نظمت قبيلة آل بامطرف بوادي حضرموت عصر يوم أمس الخميس بمنطقة مدودة بمديرية سيئون حفل تأبين لفقيد الاسرة ومقدمها المعمّر / احمد مبارك بلغيث بامطرف ( بو سعيد ) الذي توفي بمدينة شبام صباح يوم الجمعة بتاريخ 21 جماد آخر 1436هـ الموافق 10 / ابريل / 2015 م عن عمر ناهز( 103 ) عام وفاء وعرفانا لأسرة آل بامطرف للفقيد الذي يعد مثال للحب والعرفان والمحبة لكل اعماله الخيرة في شتى المجالات الاجتماعية والتراثية والفلكلورية وكمقدم للقبيلة وما يتمتع به من علاقات شعبية وقبلية مع مختلف شرائح المجتمع .
وفي حفل التأبين الذي بدء بأي من الذكر الحكيم والذي أقيم بساحة الشيخ / عبدالله بن ياسين باحميد بمنطقة مدودة وسط حضور المدير العام للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية بوادي حضرموت المهندس / حسن جمعان باحارثة ونائب مدير عام إذاعة سيئون / الشيخ سالم باحميد و كوكبة من شيوخ ومقادمة قبائل ومقادمة ولجان الحويف وجمع غفير من المواطنين من مختلف مدن وقرى وادي حضرموت أشار مدير إدارة الثقافة بمديرية سيئون الاخ / عيضة عبدالحميد باجري بأن فقدان المقدم والمعمّر الوالد / احمد مبارك بامطرف ليس على قبيلة آل بامطرف فحسب بل على مدن وقرى مديرية سيئون بما يتمتع به من حنكة ورياحة عقل في حل كثير من القضايا الاجتماعية بين أهلة في منطقته لافتا بأن إدارة الثقافة بالمديرية تعبر عن بالغ الاسى والحزن لأهله وذويه ومحبيه بفقدان هذه الهامة الوطنية والاجتماعية التي دأبت على طول حياتها في خدمة التراث الشعبي بمنطقة مدودة ومناطق وادي حضرموت للرقي بهذا التراث والحفاظ عليه من الانقراض .
فيما عبرت كلمة قبيلة آل بامطرف التي القائها مقدم قبيلة آل بامطرف المهندس / سعيد يسلم بامطرف الذي عيّن خلفا للفقيد مقدما للقبيلة بأن الفقيد ترك أثاره الطيبة وأعماله الخيّرة بحكم مكانته في المجتمع وبما يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة ورجل شجاع يقول كلمة الحق ولو كانت مرة من خلال مواقفه الشريفة والنبيلة ويهابه من لا يعرفه فهو رجل متحدث وذو اسلوب شيّق مع الآخرين وتحس في نبرات صوته القوة والشجاعة والجرأة لافتا برغم كل ذلك تجد فيه روح الابتسامة والتحلي بالصبر ومعانقة الآخرين والصفح عنهم في حالة تأثرهم بما يقوله لهم ,
وأشار مقدم قبيلة آل بامطرف المهندس / سعيد يسلم بامطرف في كلمته بأن للفقيد هامات واسعة من خلال عضويته في حافة مدودة للألعاب الشعبية ممثلا عن قبيلة آل بامطرف في حل اشكاليات الحافة من خلال معرفته لعادات واعراف الالعاب الشعبية وعلاقته القوية الراسخة م قبائل الحضر والبدو والمشايخ والشخصيات الاجتماعية . شاكرا لأفراد قبيلة آل بامطرف في الداخل والخارج لمنحهم الثقة في توليه مقدمة قبيلة آل بامطرف داعيا الجميع في نشر المحبة والتكاتف والتآخي لما يحبه الله ورسوله لتضل مدودة بأذن الله اسرة واحدة يسودها المحبة والسلام على خطاء من فقدناهم من هذه المنطقة .
وكان ابن الفقيد سعيد احمد مبارك بامطرف رحب بالجميع في كلمته نيابة عن اخوانه وكافة افراد اسرته شاكرا لكل من واساهم وشاركهم احزانهم في الداخل والخارج في المغفور له بأذن الله تعالى والدهم داعيا له بالمغفرة والرحمة وان يسكنه فسيح جناته موصول الشكر لكافة اسرة آل بامطرف على تنظيم هذا الحفل التأبيني لوالدهم رحمه الله
كما القيّت في الحفل التأبيني كلمات تحدث فيها الاستاذ / صالح سعيد باخبيره عن اهالي شبام والشيخ / علي بن عبدالله باحميد إمام وخطيب جامع مدودة وكلمة عن حافة مدودة القاها حسين عرفان باجبير نيابة عن والده مقدم الحافة والشيخ سعيد سالم باحميد تحدثوا عن مناقب الفقيد وحياته البسيطة ومكانته في المجتمع ودوره الاجتماعي وعشقه ومحبته للموروث الشعبي وعلاقته الوطيدة الاسرية والعائلية بمدينة شبام وبشخصياتها الاجتماعية المختلفة مؤكدين في كلماتهم بأن بوفاته فقدت منطقة مدودة ومدينة شبام أحد رجالها ووجهائها وأعيانها ومقادمتها بما يتميز به من صفاء قلب وقوة شخصية وصراحته ووفيا ورجل مواقف يساند من استعان به ويخلص معه ويكن للناس التقدير والاحترام له معرفة بتاريخ وعادات وتقاليد المنطقة ومشاهير رجالها يحفظ كثيرا من اشعار الدان الحضرمي لأشهر شعرائه داعيين له بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه الجنة
كما القيت في الحفل عدد من القصائد الشعرية تحدث عن الفقيد ورثاء في وفاته من قبل الشعار حسين عبدالله باحارثة وخالد احمد باحارثة الشيخ / احمد عيضة منيباري وسعيد يسلم محفوظ باحارثة وسعيد محمد باحارثة .
وفي قصيد الشاعر حسين عبدالله باحارثة التي حملت عنوان (الله يرحم بوسعيد )
تقول بعض أبياتها :
أحمد مبارك سار للأخرى ترك دنيا الطمع
××××××××××××××××××× عالمطرفي داخل كم وكم من قلب ماع
نبأ وفاته زلزل الدنيا ومن فيها افتجع
×××××××××××××××××× فقدت مدودة مرجعيتها وقائدها الشجاع
أيضا وفقدت كنز غالي بين أضلعه إتودع
××××××××××××××××× والحزن خيّم عا شبام العالية يوم الوداع
وتم في الحفل التأبيني توزيع كتيب عن حياة الفقيد يحتوي على عدد من الكلمات عن الفقيد وقصائد مرثية وسيرة حياة الفقيد المقدم المعمّر / أحمد مبارك بلغيث بامطرف رحمه الله وعدد من الصور التذكارية خلال حياته اعدته جمعية شباب آل بامطرف والذي يحمل عنوان ( بو سعيد – مسيرة كفاح .. على نهج الاجداد )
وجاء في السيرة الذاتية للفقيد :
الاسم / احمد مبارك بلغيث بن هادي بن حصن بامطرف وهو أكبر اخوانه الاربعة وجميعهم متوفيين وعدد سبع إناث
من مواليد منطقة مدودة مديرية سيئون عام 1912م
له من الأبناء 12 منهم خمس بنات والمتوفين خمسة اولاد
أنتقل مع والده وأحد اخوته الى مدينة المكلا في سبعينات القرن الماضي مشيا على الاقدام لغرض العمل وجلسوا قرابة عامين ثم عاد الى إلى سيئون حيث كان يسكن في سحيل سيئون مع والده استقر فيها فترة من الزمن ثم عاد الى مسقط رأسه مدودة ثم شد رحالة الى مدينة شبام وتزوج هناك وأنجب ابنه الاكبر سعيد وبعد ذلك واصل رحلة الكفاح مع الحياة , حيث مارس عمل البيع والشراء في مدينة شبام بتجارة النحاس ( الخردة ) ودخل في العمل مع شريكه باذيب , وفي خمسينات القرن الماضي تزوج بمسقط رأسه مدودة وأنجب ابنه الثاني صلاح وإخوته البقية , وبعد فترة من الزمن عمل في تجارة الاغنام والذهاب بها الى وادي دوعن صم حول تجارته الى مدينة عتق على مدى ثلاثين عاما وعند عودته من عتق يقوم باستيراد الارز والسكر ولشاهي والذهب وغيره الى سوق مدينة سيئون ,
الفقيد له دور كبير في اصلاح ذات البين وحل الخلافات القبلية والأسرية , عيّن مقدم لقبيلة آل بامطرف عام 1982 م حتى وفاته .
توفي الفقيد رحمه الله عن عمر ناهز 103 اعوام بمدينة شبام الجمعة الموافق 10 ابريل 2015م وهو في أتم صحته وعافيته ودفن هناك ..
رحم الله الفقيد المقدم المعمّر / احمد مبارك بامطرف رحمة الابرار واسكنه دار القرار وإنا لله وإنا اليه راجعون
