي وستجدونني في مقدمة الصفوف . الا يكفي ما يحصل في حضرموت وما يحصل في أبين وشبوه وما حصل اليوم في عدن لإقناعكم بان العدو واحد وأنكم جميعا هدفا له وان وطنكم وشعبكم هو الضحية .

واختم بقوله تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )صدق الله العظيم .

احمد عبدالله الحسني