آخر تحديث :الأحد-02 يونيو 2024-10:07ص

دولية وعالمية


الأقصى ساحة حرب

الثلاثاء - 15 سبتمبر 2015 - 11:14 م بتوقيت عدن

الأقصى ساحة حرب

القدس - ((عدن الغد)) / السفير اللبنانية

لليوم الثالث على التوالي، تحوَّل المسجد الأقصى إلى ساحة حرب، بعدما اقتحم جنود الاحتلال الاسرائيلي باحات الحرم القدسي من جهة بابي المغاربة والسلسلة، وحطموا بوابات الجامع القبلي واعتدوا على المصلّين والمعتكفين في داخله بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والدخانية، ما أدى إلى جرح 26 فلسطينياً.
وأعلن "الهلال الأحمر الفلسطيني" إصابة 26 فلسطينياً بجروح ورضوض وحالات اختناق، بينهم ثلاث إصابات في الرأس وواحدة في اليد".
وقال المنسق الإعلامي في "مركز شؤون القدس والأقصى" (كيوبرس) محمود أبو العطا لوكالة "صفا"، إن قوات كبيرة من التدخّل السريع وحرس الحدود والقنّاصة اقتحمت الأقصى، وأخرجت المصلّين إلى خارج المسجد، وحاصرت المسجد القبلي، واقتحمته حتى وصلت إلى منبر صلاح الدين.
وأضاف أن تلك القوات قطعت الكهرباء عن المسجد القبلي وحطّمت أحد أبوابه، وتمّ تكسير بعض النوافذ التاريخية من الناحية الشرقية خلال الاقتحام، وإلقاء القنابل الصوتية والحارقة والغازية السامة باتجاه المعتكفين داخل المسجد، ما أدى لوقوع إصابات.
وأشار أبو العطا إلى اندلاع حريق في أحد أبواب المسجد القبلي بسبب القنابل الحارقة، ولكن رجال الإطفاء تمكّنوا من السيطرة على الحريق.
وحوّلت قوات الاحتلال محيط المسجد الأقصى إلى منطقة عسكرية مغلقة، ونصبت الحواجز العسكرية على كافة مداخله، ومنعت الرجال ممن هم دون الـ 50 عاماً من الدخول إليه، وكافة النساء، وكذلك طلاب وطالبات المدارس الشرعية.
ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية عن أحد العاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى قوله، إن هذا الاقتحام يعتبر "سابقة"، من خلال اللجوء لتحطيم وتكسير بوابات المسجد القبلي، وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير هائل، وحرق جزء جديد من سجاد المسجد، وتكسير عدد من نوافذ وشبابيك المسجد التاريخية.
وعلى ضوء المستجدات الخطيرة في الأقصى، عقدت اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" اجتماعا طارئا لها اليوم نددت في ختامه بـ"محاولات الحكومة الإسرائيلية تمرير مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى"، رافضة "المخططات الإرهابية الإجرامية"، التي "لن تمر تحت اي ظرف من الظروف".
واضافت المنظمة في بيان أنها دعت الى "وجوب عقد جلسة فورية لمجلس الأمن لاتخاذ ما يلزم لوقف هذه المخططات الإسرائيلية".
ونددت الحكومة الفلسطينية في بيان عقب اجتماعها في مقرها في رام الله بـ"قيام قطعان المستوطنين واليهود المتطرفين وعلى رأسهم وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ اقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك"، معتبرة اياه "جريمة ارهابية".
كما دانت "فرض حصار عسكري على البلدة القديمة بالقدس وعلى المسجد الأقصى، ووضع متاريس حديدية بالقرب من بواباته".
من جهته، حذّر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، تل أبيب من استمرار الاستفزازات والاقتحامات والاستخفاف بالمشاعر الدينية الفلسطينية والعربية، مشيراً إلى أنه سيتمّ اتخاذ الإجراءات المناسبة، واللجوء إلى قرارات هامة.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير" واصل أبو يوسف أن "اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى يُشكّل علامة فارقة في إمكانية تقسيم المسجد زمانياً ومكانياً"، محذراً من محاولة الاحتلال "جرّ المنطقة إلى حرب دينية، الأمر الذي لن يقبل به أبناء شعبنا، ما يتطلّب تدخلاً عاجلاً لفرض عقوبات على الاحتلال".
كذلك، بحث الرئيس الفلسطيني التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، بحسب ما ذكرت وكالة "وفا".
وبحسب الوكالة، فإن الطرفين بحثا مواضيع أخرى، متعلقة بـ"ملف المصالحة، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا كونه الطريق الوحيد لإنهاء الانقسام".
إلى ذلك، أجرى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتصالاً بالملك الاردني عبدالله الثاني لبحث استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، وضرورة استمرار التحرك المشترك عربياً ودولياً لمواجهة هذه الاعتداءات الخطيرة التي تستهدف التقسيم الزماني والمكاني للمسجد المبارك.
ويشهد المسجد الاقصى مواجهات منذ الأحد، وزاد من التوتر ارتفاع عدد اليهود الذي يدخلون الى باحة المسجد الاقصى بسبب ما يُسمى "رأس السنة اليهودية".
وفي المواقف الدولية، أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أن أي انتهاك أو محاولة احتلال للمسجد الأقصى، يعد "لعباً بالنار من قبل إسرائيل".
وقال قالين خلال مؤتمر صحافي عقده في القصر الرئاسي في أنقرة "نحن نعلم إلى ماذا ترمي هذه الممارسات، فالحكومة الإسرائيلية تسعى لتقسيم بعض أجزاء المسجد الأقصى، زمانيا ومكانيا، مثلما فعلت بالمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، وذلك من أجل شرعنة دخول المستوطنين اليهود المتطرفين إليه".
وأضاف "ندين بشدة اقتحامهم (الجنود الإسرائيليين) بأحذيتهم العسكرية القذرة، الأراضي الطاهرة للمسجد الأقصى، وسجاداته، وجوامعه".
من جهتها، دعت ايران الى عقد اجتماع طارئ لـ"منظمة التعاون الاسلامي" بعد اليوم الثالث من الإعتداءات الإسرائيلية في الأقصى.
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم "الدول الاسلامية الى ادانة عدوان النظام الصهيوني على الاماكن المقدسة للمسلمين"، مضيفة أن ايران "تريد اجتماعاً طارئاً للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي لبحث التحركات الواجب القيام بها".
إلى ذلك، حذر الاتحاد الاوروبي من اي "استفزاز" اثر تجدد المواجهات في الاقصى، مكررا دعوته للحفاظ على "الوضع القائم" في المسجد.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الاوروبية مايا كوسيانسيتش إن "تصعيد العنف يشكل استفزازا وتشجيعا على الكراهية، وخصوصا خلال فترة الاعياد اليهودية ومع اقتراب عيد الاضحى لدى المسلمين"، مضيفة أن "التزام كل الاطراف الهدوء وضبط النفس هو امر ملح".
وجددت المتحدثة دعوة الاتحاد الاوروبي الى "احترام صارم للوضع القائم في الاماكن المقدسة"، منبهة الى ان "اي تغيير في هذا الوضع ستكون له تداعيات خطيرة تزعزع الاستقرار"، الامر الذي عبرت عنه ايضا الولايات المتحدة والامم المتحدة.