آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-08:30م

اليمن في الصحافة


ولد الشيخ يعود للرياض... و100كيلومتر تفصل الشرعية عن صنعاء

الأربعاء - 12 أغسطس 2015 - 04:39 م بتوقيت عدن

ولد الشيخ يعود للرياض... و100كيلومتر تفصل الشرعية عن صنعاء

العربي الجديد

يستمر التكتم حول نتائج مفاوضات مسقط التي أجراها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع مسؤولين من جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائهم، في سلطنة عُمان، على الرغم من انتقال المبعوث الأممي، أمس الثلاثاء إلى الرياض، حيث التقى بمسؤولين يمنيين وخليجيين. كذلك لم تغب الأزمة اليمنية عن المشاورات التي أجراها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو أمس، على وقع التطورات الميدانية المتسارعة والتي تجعل من معركة ملاحقة المليشيات تقترب من العاصمة صنعاء. وباتت قوات الشرعية تبعد عن العاصمة اليمنية قرابة مائة كليومتر فقط وسط أنباء عن تجهيز قوة عسكرية كبيرة تقدر بالآلاف للمشاركة في المواجهة الفاصلة.


سياسياً، جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، خلال لقائه المبعوث الأممي، تأكيده على أهمية تنفيذ القرارات الدولية من قبل المليشيات وخصوصاً القرار 2216، معتبراً أنه "لا مناص من دحر القوى الانقلابية وعودة الشرعية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني". ونقل موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، الذي يديره موالون للشرعية، عن هادي قوله، خلال اللقاء، إنّ "أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية"، في إشارة إلى المقترحات التي يعمل المبعوث الأممي على إنجاز اتفاق حولها. كما ناقش ولد الشيخ أحمد مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية وسُبل دفع العملية السياسية السلمية على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار، حسبما ذكر بيان للأمانة العامة لمجلس التعاون. 
ووصل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض آتياً من مسقط، والتي أجرى فيها لقاءات مع وفد عن الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، فيما يفترض أن يعرض نتائج جولته في المنطقة وخصوصاً اللقاءات الأخيرة في مسقط والرياض على جلسة خاصة بمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء. 
ميدانياً، تجري العمليات العسكرية الأهم في محيط محافظة ذمار وداخلها، ولا سيما بعد اقتراب "المقاومة" من السيطرة على كامل محافظتي البيضاء وإب، بوابتي ذمار الشرقية والجنوبية. فبعد تحرير أبين، توجهت قوات الشرعية، لدعم "مقاومة" البيضاء حيث بدأت تقترب من إكمال السيطرة على كامل المحافظة، التي تُعد البوابة الشرقية لمحافظة ذمار، المعقل الثاني المذهبي والعسكري لمليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع. وسقطت مديرية عتمة، إحدى مديريات ذمار بيد "المقاومة"، وهو ما يشير إلى أن المعركة انتقلت إلى داخل ذمار، القريبة من صنعاء وبوابتها الجنوبية، بالتالي تكون قوات الشرعية قد أصبحت على مسافة تبعد ما يقارب مائة كيلومتر من صنعاء فقط.

كما أن محافظة اب تشهد تطورات متسارعة بعدما تمكنت "المقاومة" فيها من السيطرة على عشر مديريات، ولا سيما على مديرية يريم، المحاذية لذمار من الناحية الجنوبية. وحسب مصادر في "المقاومة"، فقد سيطرت الأخيرة على مديريات "العدين الأربع ومنها "مذيخرة" الفرع (مركز المدينة)، وقطعت كل خطوط إمداد الحوثيين على طريق الحديدة - إب، وطريق إب - العدين وطريق مذيخرة – تعز". وأكد سكان في المحافظة في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" وجود العديد من الجثث للقتلى من الحوثيين في العدين والخط الممتد منها إلى مدينة إب.
وتشهد محافظة إب منذ أيام انتفاضة مسلحة تمكن "المقاومون" إثرها من السيطرة على العديد من المديريات في الريف، واقتربوا من مدينة إب، مركز المحافظة الذي يحمل الاسم نفسه. وتحتل إب موقعاً مهماً بالنظر إلى خارطة المواجهات في المدن اليمنية، إذ تعد الطريق إلى محافظتي الضالع وتعز اللتين تشهدان مواجهات مباشرة بين "المقاومة" من جهة والحوثيين والموالين للرئيس المخلوع من جهة ثانية. 
في غضون ذلك، تفيد الأنباء في محافظة شبوة أن قوات الشرعية، بعد تحرير أبين، اتجهت نحو محافظة شبوة شرق عدن، كأول محافظة جنوبية نفطية. وتؤكد المصادر لـ"العربي الجديد" أن "قوات الشرعية من جيش ومقاومة، وبغطاء جوي من التحالف العربي، تتقدم صوب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، بعد استعادة مناطق العرم والسوداء والعلم". وعملت قوات الشرعية على تأمين منطقة بلحاف النفطية، ولا سيما ميناء بلحاف ومقر شركة الغاز المسال، أكبر مشروع استثماري في اليمن.
وكانت المليشيات في شبوة قد انسحبت من بعض مناطق المحافظة، وتمركزت في مدينة عتق عاصمة شبوة بعد تحرير عدن، في محاولة منها لتحصين دفاعاتها في عتق. وعملت قوات الشرعية والتحالف خلال الأيام القليلة الماضية على محاصرة شبوة من كل الاتجاهات، وقطعت كل طرق الإمدادات لمليشيات الحوثيين والمخلوع.

وتشارك طائرات التحالف العربي بكثافة في دعم "المقاومة" من خلال غطاء جوي وغارات عنيفة في شبوة والبيضاء وذمار وإب، فيما شاركت مروحيات الأباتشي في معارك أبين وشبوة.
وتتزامن هذه التطورات مع مساعي قوات التحالف العربي لتأمين الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة وسط استمرار تفكيك الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثيين والمخلوع في عدن ولحج وأبين والضالع، فيما قام الوفد الحكومي اليمني الذي عاد إلى عدن يوم الإثنين الماضي، بزيارة المعلا والتواهي وقصر الرئاسة وكريتر، للاطلاع على حجم الدمار الذي تعرضت له عدن.
في موازاة ذلك، يستمر وصول المساعدات الإنسانية والطبية وإخراج الجرحى، فضلاً عن استقبال عدد من اللاجئين العائدين أو العالقين في عدد من دول العالم. وفي السياق،وصلت طائرة انطلقت من مطار القاهرة الى مطار عدن، تحمل مائة وخمسين يمنياً كانوا عالقين في القاهرة، فيما تشير وزارة النقل اليمنية إلى أنه سيتم الإعلان رسمياً، خلال الأيام القليلة المقبلة، عن استقبال مطار عدن للطائرات التجارية، بعد وصول وتركيب معدات المطار وإنجاز ما تبقى من بعض الترميمات الضرورية في أرضيته. كذلك بدأت تصل المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق المحيطة بعدن ومنها لحج. كذلك بدأ الوقود يصل إلى محافظات لحج وأجزاء من الضالع وأبين.