آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-04:59م

حوارات


القاصة الشابة شذى الخطيب لـ "عدن الغد" : فن الكتابة موهبة من الله و كثيرون هم قدوتي

الجمعة - 31 أغسطس 2012 - 06:29 م بتوقيت عدن

القاصة الشابة شذى الخطيب لـ "عدن الغد" : فن الكتابة موهبة من الله و كثيرون هم قدوتي

عدن ((عدن الغد)) خاص :

حاورتها / أسماء ضيف الله

 

عرفي نفسك للقراء؟

 

شذى شوقي الخطيب يمنية و لي الفخر ولدت في أجمل المدن العربية "عدن"، المدينة الحاضرة التي تجمع  بين قطري العالم الشرق والغرب، وأعيش في مدينة جدة بالسعودية منذ عمري أربع سنوات،  ولم أفارقها إلا لسفرات في الصيف و أخرها إقامتي في الأردن للدراسة الجامعية، وشكلت الأردن نقطة إنطلاق لتكوين شخصيتي الحقيقة، والتي بدأت تتبلور عند إلتحاقي بالمدرسة الإبتدائية، تعلمت القراءة و الكتابة و منذ الصغر  بدأ شغفي بقراء أي شيء يقع في يدي، وأول محاولتي للكتابة عبر دفتر مذكرات  وعمري 11 عاماً مازلت أحتفظ به إلى اليوم.

 

متى كانت بدايتك في الكتابة القصصية، ومن شجعك لذلك؟

 

أول محاولتي للكتابة 2005م، قصتي القصيرة(بيت البنفسج)، ولم أستطيع إكمالها لعدم تمكني حينها من إيجاد الفكرة والخيال المناسب لذلك، تركتها وظليت أربع سنوات لم أكتب شيئاً وفي 2009م قررت فعلاً أن أكتب قصة جديدة، راودتني فكرتها في 2008م، وشجعتني لذلك صديقتي العزيزة "لوين إسكندر"، حيث فتحت لي طريقاً لم يخطر على بالي مطلقاً، وأقترحت علي:" ألكتابة والنشر على صفحات "الفيسبوك" قائلة:" نحن سنقرأ لك"، وكتبت ( الوادي) قصة عاطفية أول قصة طويلة لي، ونشرتها في "الفيسبوك"  وجدت تشجيعاً من القراء و لابد من ذكرهم وهم: "لوين إسكندر، فاطمة أبو الشوارب، هند عمرو، وسام عبد الله و سوسن الشريف" هؤلاء أول من قرؤوا لي وشجعوني  وفي قصتي الثانية الطويلة" انتظار دائم"، وبعدها بدأت احترف الكتابة، كما شجعاني والدّي  وأهلي  فكتبت قصص طويلة و قصيرة حتى وصلت لكتابة قصتي (الخادمة)، أردت نشرها وبحثت عن دار نشر ولكني توقفت، وفكرت أن أتمهل أكثر عدت وكتبت( بيت البنفسج)، بصورة مختلفة وتمهلت أيضاً حتى كانت (الزنبقة السوداء) باكورة أعمالي.

 

لماذا الزنبقة السوداء باكورة أعمالك المطبوعة؟

 

الزنبقة السوداء فيها تكامل عناصر الوصف والسرد والتشويق نسبة الحوار فيها قليلة واللغة عالية فكان إختياري لها، والحمد لله صدرت عن دار "الفكر العربي" في العاصمة المصرية القاهرة، ولاقت إقبالاً كبيراً وضمن المنافسة الآن في إطار جائزة الشيخ زايد للكتاب عن دورتها السابعة المقررة في سبتمبر الجاري، وقصة "الزنبقة السوداء" تقع في 128صفحة،من القطع المتوسط 15×20، ضمت تسعة فصول، غلافها رسمه الفنان علاء أمين، تدور أحداثها عن الصراع الداخلي في الإنسان أمام المتغيرات الإجتماعية و الإنفتاح الإجتماعي، والإختلاف الثقافي والحضاري بين الدول العربية، وبطلاتها  طالبات في سكن جامعي ضمهن، من جنسيات عربية مختلفة في العاصمة الأردنية عَمان، حيث تلقيت دراستي الجامعية هناك، وأشير إن عنوان قصتي مستوحى من زهرة "الزنبقة السوداء" التي تزرع كثيراً في الأردن، في رمزية أخرى لحياة الطالبات اللواتي  بعمر الزهور، وتجدر الإشارة هناك  قصة تحمل نفس  الإسم  والمشهورة في الأدب العالمي  "للكسندر دوماس" الذي عاش 1802-1870م،
هذا كما نشرت لي قصص قصيرة في مجلة "زهرة الخليج" ومواقع إليكترونية مختلفة  منها "عدن الغد" في مدينة عدن.

 

مَلًكة الكتابة موجودة لدى الكثير في المقابل إنخفاض عدد القراء، هل مستوى ثقافة المجتمع يؤثر سلباً على الكاتب؟

 

نعم .. تؤثر كثيراً  ومن تجربتي أستفدت كيف أجعل القارئ يقرأ لي، فالصورة تجذبنا كثيراً "التلفزيون"، فيجب أن أكون دقيقة في الوصف ليسهل على القارئ التخيل وكأنه يرى شريطاً سينمائياً أمامه، وأشده بلغة  متمكنة و سلاسة الأسلوب، وإستخدامي لعنصر التشويق لدفعه متابعة القصة، التي تتركز على المفاجأة، و حدثني أحد قراء "الزنبقة السوداء" :" إنك تضعين القارئ في فخ كبير أو فخاخ متعددة في القصة الواحدة "، قد تكون نهاية قصصي سعيدة لأن ذلك  مايريده  القارئ، ولكن يبقى السؤال كيف وصلت الأحداث إلى هذه النهاية السعيدة، فهنا أستخدمت عنصر التشويق، ولم أجعل القارئ يخمن بسهولة  إيقاع الأحداث، حتى لو قرأ  نهاية القصة أو لا كما يفعل البعض  فلا يمكنه تخمين الأحداث، وتكون بحجم مناسب فالقارئ العربي أصبح يمل بسرعة من طول الكتاب والوصف الكثير للأماكن، ويريد التوغل بالحدث والشخصيات لذلك أحرص للدخول في عمق القارئ النفسي، فالقارئ لكتاباتي يشعر وكأنني أكتب عنه،  فدراستي في مجال علم النفس ساعدتني كثيراً.

 

كيف أستفدت من تخصصك في كتاباتك؟

 

درست بكالوريويس بتخصص "التوجيه و الإرشاد" أحد فروع علم النفس الحديث  ويعني بالتوجيه النفسي والتربوي لكل أفراد المجتمع، ويقدم خدمات إرشاديه كالإرشاد الأسري، المدرسي، المهني والجمعي، ومكني على فهم النفس الإنسانية وظروف مشاكلها النفسية والأخلاقية والتربوية والمعاناة الإنسانية التي يعانيها الفرد، في عدم قدرته على التوافق ما بينه ومجتمعه والأفكار التي تتضارب في داخله، وعلم النفس يقدم أهم الدراسات النفسية كالتحليلية التي أسسها "فرويد"        والسلوكية والذاتية والعقلانية وهي مدارس مهمة صقلت معرفتي بعلم النفس وزادتني خبره في فهم النفس الإنسانية، وتقييم شخصيتي والآخرين وتحسين من سلوكي وأخلاقي و كيفية التعامل مع من حولي.

 

تقيمين بعيدة عن وطنك هل بوسع كتاباتك ملامسة المواطن اليمني وهمومه؟

 

نعم.. هذه مشكلة و لكن حاولت في قصتي " الزنبقة السوداء" وعبرت عن المواطن اليمني المغترب في السعودية والأردن، كما كتبت عن الحالة الإجتماعية في اليمن وأبطالها من المجتمع اليمني، و أحاول أن أجتهد أكثر لأسخر كتاباتي عن ذلك، وأحد أسباب  نشري "الزنبقة السوداء" لأن قصصي السابقة لم تكن تلامس المجتمع اليمني، فأردت فيها أظهر للقراء  شخصيات  من نوع مختلف، أتكلم عن مجتمع وناس لم يعرفهم البعض مسبقاً، نتيجة للتعتيم الإعلامي، هناك الكثير لا يعرفون حضارة المجتمع اليمني وحياته الإجتماعية، ويعرفوه فقط بعادة مضغ "القات" مع كل أسف، عكس الأنفتاح الإعلامي العربي والغربي على الحضارة المصرية وبلاد الشام و الرافدين.

 

من هم أستاذتك ومعلميكِ في فن الكتابة القصصية ؟

 

أولاً فن الكتابة موهبة من الله، وكثيرون هم قدوتي ولكن الأسلوب الذي أحببته جداً في الكتابة أسلوب "أجاثا كريستي" السهل الممتنع، ومازالت قصصها إلى الآن تحقق رواجاً منقطعاً النظير، بالنسبة للأفكار و الخيال  الكاتب "الروسي دستوفسكي" معلمي الحقيقي ولا أنسى "أنوريه دي بلزاك، فيكتور هوجو، شارلوت برونتي، الإسكندر ديماس، ميشال زيفاكو، توفيق الحكيم، مصطفى أمين، سعاد حلمي و سناء البيسي"، ثم جاء نجيب محفوظ الذي أراه سيد الرواية العربية، برأي القصة العربية خلقت من نجيب ومن يريد أن يتعلم الكتابة عليه أن يدرس نجيب محفوظ فأنا أضعه الآن في أعلى قائمة الأساتذة، رغم أنني قرأت له متأخراً، و لم أتربى على أدبه و لكن صقلت موهبتي بكتاباته، و أهم من ذلك كله هو كتاب الله "القرآن الكريم" سيد الكتب فمن يريد يتعلم اللغة العربية  عليه أن يبدأ بالقرآن الكريم و لا يتركه مطلقاً سواء واجباً دينيا أو تعليمياً.

 

لمن تحبي تقرائي؟

 

لأمين معلوف أحببت رواياته وهو أحد معلميي حالياً، والكاتبة السورية "هيفاء بيطار" لها إنتاج أدبي جميل وكذلك "بيار روفائيل"، قرأت له العديد من القصص أيام المراهقة، وأتمنى أقرأ لـ "حنا مينة" وللأسف قصصه غير موجودة عندنا،  وعلى ضوء ما رأيت من مسلسلات مأخوذة عن أعماله إنه كاتباً مبدعاً، وأتمنى القراءة لـ "جمال الغيظاني" صديق نجيب محفوظ، و أحب أشعار "زاهي وهبي" و "نازك الملائكة" فهي ملهمة حقيقة لي، وأكيد هناك كتاب جيدين و لكن المسالة في الإعلام السيئ، بالإضافة إن التلفزيون و "الإنترنت" يسرق الوقت من القارئ و أتمنى قريباً قراءة روايات  الكاتب اليمني البروفسور "حبيب سروري"، ويشرفني كثيراً أنه  قرأ قصة قصيرة لي بعنوان "صورة أمي"        وكلماته كانت أكثر تشجيعاً لي .

 

هل  الرجل بطلاً مُطلقاً لرواياتك، أو كأنثى تُحبي توجيه أدبك لبنات جنسها؟

 

في أغلب كتاباتي الرجل دائماً حاضر ومتوازي مع المرأة، "بيت البنفسج" البطل حاضراً بشكل قوي والعنصر التشويقي، في القصة القادمة "إبنة الريح" أيضاً، والبطل  في قصصي ليس ملاكاً بل بشراً يخطئ و يصيب، وهذا ما جعل أعمالي تلامس الناس، وواقعهم الحياتي والنفسي ويرون ضعفهم و قوتهم في تلك الشخصيات، فأنأ لا أتكلم عن رجل المستحيل بل عن بشر، وهذا ما يهمني، وبالعكس أنا أحب أن أشاكس الرجل بكتاباتي وأتفوق عليه وأغور في نفسيتيه، بل البس ثوب الرجل لكي أقدمه للقراء بصورة صحيحة، كما أفعل مع المرأة تماماً.

 

  مدى إرتباط قلم شذى بالدين الإسلامي؟

 

الدين الإسلامي هو الحياة التي نعيشها  هو القانون الذي يحكمنا هو المجتمع، أقدم المشكلة وأضع لها الحل فيما يتوافق مع ديننا الإسلامي وأخلاقياته، لا أخرج عن ذلك الإطار أبدا فأعالج مشاكل قصصي على هذا الضوء، وطالما هناك عقل يفكر ويبدع متحرراً من أي قيود، ويحلق بعيداً بشرط ألا يمس الدين، ولا تصل الكتابات  إلى الرذيلة الأخلاقية، وتقديم  الشر و الخير ووضعهما في النفس الإنسانية وفي الحياة، لكن إذا توقفنا عند الحلال والحرام في مسألة تناول الجوانب الإنسانية فلن أكتب شيئاً، لأني أنا هنا مرآة للشخصية الإنسانية في شرها و خيرها.

 

ماذا تفكرين حالياً؟

 

ما هي الرواية  التالية التي سأقدمها للجمهور فعلي إن أختار بتمعن، لأقدم للقارئ أفكار متنوعة و منها  قصتيي"إبنة الريح" و "أوراق رابعة" سأختار أحدهما بأذن الله .

 

 

 

متى ستتوقفين عن الكتابة ؟

 

بأذن الله أتمنى أظل أكتب حتى أخر يوم في حياتي، لأن الكتابة أصبحت جزء مني وعلى من يحب قلبي عليه أن يحترم عقلي.

 

كلمة أخيرة ؟

 

أوجه الشكر لأمي وأبي وللصحفية نورهان عبدالله التي ساندتني بأول الطريق، ولعمتي لبنى الخطيب التي سعت إعلامياً للتعريف بمسيرتي الحالية، وعمتي سميرة الخطيب التي وجهتني للكثير من الأمور  و أشكرك جداً عزيزتي أسماء بأنك أعطيتني جزءً من وقتك وأشكر كل أصدقائي المهتمين بكتاباتي و يتابعون ما أنشره واشكر صحيفة "عدن الغد".