آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-04:20م

ملفات وتحقيقات


في ظل تعنت تربية لودر وعدم رفدها بالمعلمات .. مدرسة العين للبنات بين الطموح والهلاك

الإثنين - 09 نوفمبر 2015 - 07:40 ص بتوقيت عدن

في ظل تعنت تربية لودر وعدم رفدها بالمعلمات .. مدرسة العين للبنات بين الطموح والهلاك
طالبات المرحلة الإبتدائية بمدرسة البنات العين - عدن الغد

العين (( عدن الغد )) خاص

كتب- فهد البرشاء

ما أن وضعت الحرب أوزارها في المحافظات الجنوبية بين مليشيا الحوثي والمخلوع من جهة والمقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي من جهة أخرى,وبعد إجازة قسرية أخذتها مرافق الدولة في الجنوب,حتى بدأت الحياة تعوج شيئا فشيء إلى هذه المرافق, وبدأت تسري بين أوصالها لتعود أغلب المرافق لممارسة نشاطها وعملها في محاولة منها لتطبيع الحياة وكسر حاجز الخوف والفوضى والدمار الذي خلفته هذه الحرب وأحدثتها مليشيا الغزو الحوثي ومحروق صنعاء..

 

مدارس العين بتوجهاتها الثلاثة كانت من ضمن تلك المرافق التي عادت على إستحياء إلى ذات نشاطها وعملها لتعوض مافاتها ولتصلح ما أفسدته الحرب الضروس التي شهدتها المدينة طوال خمسة أشه منذ مارس حتى أغسطس..

 

عاد الطلاب يحملون حلم معانقة (أقرانهم) وزملائهم قبل عناق حجراتهم الدراسية كي يستذكرون تلك اللحظات العصيبة بين (زمجرة) المدافع وهدير الطائرات ولعلعة الرصاص, ولعلها اللحظات التي (أختزلت) طفولتهم وبراءتهم وسنوات أعمارهم في لحظات الخوف والتوجس والترقب, هكذا (يحكون) لبعضهم في ساحة المدرسة وفي الصفوف وفي كل لحظة يلتقون فيها بزميل عاد للمدرسة..

 

غباء بإمتياز

عاد الطلاب يحملون بحلم الحصول على (تعليم) متزن مكتمل غير منقوص أو ذا حلول (ترقيعية) فكرامة الشعوب ورقيها وإزدهارها وتطورها يبدأ من المدارس ومن التعليم وشتان بين مدارس يتخرج منها (نوابغ) وجهابذة, وبين مدارس تتبع سياسية التجهيل وإدارات تربوية تسعى لإفراغ المدارس من معلميها بحجج وذرائع ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان, فتغدوا المدرسة خاوية على عروشها طلابها (جهلة) وأغبياء بإمتياز..

 

تسونامي التجهيل

لعل بعض الطلاب من الذكور في مدرسة العين (للبنين) يجدون (لذة) ومتعة في (خلو) مدرستهم من المعلمين وترك الحبل على القارب لهم ليسرحوا ويمرحوا كيف يشاؤون دون رقيب أو حسيب أو جهة تقف في وجه (تسونامي) التجهيل الذي باتت تتبعه بعض الأطراف النافذة في منظمومة التربية وبمباركة من أعيان ووجهاء المدينة التي تغرق هي الأخرى في الفوضى والفساد والعبثية..

 

الصمت وسمة التآلف

ولكن الحال يختلف كثيرا في الشق الآخر من مدرسة العين وتحديدا في قسم (الطالبات) الذي يعتبر جزء من مدرسة الذكور (بسور) مؤقت لحل مشكلة الإختلاط فيما بين (الجنسين), فما أن تدلف من بوابتها الصغيرة حتى تتكحل ناظريك بالرسومات التي تزين جدرانها وأشجارها, وحالة الهدوء التام والصمت الرهيب الذي يسيطر عليها (ويطبق) على المكان, فيشعرك للوهلة الأولى أنه لايوجد فيها (طالبات) البتة, بيد أن هذا الصمت والسكون الذي يخيم عليها هو الحالة الإيجابية والرائعة التي أستطاعت المعلمات والمتطوعات رغم (قلتهن) أن تخلقها وتفرضها على الطالبات بروح المحبة والتسامي والتآلف فيما بينهن..

 

عدم رضاء

لم تكن الصفوف التي بالكاد أستطاعت أن تحتضن بين أركانها هذا الكم الهائل والعدد الكبير من الطالبات بأحسن حال, ولم يكن هذا الصمت والسكون تعبير كاف ودليل على رضاء الطالبات والمعلمات (البديلات) عن وضع التعليم في المدرسة, فالمدرسة تفتقر لأهم العناصر ومقومات العملية (التعليمية) فيها والذي يتمثل في عدم وجود (معلمات) مؤهلات وأساسيات (كقوة) وظيفية لهذه المدرسة أسوة بباقي مدارس مديرية لودر التي تعج بالكادر التربوي النسائي..

 

معلمات بديل

تعتمد مدرسة (البنات) إعتماد كلي وأساسي في عملية التدريس على معلمات (بديلات) واللأتي يعتبر معظمهن غير مؤهل ويحمل شهادة الثانوية العامة, والسبب يعود في ذلك لسياسة (العنصرية) التي أنتهجها مكتب التربية ضد هذه المدرسة وعدم الدفع بمعلمات رسميات ومؤهلات للمدرسة رغم علم مكتب التربية في المديرية والمحافظة بحاجة مدرسة البنات للمعلمات لاسيما وأن المدرسة تشهد إقبال كبير ومتزايد للطالبات بعد عملية الفصل التي شهدتها المدرسة بين الجنسين في مطلع العام2013م والذي وصل عدد الطالبات في كل المراحل مايربو عن الــ (550) طالبة يتوزعن على عدد (8) فصول دراسية, ناهيك عن طالبات المرحلة الثانوية اللأتي يدرسن في ذات المدرسة وينفس طاقم المعلمات (البديلات)..

 

حلول ترقيعية بديلة

الحلول البديلة والترقيعية التي قام بها مدير مدرسة العين (للبنين) الأستاذ/ جلال السعيدي والذي يدير مدرسة (البنات) في إستقدام دارسات كلية وخريجات ثانوية عامة وذات كفاءة ساعدت إلى حد كبير في أن تستمر المدرسة كل هذه السنوات وتحظى الطالبات بقدر لابأس به من التعليم, إلا أن ذلك ليس كافٍ بحسب بعض المعلمات والطالبات خصوصا وأن التعليم وإيصال المعلومة يحتاج لذوي الخبرة والكفاءة والأسلوب التربوي (الصرف), بعد أن رفضت إدارة تربية لودر والمحافظة رفد المدرسة (بمعلمات) مؤهلات كقوة وظيفية أساسية تٌغني عن (المعلمة) البديل, رغم (الضمانات) والإلتزامات التي قدمها مجلس الآباء والأهالي وإدارة المدرسة لإدارة التربية بلودر في سلامة المعلمات وعدم تعرضهن لأي (مضايقات) من أحد..

 

حجج واهية

الحجة التي دائما ما نسمعها من قِبل إدارة تربية لودر في عدم رفد المدرسة بمعلمات على خليفة قضية (سب) وإساءة كانت قد تعرضت لها إحدى المعلمات في أواخر العام2000م غير كافية, وسبب غير مقنع ولا منطقي لحرمان جيل بأكمله من الطالبات من التعليم وعدم حصولهن عن تعليم مكتمل الشروط والأهداف, بل هو دليل كاف وقاطع بحسب الكثير من أولياء الأمور على أن منظومة تربية لودر لا تريد (البتة) أن تحظى (بنات) وطالبات مدينة العين ومناطقها على أي تعليم مستوفي الشروط والأركان, وإلا فما تفسير هذا (التعنت) تجاه مدرسة العين (للبنات) كل هذه السنوات ورغم كل المحاولات التي يقوم بها الوجهاء ومجلس الأباء بالمدرسة؟.

 

شفير الهلاك

وبين هذا (التعنت) من تربية لودر وأبين وعدم إستجابتها للمطالبات المتكررة وطموح الطالبات في حصولهن على تعليم كاف ووقف معايير وشروط تربوية سليمة تقف مدرسة البنات (بالعين) على (شفير) الهلاك والضياع, على أمل أن يستشعر المعنيين حاجة ومعاناة المدرسة في إستقدام معلمات مؤهلات لها بدلا من الحلول الترقيعية والموسمية التي لاتسمن ولاتغني من جوع, والتي لن يطول أمدها طالما والغضب والأستياء قد أعتلى ملامح الكثير من الغيورين من الأهالي على وضع التعليم في مدرسة البنات والتعليم ككل في المدينة..

 

 

ختاما:

نتمنى أن تضع تربية لودر وأبين حلول جذرية ومرضية لكل الأطراف, وبالذات الطالبات اللأتي (يبحثن) عن التعليم في ظل هذا التجاهل واللأمبالاة والإهمال الذي يطالهن,وقبل أن يقع الفأس في الرأس وترفع مدارس (العين) الرأية البيضاء معلنة عن توقف إضطراري للعملية التعليمية فيها حتى تتعادل الموازين فيما بين مدارس المديرية ككل بدلا من سياسية الكيل بمكيالين فيما بين مدارس المديرية ..