آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-08:27م

حوارات


نازحو المنطقة الوسطى أبين ... تراكم المعاناة.. المدير التنفيذي لجمعية الإصلاح لـعدن الغد : نواجه الكثير من الصعوبات وجهودنا ذاتية ولم نستلم اي معونات

الأربعاء - 12 أغسطس 2015 - 02:11 م بتوقيت عدن

نازحو المنطقة الوسطى أبين ... تراكم المعاناة.. المدير التنفيذي لجمعية الإصلاح لـعدن الغد : نواجه الكثير من الصعوبات وجهودنا ذاتية ولم نستلم اي معونات
العاطفي متحدثا لمحرر عدن الغد

مودية ((عدن الغد)) خاص:

 لم تكد تتعافى المنطقة الوسطى بمحافظة أبين ( مودية لودر الوضيع ) من مأساة إنسانية ألمت بها منذ العام 2011م بعد سيطرة أنصار الشريعة على أجزاء واسعة من المحافظة والتي أشعلت لهيب حربٍ كان للمنطقة الوسطى نصيبا وفيرا منها وقتها سقط الكثير من أبناءها بين شهيد وجريح جراء ذلك الصراع ودمرت كثير من منازل المواطنين  فيما شردت آلاف الأسر من مساكنها تلك الأسر لم تكتفي بدفع ثمن تلك الحرب في العام 2011م فقط فهذه الحرب جاءت لتعيد فتح تلك الجراح التي لم تتعافى بعد وتزيد من حجم الألم والمعاناة

 

في ظل تلك الظروف المأساوية واستشعاراً منا بحجم المعاناة التي يعيشها أبناء المنطقة الوسطى أبين جراء ذلك التراكم والتتابع للصراعات في منطقتهم قامت صحيفة عدن الغد بالنزول الميداني والوقوف عند مستوى مايعانيه نازحو تلك المنطقة فرأينا كيف شرد سكان بعض القرى بصورة كلية مثل قريتي السلامية والحميراء التي طالهما الكثير من الدمار كما شردت بعض المدن والقرى بصورة شبه كاملة مثل لودر والعين والخديرة في الوقت الذي لم تتمكن كثير من الأسر في بعض المدن والقرى الخروج من مناطق الصراع لعدم الحصول على مساكن في القرى المجاورة شبه الآمنة بسبب الكثافة السكانية للنازحين والتي اكتظت بهم كل مرافق ومؤسسات الدولة بالمنطقة بل وحتى المساجد في حين سكن البعض منهم في البيوت القديمة المهجورة والغير صالحة للسكن والبعض منهم سكنوا في العراء تحت الأشجار كحال القبائل البدائية في عصور ماقبل التاريخ

 

الوضع الإنساني في المنطقة سيء بشكل لايمكن لأحد تصوره فمعظم أساسيات الحياة باتت غير موجودة ان مايميز هذه المنطقة والذي أعطى اثر ايجابي أسهم في حل كثير من قضايا النازحين هو وجود البيئة الاجتماعية الفاضلة المشهورة بالجود والكرم والتسابق على فعل الخير وإغاثة ومساعدة وإيواء النازحين وتوفير كثير من أساسيات وضروريات العيش لهم وتسهيل معظم احتياجاتهم هذه الصفات الحميدة صفات يتميز بها مجتمعنا ولله الحمد

 

كما قلنا الوضع الإنساني في المنطقة مأساوي للغاية وهناك غياب لدور المنظمات الإنسانية العالمية بشكل كلي ولا يوجد لها إي اثر ولم تصل إلى المنطقة اياً منها رغم ماسمعنا عبر وسائل الإعلام عن وصول عشرات البواخر الاغاثية التابعة للأمم المتحدة إلى الموانئ اليمنية وخاصة عبر ميناء الحديدة أو عبر المنافذ البرية ورغم المبالغ الكبيرة التي خصصتها الأمم المتحدة وأعلنت عن رصدها لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن

 

ولكن رغم ذلك نقول ان الأمل يبقى موجودا والخير لايفنى وان الحياة لم تصل إلى نقطة نهايتها بعد نعم لقد شاهدنا خلال تجوالنا بالمنطقة ً ان ماتقدمه جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية فرع أبين للنازحين إلى المنطقة الوسطى من خدمات اسعافية اغاثية تسهم في خدمتهم والتخفيف عنهم يعتبر عملاً إنسانيا عظيما وموقفاً نبيلا وفاضلاً يستحق القائمون عليه كل الشكر والتقدير على الجهود الجبارة التي يقدمونها للنازحين رغم شحة الإمكانيات وقلة الدعم خصوصاً في ظل الغياب التام لمنظمات الإغاثة الدولية

 

في ضوء ذلك قمنا بإجراء لقاء صحفي مع  الأخ / جمال العاطفي المدير التنفيذي لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية محافظة أبين الذي ناقشنا معه جملة من القضايا ذات الصلة بنازحي المنطقة الوسطى ومايقدم لهم من دعم اغاثي يهدف للتخفيف من حجم المعاناة والكارثة الإنسانية التي يعيشها بعض سكان قرئ المنطقة

 

 

* أجرى اللقاء: طلال الأزرق

 

- الأخ جمال في البدء مرحباً بك وسعيدون بلقائك .. نود ان نعرف ماهي طبيعة المهام الإنسانية الموكلة إليكم ؟

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه ، طبعاً طبيعة المهام الإنسانية الموكلة الينا هي عملية الإغاثة العاجلة ، كما استطعنا في هذه المرحلة تقديم أدوية لمستشفى مودية ومستشفى لودر وصرفنا مواد إيوائية لما يقارب 7000 أسرة عبارة عن فرش وبطانيات في المديريات الثلاث مودية لودر الوضيع بالإضافة إلى مياه الشرب

 

- في ظل ماتقدموه من دعم اغاثي لنازحي المنطقة الوسطى أبين ماهي المنظمات الإنسانية الداعمة لكم ؟

 

أولى هذه المنظمات التي نتعامل معها هي "قطر الخيرية" و "ائتلاف الخير حضرموت" وهي عبارة عن مجموعة من الجمعيات الخيرية "مؤسسة العون وطيبة ومؤسسة وصل" اما بالنسبة للمنظمات الدولية إلى ألان لم تصلنا منها شيء مع إننا تعاملنا في السابق مع "اليونيسيف" و"الدبليو اف بي" لكن هذه المرة لم نتعامل سوئ مع "قطر الخيرية" وبعض فاعلي الخير القطريين

 

- هل تتحصلون على دعم من قبل شركات أو رجال أعمال أو إي جهات أخرى ؟

 

لانتحصل على إي شيء خاصة في المحافظة لأمن شركات ولأمن رجال أعمال ولأمن جهات أخرى ولكن عبر المركز الرئيسي نتحصل على أشياء كثيرة

 

- ماهو نطاق عملكم الإنساني ؟

 

نتعامل مع اسر فقيرة ونتعامل مع أيتام من خلال صرف مستحقات ثابتة لما يزيد عن 45 أسرة فقيرة كافلتهم "قطر الخيرية" منذ ست أو سبع سنوات كما نتعامل مع مستشفيات نقدم لهم أمور علاجية

 

- بالنسبة لمناطق الصراع والتي لازال سكانها متواجدين فيها ولم يغادروها . ماذا عنهم ؟

 

بعض المناطق استطعنا الوصول إليها وتعاملنا معها وهناك  مناطق أخرى لم نستطع الوصول إليها ، استطعنا الوصول إلى مستشفى لودر وبعض القرى المجاورة لمدينة لودر عدا المدينة لودر لم نستطيع الوصول إليها

 

- ماهي الآلية الإدارية فيما يخص حصر وتسجيل النازحين ؟

 

نحن لدينا متطوعين في كل منطقة تقريبا وبعد عملية الحصر من قبل المتطوعين نقوم بالنزول الميداني ونتأكد من عملية الحصر وبعدها نقوم بعملية الصرف للحالات

 

- المتطوعون هل هم من النازحين أم مواطنين من المناطق التي يتم النزوح إليها ؟

 

في الأغلب هم من المناطق التي يتم النزوح إليها إلا إذا لم يتوفر المتطوع المتدرب نلجأ إلى احد النازحين ثم نقوم بعملية النزول للتأكد من مصداقية ماوصل الينا من معلومات

 

- كم بلغ عدد النازحين المقيدين في كشوفاتكم الذين تقدمون لهم معونات منذ بدء الحرب؟

 

مايقارب 8000 أسرة في النزوح الاول وتقريبا 400 إلى 500 أسرة في النزوح الأخير معظمهم من قرئ السلامية والخديرة وماجاورهن

 

- أماكن إيواء النازحين عادة مؤسسات حكومية .. لماذا لم تعملوا مخيمات ؟

 

نحن نتمنى ان نعمل مخيمات ولكن عمل المخيمات بحاجة إلى أموال باهضة وإمكانيات كبيرة فالمخيمات تحتاج إلى توفير خدمات وهي أشياء مكلفة ، ولكن نحن ولله الحمد في مجتمع مضياف فتجد ان اغلب النازحين اووهم أقرباؤهم ، بقيوا لدينا مثلما نازحي المدارس والمحكمة ومثلما نازحي نادي فحمان

 

- كيف تصلكم المعونات وعبر إي الموانئ في الغالب ومن هي الجهات المشرفة عليها ؟

 

لم تصلنا إي معونات عبر الموانئ كما أخبرتك  لامن حق الملك سلمان ولأمن غيره ولكنا نحصل عليها بجهد ذاتي عبر الجمعية من جهات مثلما "قطر الخيرية" والإخوة في "ائتلاف الخير حضرموت"

 

- هل تصلكم معونات عبر المنافذ البرية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وماذا قدم لكم مركز الملك سلمان ؟

 

لم تصلنا عبر المنافذ البرية إي معونات لامن المملكة ولأمن عمان ولم يقدم لنا مركز الملك سلمان إي شيء

 

- كوننا جهة إعلامية يشكو الينا بعض المواطنين النازحين فساداً ادارياً ويقولون بعد هروبنا من جحيم الحرب في قرانا إلى مناطق شبه أمنة يأتوا الينا مندوبين عن جهات مختصة بشئون النازحين لحصرنا وتسجيلنا ثم نفاجأ ان أسماءنا نحن ليست ضمن كشوفات النازحين ونجدها تسجلت على حساب نزوحنا وتشريدنا أسماء كثيرة لأسر من تلك المناطق الآمنة وهم لم ينزحوا ؟

 

بالنسبة لنا في جمعية الإصلاح لم يحصل معنا مثل هذا الشيء فعندما يقوم المتطوع بإبلاغنا بوجود نازحين في منطقته نقوم بالنزول الميداني للتثبت والحصر ، ولكن إي عمل لابد يشوبه بعض الأخطاء وإذا ماحدثت عملية سقوط لأسماء نازحين أثناء الطباعة نقوم بعملية التصحيح وتلافي الخطأ ، وعلى فكرة أحب أخبرك إننا كنا في السابق نتعامل مع المجالس المحلية فكانوا يرفعوا لنا كشوفات بالنازحين فنقوم بالمقارنة فان وجدنا زيادة في الأسماء حذفناها وإذا وجدنا نقص نقوم بإضافتها

 

- ماذا عن الازدواج في الأسماء . قد يسجل النازح مرة ومرتين وأربع ؟

 

قد تحدث مثل هذه الحالات ولكن نحن بعد استكمال البيانات نطلب البطاقة الشخصية ونعمل بعدها مسح نهائي لكل منطقة وطبعا سوف يطلع إذا ماكان النازح مقيد في عدة مناطق إلا إذا كان مقيد ببطاقة أخرى هنا قد تحدث عملية ازدواج

 

- هل يوجد إي تنسيق بينكم وبين باقي المحافظات ؟

 

نعم يوجد تنسيق خاصة بين فروع الجمعية كون الجمعية متواجدة في جميع محافظات الجمهورية بل ان بعض المحافظات فيها أكثر من مكتب ونتواصل معهم ويمدونا بمعلومات أو بمواد اغاثية إذا نقصت علينا بعضها وهم لايقصروا معنا خاصة المركز الرئيسي

 

- عادة المعونات التي تقدمونها مواد غذائية .. هل توجد معونات أخرى دوائية مثلا أو خيام أو فرش أو بطانيات أو خزانات مياه ؟

 

طبعا نحن عملنا على المواد الغذائية وكذلك الدواء ، وفرنا أدوية لمستشفى مودية ومستشفى لودر أكثر من مرة وربما هذه المرة الرابعة

 

- هل يستفيد النازحون من معوناتكم الدوائية بمستشفيي مودية ولودر ؟

 

بإمكان الإعلام يعملوا إحصائية لذلك كما إننا نطلب من الإعلام متابعة المستشفيات ويتأكدوا من طريقة صرف الأدوية ، بالإضافة للدواء نحن ألان نوفر لمستشفى مودية المياة تقريبا وايت ماء كل يوم ، كما قمنا بصرف فرش وبطانيات للنازحين في عدد من المدارس بالمنطقة مثل مدرسة مران ومدرسة مليحة والمحكمة ومدرسة مودية.

 

- كيف يسير برنامج توزيع المياة ؟

 

لدينا برنامج للمياه ممول من قطر الخيرية لمدة عشرة يوم قابل للتجديد ، نقوم برصد تجمعات النازحين في المدارس ونحظر لهم وايت ماء ثم نحظر لهم وايت ثاني في اليوم التالي حسب رغبتهم

 

- كيف يستطيع المواطن في حال نزح إبلاغكم بنزوحه كي يحصل على إغاثة ؟

 

نحن لدينا متطوعين وهم يعتبرون مندوبون للجمعية وهم تقريبا متواجدون في كل منطقة وكل قرية والحمد لله إلى ألان لم نجد صعوبة في الوصول إلى إي نازح .

 

- ماهو المعيار الكمي لما يتم صرفه من مواد لكل حالة نزوح ؟

 

لا يوجد معيار كمي محدد لأننا نتعامل مع جهات مانحة بحسب الكمية التي نتحصل عليها فبعض حالات الصرف تكون كبيرة وبعضها يكون صغيرة بحسب وضع المانح

 

- ماهي الصعوبات التي تواجهونها في إطار عملكم الاغاثي  الإنساني ؟

 

صعوبات جمة نواجهها أولها وعورة الطرق وثانيا الوعي عند الناس فبعض النازحين يأخذهم الجشع ، وهذا يسبب لنا مشاكل في الصرف وكذلك من الصعوبات عملية التواصل مع المنظمات فرداءة الاتصالات والانترنت تعيق عملنا

 

 

- رسالة توجهونها للحكومة اليمنية ؟

 

رسالتنا للحكومة اليمنية الاهتمام بمنظمات المجتمع المدني لأنها تعتبر الرديف الأساسي للحكومة ، ونحن نتمنى من الحكومة القادمة الاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني الفاعلة داخل البلد لان هذا العمل يعتبر رديف للحكومة

 

 

- رسالة توجهونها للمنظمات الإنسانية ؟

 

رسالتنا إلى المنظمات الإنسانية ان ينظروا الينا بعين الرحمة وخاصة المنظمات الدولية فأكثر من 28 باخرة وصلت إلى ميناء الحديدة لم نعلم أين ذهبت وهناك ملايين الدولارات رصدتها الأمم المتحدة لأعمال الإغاثة الإنسانية ولاندري أين ذهبت ، ونحن نريد فتح تحقيق في هذا الشأن حتى يثاب المحسن ويعاقب المسيئ

 

 

- كلمة أخيرة تودون قولها ؟

 

اشكر الإخوة في صحيفة عدن الغد على تفاعلهم مع الحدث الذي يدور هذه الأيام ، وتعتبر صحيفة عدن الغد الصحيفة السباقة بين الصحف التي وصلت إلى المنطقة وتلمست أحوال النازحين فيها .

 

 

بعد ذلك قام الأخ جمال العاطفي بأخذنا في جولة ميدانية لعدد من مراكز تجمع النازحين بالمنطقة واطلعنا على بعض ماتقدمه الجمعية من معونات اغاثية تهدف للتخفيف من حجم المعاناة التي يواجهونها ، غير ان عظم المأساة وحجم الكارثة يبقى مرتفعا ويبقى الأمل في منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية وكذا مركز الملك سلمان قائماً ، كما عبر عدد من النازحين خلال زيارتنا لهم عن شكرهم وتقديرهم لصحيفة عدن الغد ولجميع القائمين عليها على نزولها للمنطقة وتحمل مشاق الطريق لتفقد أحوالهم .