سلطت وفاة أسامة بن لادن بغارة جوية مزيدا من الضوء على احد الفروع البارزة لتنظيم القاعدة في اليمن , وهو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان الولايات المتحدة قد تلقت بلاغا عن مكان تواجد أسامة بن لادن في آب / أغسطس من العام الماضي , لكن كبار المسئولين في إدارة اوباما كانوا ينظرون إلى تنظيم القاعدة في اليمن من انه يشكل تهديدا اكبر من تنظيم القاعدة بباكستان .
ونتيجة لضعف الحكومة اليمنية المركزية والتضاريس الوعرة وانتشار الفقر فقد سمح ذلك للمتشددين بالعمل بحرية إلى حد ما على الرغم من سلسلة من الغارات والهجمات الجوية من قبل حكومة علي صالح والذي بدوره زاد من تعاونه في الحرب ضد القاعدة إلى جانب الولايات المتحدة.
ولكن ومع ضعف حكومة الرئيس صالح ودفعها إلى حافة الانهيار , حيث يبقى موقف اليمن ضعيف إزاء كبح نشاط المتطرفين بما في ذلك نوع الهجمات الانتقامية ضد الولايات المتحدة والتي بدورها تحاول ان تحمي مواطنيها منها.
وحذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما في خطاب ألقاه الليلة الماضية حيث قال فيه : ليس هناك من شك في ان القاعدة ستواصل الهجمات ضدا, وأضاف " ولكن من المتوجب علينا ان نظل متيقظين سواء في الداخل أو في الخارج".
تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يتميز عن تنظيم أسامة بن لادن.
لقد كان وقع الهجوم قبالة سواحل عدن , وهي مدينة ساحلية تقع جنوب اليمن , قد لفت الانتباه الدولي لأول مهمة لتنظيم القاعدة تحت لواء بن لادن وذلك قبل سنة من هجمات 9/11 حيث قام تنظيم القاعدة بعملية انتحارية ضد البحرية الأمريكية يو اس اس كول ما أسفر عن مقتل 17 ضابطا أمريكيا.
وفي الآونة الأخيرة , استهدف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أمريكا في عقر دارها مرتين وذلك في غضون سنوات عديدة, وكلا العمليتين باءتا بالفشل وذلك بعد المؤامرة في يوم عيد الميلاد 2009 والقنبلة الموقوتة في داخل احد آلات الطباعة حيث تمت هذه العميلات بقيادة ناصر الوحيشي وهو سجين سابق في خليج جوانتانامو لسنوات وقد كان مساعدا لأسامة بن لادن في أفغانستان .
ويقول غريغوري جونسن، وهو متخصص في شؤون اليمن في جامعة برينستون.
"لكن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية اليوم يعمل وبشكل مستقل عن تنظيم بن لادن , وبالتالي فان وفاة بن لادن من غير المرجح بان يكون له تأثير كبير على الفرع اليمني".
ناصر الوحيشي والذي يدير التنظيم في جزيرة العرب كمنظمة موازية , وفي هذا يكون الوحيشي القائد والذي تؤول إليه أمور سيطرة التنظيم حيث يؤدى قسم الولاء له بالطريقة نفسها التي كانت تستخدم لأسامة بن لادن "كما يقول السيد جونسن" ويضيف أما بالنسبة للعمليات يوما بعد يوم فانا لا أرى في ذلك وجود تأثيرا كبيرا.
استجابة ضعيفة لسلفية بن لادن في الوطن
((كان ثناء الحكومة اليمنية سريعا للغاية على الغارة الأمريكية على بن لادن))
رحبت حكومة الجمهورية اليمنية بالقضاء على أسامة بن لادن الأب المؤسس لشبكة ( القاعدة) الإرهابية حيث قالت الحكومة في بيانا لها " ان العملية الناجحة التي تقودها القوات الأمريكية يشكل معلما ضخما في الحرب العالمية الجارية ضد الإرهاب.
ولكن الاستجابة لمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن قد تكتم عنها وبشكل ملحوظ في اليمن وهو الموطن السلفي لبن لادن وذلك من خلال تكثيف الاحتجاجات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
يقول الشاب حسام احد المتظاهرين في ساحة التغيير في صنعاء "ان وفاة أسامة بن لادن لا تعني لنا شيئا ولن يكون لها أدنى تأثير على الشعب اليمني وإنها لن تؤثر أيضا على تنظيم القاعدة في اليمن " .
وكان العديد في شوارع العاصمة لايعلمون حتى حول الغارة الأمريكية والتي قتلت اكبر شخص مطلوب في العالم.
هل يمكن لصالح استخدام تهديد تنظيم القاعدة للبقاء في السلطة؟
لكن ومع نهاية المطاردة الأمريكية لابن لادن والتي دامت لعشر سنوات قد لا يحصل على استجابة قوية من الشارع اليمني , ويعتقد البعض ان أخبارا كهذه ستخلق فرصة للرئيس صالح والذي يستعد للحرب وذلك من اجل الإبقاء كرسي الحكم والذي طال لمدة 32 عاما.
أقام الرئيس صالح حلفا مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم القاعدة مع مضاعفة الولايات المتحدة لدعمها العسكري إلى 150 مليون دولار العام الماضي وحذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما مؤخرا من ان رحيل صالح قد يعني مكاسب للجماعات الإرهابية.
صرح الرئيس صالح لقناة البي بي سي من ان القاعدة تتحرك داخل المخيمات (الاحتجاجية) وهذا بدوره أمر خطير للغاية "وأضاف "لماذا لا يبحث الغرب في هذا العمل الخطير وأثاره الخطيرة والمدمرة للمستقبل؟"
يدعي المتظاهرون من ان مبالغة صالح في تهديدات القاعدة في جزيرة العرب التي يتغنى بها لسنوات ما هي إلا مكاسب سياسية يجنيها صالح من ورائها والان حيث يبدوا ان صالح مدعوما من قبل المبادرة الخليجية والتي من شانها ان يترك السلطة مقابل الحصانة حيث يمكن ان يكون متطلعا للاستفادة من وفاة بن لادن.
ويقول يحيى عبد الله الجار الله احد المتظاهرين في صنعاء " ان تنظيم القاعدة في اليمن كانت دائما أداة سياسية ولن تكون مفاجأة لنا إذ ا كان يبني تهديد القاعدة الان".
ترجمة حصرية لـ"عدن الغد" : عادل الحسني
