تَفُوحُ عَـدَنْ..
وَمِلحُ البَحرِ،
مَـاءُ البَحرِ، يَغسلُها
وَعينُ الله تحرسُها
شَفاها ربُّها الشَّافي!
***
تَئِنُّ عَـدَنْ..
وحولَها لم يَزل بَحرٌ
جَرِيحٌ يَختَلِج أَلَماً
على أطرافه، في الرملِ يرسمُ وجهَها حَافِيْ
جَبِينُها لَم يَزل مُدمَى..
وَفِي أَنفَاسِها رَمَـقٌ يَثُورُ كَـ جوِّها الدَّافِيْ
وَخلفَ دُموعِها حُلُمٌ
فوقَ رُموشِها غَافي!
***
وَلاحتْ من غُبَارِ القَصفِ
تَنفضُ في جَدائِلها
وتبصقُ وجهَ غاصِبها..
تقولُ عـَدَنْ:
سَيبقَى قَلبيَ الصَّافيْ
صَبُوراً بينَ أكتافيْ
وَيَبقى زَورَقِي يَمضِي
بِأشرِعَتي وَمِجدَافيْ!
فَما أَوقَفتمُ الرِّيحَ
وَلَم تجتزُّوا أَطرافِيْ!!
جَرِّبُوا كلَّ ما مَعكُم
وَمَارسُوا كلَّ مَا يَحلُو
لَكُم مِن سِحْرِ عَرَّافِ
وَلَملِمُوا كلَّ أَحذِيَتي
العَتيقةَ ثم بيعوها لإسكَافيْ
سَيبقَى قَلبِيَ الصَّافِيْ
صَبُوراً بَينَ أكتافيْ
وَيبقَى زَورقي يَمضِيْ
بأشرِعَتي وَمِجدَافِيْ
فَمَا أَوقَفتُمُ الرِّيحَ ولم تَجتزُّوا أَطرَافِيْ
..وَ لَـمْ تَجْتـَزُّوا أطــرَافِيْ..!!!
* شعر: محمد الأمير
