آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

دولية وعالمية


عيد الأضحى يفاقم معاناة الأسر العربية

الأحد - 20 سبتمبر 2015 - 12:13 م بتوقيت عدن

عيد الأضحى يفاقم معاناة الأسر العربية
تزامن العودة المدرسية مع حلول عيد الأضحى عبء يصعب على العائلات العربية تحمله

لندن(عدن الغد)العرب:

عيد الأضحى هو الموسم الأمثل لبيع ما تعب على تربيته الرعاة من ماشية، وما بذلوه من جهود في رعايتها وتسمينها طوال الشهور الماضية.

والمعروف أن دخل معظم العائلات الفلاحية السنوي في الدواوير والقرى من المال يعتمد على ما يبيعونه من مواشيهم في هذا الموسم بالمدن والحواضر والأسواق.

ويسمي المغاربة كبش الأضحى بالعيد، وهي تسمية قديمة توارثها الأبناء عن الأجداد، حتى صار ذبح الكبش في عيد الأضحى من التقاليد الثابتة، ولا فرق بين عائلة ميسورة وعائلة فقيرة لا تستطيع شراء كبش العيد.

والمشكلة لا تتعلق فقط بالأسرة بل إن لها سلسلة من التوابع من أهمها أن الأسرة في الكثير من المدن والقرى المغربية لا تزال تقيم في منزل العائلة من الآباء والأجداد، مما يفرض على الأسرة المغربية ذبح كبشين أو أكثر مما يضاعف همَّ معيليها.

ويؤكد السوريون أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن في سوريا، في إشارة إلى بدء العام الدراسي وقدوم عيد الأضحى بعد عدة أيام، معتبرين أن شهر سبتمبر لدى عموم السوريين يحمل ثقلا كبيرا لأنه شهر النفقات، حيث تزامنت فيه العودة المدرسية مع حلول عيد الأضحى.

يذكر أنه بعد أكثر من أربع سنوات ونصف من عمر الأزمة السورية، يعيش مئات الآلاف من السوريين في مخيمات اللجوء وفي العديد من دول الجوار حياة البؤس والتشرد، ويصعب عليهم توفير قوتهم اليومي، فما بالك بالاحتفالات بمواسم الأعياد وما تتطلبه من نفقات.

ولا يختلف الأمر كثيرا في اليمن، حيث تعيش نسبة كبيرة من الأسر اليمنية الفقيرة والمتوسطة صعوبات اقتصادية كبيرة فاقمتها الحرب التي تعيشها البلاد، إذ أن نفقات العيد ومستلزماته تعتبر مكلفة ولا تتناسب مع دخل هذه الأسر، حيث تراجع دخلها بمقدار النصف وأكثر، في ما فقد موظفو القطاع الخاص وظائفهم ولم يعد لهم أي دخل، لذا سيكون من الصعب جدا تحمل أي نفقات إضافية خلال هذا العيد.

    ارتفاع الأسعار لم يقتصر فقط على الأضاحي بل تعداها ليشمل الخضر والفواكه التي عرفت هي الأخرى ارتفاعا جنونيا وبلغت مستويات قياسية مع اقتراب عيد الأضحى

وأكدت الإحصائيات أن ضعف الدخل أصبح مشكلة مزمنة تؤرق اليمنيين وهذا ما جعلهم ينحدرون إلى مستويات تصل أحيانا إلى تحت خط الفقر، حيث يقع نحو 70 بالمئة في خط الفقر وما تحته بعدما تدهورت الأوضاع المعيشية بسبب الحرب، وتشكو الأسر اليمنية خصوصا منها المعتمدة على دخل محدود من الوظيفة مع الدولة أو المزارعين الموسميين في الأرياف من قلة الدخل خلال الشهور الماضية مقارنة بمستوى النفقات الباهظ والذي التهم كل مدخراتهم بسرعة.

وتعاني الأسر المصرية من غلاء الأسعار في مختلف القطاعات في الوقت الذي تستعد فيه لاستقبال عيد الأضحى والذي تزامن مع عودة الدراسة مباشرة، الأمر الذي لا تتحمله الأسر خاصة في ما يتعلق بنفقات المدرسة من شراء للملابس والمستلزمات المنزلية التي شهدت ارتفاعا كبيرا.

ولا يختلف الأمر كثيرا في السعودية حيث تذمر المواطنون من ارتفاع أسعار الأغنام مع اقتراب عيد الأضحى، وذكروا أن أسعار الأضاحي تشهد ارتفاعا ملحوظا نتيجة ارتفاع الأعلاف وكثرة الطلب مع قلة المعروض، وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بالمدينة المنورة المهندس حمود الحربي إن صوامع الغلال رفعت سعر كيس العلف المركب، وأوضح أن الطاقة الإنتاجية من أعلاف الماشية لا تغطي حجم الطلب، وأشار إلى أن تزايد أعداد الثروة الحيوانية خاصة الإبل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الأعلاف على حساب الماشية من الضأن والماعز، من أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف.

وكشف رئيس لجنة المواشي بغرفة جدة سليمان الجابري أن عدد المواشي المستوردة خلال موسم الحج وعيد الأضحى يصل إلى مليوني رأس، إلا أن هذا الحجم سيسهم في استقرار أسعار المواشي خلال موسم الحج وعيد الأضحى.

وفي تونس يبدو أن الأمر يكاد يكون مختلفا من حيث العرض والطلب، فقد أكد عبدالمجيد الزار، رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة، أن “السوق التونسي مزود بحوالي مليون و60 ألف خروف، رغم أن احتياجات التونسيين تتمثل في 900 ألف خروف فقط وهو ما يعني أن العرض يفوق الطلب”، معتبرا أن “التخوف اليوم ليس من عدم تلبية احتياجات السوق بل من انهيار أسعار الخروف، لاسيما بعد ارتفاع ظاهرة تهريب الخروف الأسباني من ليبيا إلى تونس، فضلا عن تزامن عيد الأضحى مع العودة المدرسية، ما سيثقل كاهل التونسي ويدفعه إلى عدم شراء الأضاحي”.

    تعاني الأسر من غلاء الأسعار في مختلف القطاعات في الوقت الذي تستعد فيه لاستقبال عيد الأضحى والذي تزامن مع عودة الدراسة مباشرة

وكشفت دراسة أنجزت في وقت سابق أن 88 بالمئة من المستجوبين يقومون بالأضحية إما بالخروف 15 بالمئة أو الكبش 76 بالمئة، وتقوم أضاحيهم على عدة عوامل منها معيار اختيار الأضحية، حيث يختار 61 بالمئة من المستجوبين الأضاحي حسب إمكاناتهم المادية و23 بالمئة يشترون الأضحية حسب النوعية و19 بالمئة حسب الشكل و34 بالمئة تعود شراءاتهم للأضحية حسب عدد أفراد الأسرة والوزن.

وفيما يتعلق بدواعي الأضحية، فهي بحسب 82 بالمئة من المستجوبين لإحياء العادات والتقاليد و14 بالمئة لتحقيق رغبات الأطفال و10 بالمئة لتجتمع أفراد العائلة.

وبشأن فترة شراء الأضحية، يشتري 50 بالمئة من المستجوبين أضاحيهم قبل العيد بفترة وجيزة و19 بالمئة يشترون قبل العيد بفترة طويلة، و13 بالمئة يشترونها ليلة العيد لعدم توفر مكان لحفظ الأضحية أو لتقليص المصاريف الإضافية.

وبخصوص مصادر التمويل، فإن 49 بالمئة يشترون الأضحية من رواتبهم الشهرية و19 بالمئة يوظفون المبالغ المدخرة لشراء الأضحية و9 بالمئة يتزودون من إنتاجهم الذاتي و19 بالمئة يستدينون لشراء الأضحية و4 بالمئة يشترون بالتقسيط.

وأكدت الدراسة أن استهلاك الحوامض يرتفع بنسبة 74 بالمئة ويزيد استهلاك الخضار بنسبة 73 بالمئة و56 بالمئة ترتفع شراءاتهم للفواكه و56 بالمئة يزيد اقتناؤهم للمشروبات الغازية.

وأشارت الدراسة إلى أن لحم الأضحية يسهم في التقليص من استهلاك اللحوم والمنتجات البديلة كالدجاج والسمك أسبوعا فما فوق لدى 41 بالمئة من المستجوبين، ويستغني 28 بالمئة عن شراء اللحم لمدة شهر، و13 بالمئة تنقص شراءاتهم للمنتجات البديلة لأكثر من أسبوع، في حين يساهم لحم العيد لدى 11 بالمئة في تقليص استهلاكهم للمنتجات البديلة لأقل من أسبوع.

ومع اقتراب عيد الأضحى، يزداد إقبال المواطن الجزائري على أسواق الماشية، وأكد المواطنون أن سعر الأضاحي يشهد ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنة الماضية، ويرجع السبب على غرار بقية الدول العربية إلى ارتفاع أسعار العلف، كما أرجعها البعض الآخر إلى الظروف المناخية الصعبة التي عرفتها الجزائر خلال فصل الشتاء المنقضي الذي عرف تهاطلا كثيفا للثلوج لأزيد من 20 يوما، مما أدى إلى وفاة العديد منها، كما أكد البعض أن تهريب المواشي قلص من عدد رؤوس الماشية الموجودة في الجزائر، حيث أن مواشي المنطقة من أحسنها، وبالتالي زاد الطلب عليها بشكل كبير من قبل السماسرة المختصين في عملية التهريب.